الذين لا يستطيعون زيارة جبهات القتال لظرف او لاسباب كثيرة : انصحكم بزيارة جرحى الحشد الشعبي والقوات المسلحة، لتروا وتستمعوا عن كثب لاساطير على ارض الواقع،أساطير قرأتم عنهافي كتب التأريخ والسير والروايات ، وشاهدتموها افلاما من خلال الشاشات ،والله ستتزودون قوة وبطولة ،وستشتدون عزما، وتمتلؤون شجاعة ،وتتفجرون نخوة ، وتفخرون زهوا …
اي سحر صنعته فتوى سيد العراق ..اي روح اقتحامية نفختها في اجساد العراقيين فجعلتهم يسخرون بالموت ..يقلبون الموازين .. يبطلون المعادلات ..يفشلون المخططات..يحبطون المؤامرات ويحيرون العقول ؟!.
لايتذمرون …لا يتشكون ..لا يتفجعون …ولم يطلبوا شيئا !.مع ان جراح معظمهم غائرة ،واصابات بعضهم بليغة ،وهم بحاجة لكل شيء.
كان احد الجرحى مايزال في ملابسه العسكرية ،تعلو الضمادات معظم اجزاء جسده التي تنز دما ،ومادة ( الجبس) تغطي ذراعه الاسمر ،وحين سألنا الطبيب مستغربين عن عدم ارتدائه للملابس المخصصة للجرحى؟ اجاب انه رفض ذلك بشدة ليشعر انه مازال في ارض المعركة ويشارك اخوته القتال ،وليلتحق بهم فور شفائه !.
جريح آخر لم يستطع الكلام، حاول ان يوصل لنا كلامه بالاشارات اليدوية ، ولما احس اننا لم نفهم مراده تناول ( مبايل ) والده الذي جاء لزيارته ،واخذ يكتب رسالة ثم ناولها لنا لنقرأ ما كتب ….( لبيك ياحسين ) . عند رأس الجريح الثالث الذي كان يغط في غيبوبة بسبب اصابته البليغة وقفت والدته التي حسبنا انها ستنفجر بكاءا حال سؤالنا عن وضعه الصحي لكنها فاجأتنا بالقول ان ابنها الثاني الان في ناحية العلم واتصل يسأل عن اخيه فأخبرته ان جراحه بسيطة ومنعته من ان يأتي في اجازة ويترك اخوته المقاتلين !!.
ولو استغرقنا في سرد المواقف الملحمية ، والمشاعر الجياشه لهؤلاء الابطال وامهاتهم وآبائهم واسرهم و التي لمسناها خلال جولة بسيطة في مستشفى الكاظمية في بغداد لاستغرقنا صفحات وملئنا كتبا.
بيض الله وجوههم ووجوه امهاتهم وآبائهم ،اعادوا الكرامة لكل العراقيين بل لكل العرب ،اعادوا للاذهان امجاد العراقيين الاوائل بناة حضارات سومر واشور وبابل ، احيوا ثورات العشرين وانتفاضات صفر وشعبان …