4 نوفمبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

سورية …لهذه الأسباب لافرص حقيقية لنجاح الحلول السياسية ؟!

سورية …لهذه الأسباب لافرص حقيقية لنجاح الحلول السياسية ؟!

تعلمنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية – إقليمية – محلية-مركبة الاهداف  كالحرب التي نعيش تفاصيلها حاليآ على سورية أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بالجهد البسيط فالطريق ليست معبده بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت إلى انفجار اقليمي وحينها لايمكن ضبط تدحرجها او على الاقل التحكم بطريق سيرها ولذلك لايمكن الوصول إلى جملة تسويات ونتائج سريعة لها بشكل سهل، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية – الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور ،فاليوم هناك الكثير من الملفات التي مازالت بحاجة الى وقت اطول للوصول الى تفاهمات حولها من كل الاطراف، وبعد وصول هذه القوى الدولية والأقليمية والمحلية إلى تفاهمات وتسويات حقيقيه يتم الحديث عندها عن امكانية الوصول إلى حلول من قبل الأطراف المحلية الخاصة بالازمة ، وهذا ما لا تظهر أي بوادر اقتراب منه حتى الآن وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من تدهور الوضع في سورية وتدهور أمن المنطقة ككل .

 
وفي ضوء تسارع ألاحداث الخاصة بالحرب المفروضة على الدولة السورية، لقاءات ومؤتمرات ورسائل سرية وعلنية وأشاعات كثر وتفاؤل يشوبه الغموض، من جنيف”3″ إلى القاهرة”2″إلى موسكو “3”إلى مسقط “1”،ولامسار وأضح إلى الان بخصوص الوصول الى حل سياسي سريع للأزمة السورية، وأخر هذه التحركات والمبادرات “الغامضة نوعآ ما إلى الان ” هي التحركات الجارية بمسقط ،فبعد الدوحة وطهرن جاء دور مسقط ،وهنا من الواضح ان حراك مسقط وطهران  يبدوا انه مرتبط نوعآ ما بحراك موسكو فنائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف قام بالفترة ألاخيرة بمجموعة تحركات سياسية سرية وعلنية وتواصل مع أطراف النزاع السوري ومع الاتراك والسعوديين وبعض ألاطراف السياسية الاخرى بدول الخليج،وهذا الموضوع بالذات هو ماتحرك من اجله الايرانيين الذين قدموا مبادرة من أربعة بنود تتضمن وقف فوري لإطلاق النار ،تشكيل حكومة وحدة وطنية، إعادة تعديل الدستور السوري ، إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين،والمبادرة الأيرانية جرى تقديمها والتشاور بشأنها مع تركيا وقطر ومصر ودول أعضاء في مجلس الأمن.

 
وفي زحمة كل هذا الحديث عن المبادرات والحلول السياسية برز الموقف التركي من كل هذه الاحاديث والمبادرات فما يحضّر وراء الكواليس في أنقرة اليوم يظهر ان هناك مشروعاً تركياً قيد البحث يستهدف القيام بدعم بعض المجاميع المسلحة بسورية “النصرة واحرار الشام “للدفع بها اتجاه الأراضي السورية شمالاً وبحجج واهية تتمثل بالقضاء على تنظيم “داعش ” ووضع بديل مناسب لـ”داعش ” يتمثل بالنصرة ومن بصفها، وهذه الحجج أيضآ تدخل حسب مراقبين ضمن إطار الدخول المحتمل للجيش التركي إلى الاراضي السورية، وإقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري، وكل هذا سيتم بحجج إعادة اللاجئين السوريين الى وطنهم وتوفير مناطق آمنة لهم، وهذا ما يتم بحثه الآن بأروقة صنع القرار الاميركي أيضاً، ومن المحتمل أن توافق الإداره الاميركية وتحت ضغط الخليجيين، وتحت ضغط جمهوريي الكونغرس رغم “لاءات” أوباما المتكررة، الرافضة للمشروع التركي بأقصى شمال سورية وبعض الأجزاء الشمالية الشرقيه من سورية، ومن المتوقع ان تمنح واشنطن أنقرة وحلفاءها هامشاً من المناورة وستطلق أيديهم ان أستطاعوا لتجهيز الأرضية العسكرية والسياسية لإقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري، وكل هذا متوقع القيام به خلال النصف الأول من شهر أب الحالي.

 

الميدان السوري هو الأخر يشهد تصعيدآ كبيرآ ،متزامنآ مع الاحاديث عن الحلول السياسية ،ولقد بدأ واضحآ لجميع المتابعيين ان سلسلة المعارك التي جرت مؤخرآ بريفي حماه الشمالي والغربي و بريف ادلب الغربي،ماهي الأ هدف من سلسلة أهداف أستراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر،لمسار الحسم العسكري التي تراهن عليه جميع  الاطراف سواء اكانت الدولة السورية او اطراف العدوان وشركاء الحرب على سورية ، والواضح اليوم ان تطورات الميدان الأخيرة بعد فشل عاصفة الجنوب بدرعا والقنيطرة وفشل غزوة السويداء ،وأنهيار مشروع ومخطط محاصرة دمشق من خاصرتها الشمالية والشمالية الغربية “القلمون” ومن جهتي الغوطتين الغربية والشرقية،وفشل مخطط استكمال غزة ادلب بأكمال مراحلها بحمص وحماه وحلب ،وانهيار منظومة غرفة عمليات “فتح حلب “،و”انصار الشريعة” وفشلها عن تحقيق اي اختراق بمدينة ومحافظة حلب ،والصمود الاسطوري للجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية بدير الزور والحسكة ،هذه العوامل بمجموعها تؤكد بأن الدولة السورية تسعى بكل قواها لعدم السماح لاطراف العدوان بتحقيق أي خرق ميداني أستراتيجي يعطيهم ورقة قوة ومساحة مناورة جديدة .

 
ختامآ ،هنا وبهذه المرحلة يبدو واضحآ ان التصعيد الميداني الكبير على الارض ومسار المعارك على الأرض لايوحي أبدا بإمكانية الوصول ألى حل سلمي او حل سياسي للحرب على الدولة السورية بسهولة، فما زالت المعارك تدور على الارض وبقوة وزخم اكبر، ومع دوي وارتفاع صوت هذه المعارك، يمكن القول أنه بهذه المرحلة لاصوت يعلو على صوت المعارك ودوي المدافع ،وأي حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية ماهو بالنهاية الا أمنيات وكلام فارغ من أي مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع، فامريكا وحلفائها بالغرب وبالمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم القذر الساعي الى أسقاط الدولة السورية ونظامها بأتون الفوضى، والروس والايرانيين يدركون ذلك، والنظام العربي السوري يعلم ذلك جيدآ، ولذلك بدأ تحضيراته العسكرية لردع أي مخطط يستهدف أمن العاصمة دمشق وتعزيز تواجده وبقوة بمدينة أللاذقية وريفها ومدينة أدلب وحلب وريف حماه،وتعزيز قواته شرقآ ، وإلى حين أقتناع أمريكا وحلفائها بحلول وقت الحلول للأزمة السورية ستبقى سورية تدور بفلك الصراع الدموي، ألا أن تقتنع أمريكا وحلفائها ان مشروعهم الساعي الى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بأنهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وألى ذلك الحين سننتظر مسار المعارك على الارض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول للأزمة السورية……..

[email protected]

أحدث المقالات