23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

سورية … ماذا عن رسائل التركي وماذا عن شرق الفرات !؟

سورية … ماذا عن رسائل التركي وماذا عن شرق الفرات !؟

يبدو واضحاً أن خطوة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ بلاده ستبدأ عملية عسكرية في شرق الفرات بغضون أيام قليلة، جاءت لتؤكد أن أنقرة بعثت بكل رسائلها ومن خلال تصعيد زخم الاستعدادات للعملية فعلياً ، التي تتحدى من خلالها السوري ،وليس الأمريكي ،فالسوري هو صاحب الأرض والأمريكي محتل كما التركي، وهذا ما قد يحتم على الدولة السورية وبدعم من حلفائها ((” وخصوصاً الروس الذين مازالوا للآن محافظين على موقف الحياد بخصوص إعلان اردوغان ” بعد فشل مجموعة مبادرات قدموها لأنقرة ودمشق للوصول لتفاهمات مشتركة توقف مسار الغزو التركي للأراضي السورية “)) ، بالقادم من الأيام للرد المباشر على الجانب التركي فهو كما يبدو واضحاً قد خرق كل الخطوط الحمر بالشمال والشمال الشرقي السوري ، والواضح هنا إن المرحلة المقبلة باتت تحمل العديد من التكهنات والتساؤلات حول تطور الاحداث على الجبهة الشمالية الشرقية السورية، التي أصبحت ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات.

والواضح هنا أكثر أن الأتراك هدفهم عملياً من وراء عملية شرق الفرات هو السيطرة واقتطاع جزء من الارض السورية بهدف المناورة بها لتكون ورقة قوة بيد الأتراك على طاولة الحل النهائي السوري”وهذا ما لايمانع به الأمريكي بالأصل “مرحلياً بشرط أن لايتعدى مسافة الـ 7 كلم بعمق الاراضي السورية من جهة الحدود التركية الجنوبية الغربية ، ومن هنا نستطيع أن نقرأ بوضوح وخصوصاً بعد إعلان اردوغان ، أن تركيا، قد عادت من جديد لتمارس دورها في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لأهدافها واستراتيجياتها المستقبلية بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل اركانها.

ما وراء الكواليس لما يجري في أنقرة يظهر ان هناك مشروعاً تركياً قد أقر،يستهدف الاستمرار بعمليات غزو الأراضي السورية ، والدليل على ذلك هو الدفع بالمزيد من القوات الخاصة التركية إلى المناطق التركية المحاذية لبلدة عين العرب شمال شرق حلب ،وتل ابيض شمال الرقة ،وهذا يدلل على أن تركيا لم تسلم للأن بعقم الحرب على سورية، فهي تبدو مصرة على اكمال عملية غزوها للأراضي السورية شمالاً وشرقاً مهما كان ثمنها.

ختاماً ،بالـ محصلة هنا يمكن القول أن أي تقدم للمجاميع المسلحة الموجودة في الشمال السوري والمرتبطة بالتركي وللقوات التركية في عمق الاراضي السورية شمالاً وشرقاً، يعطي فرصة ثمينة لأنقرة لإعادة احياء دورها ومشروعها بالشمال السوري، وهنا نقرأ بوضوح مدى ارتباط هذه المجاميع المسلحة مع الجانب التركي الذي أصبح ممراً ومقراً لهذه المجاميع، وهذا ما يظهر في شكل واضح أرتباط الأجندات التركية بالمنطقة مع أجندات هذه المنظمات المسلحة المدعومة هي الأخرى من دول وكيانات ومنظمات هدفها الأول والأخير هو تفتيت وتجزئة سورية خدمة للمشروع المستقبلي الصهيو- اميركي بالمنطقة، وهو ما يظهر حقيقة التفاهم المشترك لكل هذه المنظمات وبين هذه الدول والكيانات لرؤية كل طرف منها للواقع المستقبلي السوري ، وبالأخص للحرب «الغامضة» التي تدعي أميركا وبعض حلفائها بالمنطقة أنهم يقومون بها لضرب تنظيم “داعش”.