19 ديسمبر، 2024 1:42 ص

فى كل محنة تأتي على هذا الوطن فإنها تزيدنا صلابة وعزيمة على مواصلة الحفاظ على سورية، والوقوف على قلب رجل واحد، للتصدى لهذا الإرهاب الأسود الذي لا يفرق بين أحد على الإطلاق، فالذي يحدث في سورية من قتل وإجرام وتخريب يكشف الوجه الحقيقي لأعداء سورية، ويدلل على أن المستهدف هي وحدة سورية ومستقبلها، فنحن نواجه إرهاباً منظماً وممنهجاً بتمويل جهات خارجية تريد لسورية أن تظل منشغلة فى صراعاتها، وتعمل على زعزعة استقرار أمنها لعصف بآخر ما تبقى من تماسك وقوة عند العرب والمنطقة بأكملها.

على دقات أجراس كنائس الوطن، وارتفاع الأذان من مآذن المساجد ورغم محاولات الإرهاب الأسود إلا أن سورية  تأبى إلا أن تحتفل بأعيادها، برغم الحزن، هذه الأيام بأعياد الفصح المجيد والجلاء التى هى أعياد للسوريين جميعا، مسلميهم ومسيحييهم، لنبعث برسالة واضحة الدلالة لكل من يحاول أن يلعب على وتر الطائفية واستغلال العاطفة الدينية في الهيمنة والتسلط، وتقول الرسالة ” لن تنجحوا أبداً فى شق صف السوريين، فسورية  كانت وسوف تظل وطناً للجميع، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي، ونقول أيضاً بأنكم واهمون بأن تفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة الشعب السوري وخياره في المستقبل الجديد، ونحن على يقين ثابت ومستقر لا يمكن إركاع وخنوع سورية من خلال تحالفات بين دول ورؤساء لا يربط بينهم سوى الحقد على سورية ومواقفها وإنجازاتها لإنهاء دورها في المنطقة”.

كما أفشلت سورية في الماضي الكثير من المخططات الإجرامية للإرهابيين فإن الشعب السوري وأجهزته الأمنية اليوم أكثر تصميماً وعزماً على التصدي لهؤلاء القتلة ومن لف لفهم وإحباط مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة، وإلحاق الهزيمة بهم وتخليص الوطن والأمن والسلم الإقليمي من شرورهم، وأمام هذا الإصرار هناك حالة أعادت للنفس آمالاً عريضة بان الغد سيكون مشرقاً في بلادنا وإن ما جرى خلال تلك السنوات إنما هو غيمة سوداء لابد لها ان تنجلي ولابد ان تشرق الشمس على وطننا الكبير سورية لأنها الرقم الصعب والعصي على أن ينال منه الآخرون.

هكذا ستظل سورية باقية بقاء شعبها على أرضها مهما اشتدت المؤامرات ومهما إستهدفتنا قوى الشر الإرهابية ومن خلفهم مموليهم و داعميهم، فسورية أكبر من هؤلاء جميعاً، وشعب سورية أدرك منذ القدم ان قوته الرادعة و الضامنة لوجوده هى توحده علي قلب وطن واحد مع جيشه، لذلك برغم من كل ما يحصل ستبقى سورية موحدة بشعبها وحدودها وجميع طوائفها لأنها نموذج فريد للعيش المشترك، ولولا هذه اللحمة لما صمدت سورية، وأنني أظنها ما هي إلا سحابة صيف ومحنة ومؤامرة تتطلب منا نحن السوريين أن نكون أكثر توحداً وأكثر وعياً وما يحدث اليوم في دمشق هو نفسه ما يحدث في حلب والمحافظات السورية بنفس الأيادي ونفس المخطط وهو ما يراد لكل محافظات سورية أن تغرق فيها من الإنقسام والإقتتال ليتسنى لأعداء الأمه تمرير مخططها في سورية وفي المنطقة بأكملها.

باختصار شديد يمكنني القول إن كل تجارب الماضي، تؤكد أننا ـ نحن السوريين ـ لا يمكن إلا أن نعيش معا، لا فرق بين مواطن ومواطن، وتقول لنا حوادث التاريخ،إن كل محاولات الوقيعة فيما بيننا باءت بالفشل، وإن المصلحة القومية تقتضى أن يكون الوطن لنا جميعاً، نبنيه معا، حيث لن نجد وطنا آخر مثل هذا الوطن.
نقلا عن العالم الجديد

أحدث المقالات

أحدث المقالات