9 أبريل، 2024 2:53 ص
Search
Close this search box.

سور بغداد العظيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثر الحديث وتعددت التصريحات وتنوعت المخاوف بأختلاف المصالح  مع اقتراب يوم (الوفاء ) يوم انسحاب القوات المتعددة الجنسيات وكأن السنوات الثمانية الماضية لم تكن كافية ليبرهن كلا الطرفين على الوفاء بالتزاماتهم إتجاه هذا الشعب الذي حصد ثمار وعودهم خراب ودمار وموت توجت خاتمته بنوايا التقسيم والتقطيع والتجزئة التي تعالت أصواتها في الاونة الاخيرة لتدق بذلك اّخر مسمار في نعش الوحدة التي افزعتها سكاكين التقسيم التي لاحت في افق الغيوم السوداء الملبدة بهموم داخلية تنوعت مابين صراعات سياسية انعكست صورتها على واقع الشارع العراقي الذي ما زال يئن من انعدام الامن والخدمات وما بين هموم مابعد الانسحاب وما يُخفي من اوراق مجهولة قد  تفضح مزاعم التفاخر والتباهي في القدرة على حفظ الأمن ناهيك عن تلك الهموم الخارجية لدول الجوارالتي سال لعابها وهي تتحين الفرص للانقضاض على تلك النطيحة (العراق)  التي غص بها الاحتلال وعجز عن ابتلاعها بعد ان مزق اوصالها فاّثرمجبرا لابطرا مغادرة مستنقع فشله وهزيمته  لكن مخاوفه من ان تمتد الى تلك النطيحة ايدي مجوسية تضمرالطمع والحقد الدفين دفعته الى السعي لأقناع السلطات العراقية بضرورة بقاء (خمرة ) من المدربين والخبراء لغرض تدريب وتهيئه القوات العراقية لأستلام ملفها الأمني الذي انفرط زمام عقده منذ زلزال الأحتلال الذي جعل من ( الحصانة) سورا يحميه من اي مُسالة قانونية لتلك الجرائم البشعة التي اقترفها بحق الشعب العراقي واليوم يُطالب بمثل تلك الحصانة ( لخمرته ) الباقية  من المدربين والخبراء ليكونوا في مأمن من ايدي العدالة  حين توسوس لهم نفوسهم الشريرة اقتراف جرم او انتهاك عرض .
بعد ان عجزت الحكومة عن رفع الحواجز الطائفية والمذهبية والدينية  بين الكتل والاحزاب التي ظلت تقاتل على جبهات مختلفة بعيدا عن مصلحة الوطن سعت الحكومة يائسة الى محاولة رفع جزء من تلك الحواجز الكونكريتية الجاثمة على انفاس بغداد التي اثبتت الخروقات المتكررة فشلها وعدم الجدوى منها لكي تستبدلها ب (سور امني ) تسعى من خلاله الى تطويق بغداد بحجة حمايتها من اي اعتداء خارجي متناسية ومتجاهلة عدو داخلي  قابع في قلب بغداد ينهش بخبزها وكرامتها كل يوم ولا سبيل للخلاص منه لأنه وكما يقول المثل  (حرامي البيت )  ! سور اطلقتُ عليه انا اسم ( سور بغداد العظيم ) عل غرار سورالصين العظيم ذالك المشروع الدفاعي الذي تحول الى صرح سياحي يستقطب السواح ويجذب فضولهم بعد ان انتفت الحاجة اليه في حماية الصين من اي اعتداء خارجي  .  لقد دخل سور الصين العظيم الى قائمة التراث العالمي التي حددتها منظمة اليونيسكو فهل سينال  سور بغداد العظيم هذا التكريم  بعد ان تنتفي الحاجة اليه ولو بعد عام  2020 ذالك  العام الذي تكون فيه بغداد قادرة على حماية نفسها واهلها بدون الحاجة الى جندي امريكي واحد  او سور وهمي ؟؟ هذا هو اخر حديث لهذا اليوم صرح به مسؤول عراقي رفيع المستوى بالكتلة والحجم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب