23 ديسمبر، 2024 1:10 ص

سولاف فواخرجي تخاطب التاريخ بلغة السياسي الحكيم

سولاف فواخرجي تخاطب التاريخ بلغة السياسي الحكيم

تتبعت مقابلة تلفزيونية تحدثت بها الفنانة السورية سولاف فواخرجي عن الوضع في سوريا من خلال بعض الاسئلة التي طرحت من قبل مقدم البرنامج السيدنيشان في شهررمضان الماضي وقداثارفي تلك المقابلة القضية السورية ولماذا تقف سولاف فواخرجي مع النظام الحاكم في سوريا بوصف مايجري حسب راي مقدم البرنامج هي ثورة ضدنظام ديكتاتوري كل هذه التساؤلات فيها مقاربة مع المشروعية ولكن المتتبع المنصف الذي لايجزء الحقائق يرى ان الذي يجري في سوريا هوانحراف هذه الثورة عن المسارات التي كان يفترض بها ان تسيربها مثلما حصل في تونس او ماحصل في مصرحينما اقصت هذه الثورات بعض الطغاةعلى علاتها والاخطاء التي رافقتها بما فيها صعودقوى الاسلام السياسي المتطرفة ان كان في تونس او مصرمع ان القوى السياسية المصرية استطاعت فيما بعدمن تحشيد قواها لتصحيح الاخطاء الماضية حينما نجحت في ابعادالاخوان المسلمين من السلطة وقبله كلنا يتذكرالمشاهدالتي اسقطت حسني مبارك عندما وقف الشعب المصري في الشوارع والميادين لاكثرمن اسبوعين متواصلة بلا كلل اوملل وحافظ الشعب المصري على سلمية الاحتجاجات ان كان في اسقاط مبارك اوفي لحظات اسقاط مرسي والاخوان المسلمين مع ان المراقب للمشهدالمصري  شاهد ردودافعال قوى الاسلام السياسي المتوحشة التي نجح الشعب المصري في ابعادها عن السلطة من خلال صور الممارسات الارهابية التي عمت مصروالفعاليات الاجرامية التي لازالت الى الان قائمة لانهم قوى لاتؤمن بالديمقراطية وبناء الدولة واحترام خيارات الشعب المصري وانما يعتقدون ان الديمقراطية هي بمثابت بوابة للوصول للسلطة وليس بناء عقداجتماعي يوئسس وينظم العلائق بين الدولة والمجتمع عبركتابة دستورتتوافق عليه كل القوى المصرية.ولكننا لابد من العودةالى قضيتنا الرئيسية وهي حديث الفنانة فواخرجي عندما اجابت بصراحة وشجاعة حينما وصفت المشهدالسوري على ان الذي يجري هوارهاب محلي مدعوم اقليميا وتحديدامن ثلاثي الشرفي المنطقة وهم تركيا الاوردغانية التي تشيرالتوقعات الى ان نهاية الظاهرة الاوردغانية باتت قريبة والسعودية بملكها الميت اكلينيكيا والذي قديفضي اعلان موته رسميا الى صراع دموي داخل العائلة وقطرالضفدع الصغيرالذي صدق نفسه انه لاعب سياسي كبيرفي المنطقة ويستطيع بامواله ان يحدث تغييرجوهري في المنطقة كل هذه المعطيات تؤشرعلى ان الذي يجري هوطبخة سياسية كبرى لاعادة رسم خريطة توازن القوى في الشرق الاوسط ولاننسى ابدا ان الامريكان هم وراء هذه الطبخة وربما ماحصل مؤخرا من مكسب كبيرواستراتيجي بعدالاتفاق الروسي الامريكي بنزع السلاح الكيمياوي السوري يؤكدذلك وان الامريكيين والاسرائيليين قدحصلوا على مايريدون وكل هذه العصابات التي تعبث بسوريا هي عبارة عن مشهدتراجيدي مصنوع بحبكة وحرفة لاظهارالقضية على اننا ازاء ثورة شعبية ضدالنظام المستبدبشارالاسدوالحقيقة مثلما عبرت عنه الفنانة السورية فواخرجي بأن الذي يجري في سوريا ارهاب منظم ضدالشعب السوري وليست ثورة كما يعتقد اغبياء المعارضة السورية وكأنهم اشبه بقطع شطرنج تدفع بهم هذه الدولة اوتلك لذلك ينبغي على السوريين ان يدركواطبيعة المؤامرة التي وضعت سوريا في هذا المأزق الخطيرولذلك ندعوالنظام السوري الى ضرورة تدشين الاصلاح السياسي الحقيقي وليس الترقيعي اوالتجميلي فالواقع الراهن والمتغيرات التي طرأت على المنطقة لايتحمل سياسة البقاء على الحزب الواحدومايجري وجرى على المنطقة العربية من متغيرات كبرى يتطابق مع ماتحدثنا به لهذا يجب استلهام الوقائع والاحداث التي جرت في منطقة الشرق الاوسط بعقلية حداثية تستفيدمن التجارب والدروس التي عشنا ايامها الماضية بحلوها ومرها وجعها وسعادتها وكذلك نخاطب الغرب حكومات وشعوب على انه ينبغي اعادة قراءة الجغرافية السياسية للمنطقة بحكمة ومنطق سياسي مختلف وعلى قاعدة تحقق الرؤيا العادلة في التعاطي مع جميع القضايا العربية والاقليمية وان لاتخضع لطرف على حساب طرف مثلما يجري في القضية الفلسطينية التي هي اس المشاكل وكذلك ضرورة اخلاء المنطقة من اسلحة الدمارالشامل وان يتم تطبيق المعاييرعلى كل الدول بمافيها اسرائيل ومن هنا ندعوامريكا الى ضرورة مراجعة سياساتها بين فترة واخرى اذا كانت راغبة بالحفاظ على هيبتها كدولة كبرى في العالم وضرورة توخي الازدواجية في التعاطي مع كل قضايا المنطقة والعالم لكي تعيدلنفسها مصداقيتها المثلومة والاستمرار في بناء مناخ يبرد ويحل ازمات منطقة الشرق الاوسط وبقاء دعمها يجب ان يستمرللديمقراطية في المنطقة بما فيها تسليط الضوء على القبائل الخليجية التي لازالت تحسب على القرون الوسطى امارات متمردة وخارجة على التاريخ كل هذا يوفرلها سلامة مصالحها الحيوية في المنطقة وخلاصة الحديث ان مايجري في سوريا هومثال على سياسة الاخطاء الفادحة التي ارتكبتها امريكا وماقالته الفنانة فواخرجي من انه ليس من الحكمة ان نسلم سوريا الى القاعدة ودعاة التكفيروالارهاب وأكلي لحوم البشر وهي مصيبة في تشخيصها للأزمة وكانت تحاكي التاريخ بلغة الشجعان وبدا خطابها السياسي حكيما وهي تخاطب التاريخ بلغة المنطق وفي تحديد خيارهاللمشهدالاصلح لسوريا