تمثل عناصر مايسمى ” بدولة العراق الاسلامية ” اليوم رأس الرمح في جبهة النصرة التي تؤمن بأفكار القاعدة ونهجها ايضا ، وتقترف ذات الجرائم التي ارتكبتها القاعدة في العراق من قتل وارهاب وتفجير وتهجير .
وسواء اعلن التنظيمان الارهابيان “جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية ” اتحادهما وانتماءهما للتنظيم الام (القاعدة ) ام لم يعلنا فالامر سيان ، فمنذ بدء القتال في سوريا بين هذه المنظمة ونظام بشار الدكتاتوري والتنسيق على الارض تجهيز وتسلحيح وتنفيذ قائم بين التنظيمين الارهابيين .
الغريب ان جبهة النصرة على العكس من “دولة العراق الاسلامية ” ترحب بمقدم الولايات المتحدة واحتلال جيشها لسورية بهدف التعاون لاسقاط نظام الاسد الدكتاتوري ، و”النصرة “على العكس من حليفتها العراقية لاتعتبر التعاون مع الامريكان خيانة او عمالة ، كما انها لا تتهم المعارضة السورية بالعمالة او الخيانة او التبعية لامريكا مع ان المعارضة السورية تعلن جهارا نهارا انها تنسق مواقفها مع امريكا وفرنسا، وان امريكا تعلن بوضوح انها راعية المعارضة .
وبينما استهدفت حليفتها مايسمى بدولة العراق الاسلامية الاجانب في العراق سواء أ كانوا اصحاب عمل ام ناشطين في المؤسسات الانسانية ام عاملين في وسائل اعلام اجنبية ،وقامت بتصوير عمليات ذبحهم بدم بارد ، فان جبهة النصرة احاطت الاجانب على مختلف تصنيفهم بالرعاية واحسنت معاملتهم .
ولم نسمع من النصرة انها ضد الديمقراطية الغربية او انها ستحارب اية عملية سياسية يتبناها “الغرب الكافر” ، فيما تصر حليفتها العراقية على اعلان حرب بلا هوادة على ديمقراطية العراق التي تبناها ودعمها ” الغرب الكافر” حسب ابجديات القاعدة ولعل الهجمات الارهابية التي طالت الابرياء واستهدفت المرشحين في الانتخابات العراقية الاخيرة دليلا على استمرار نهج القاعدة في العراق .
التناقض في تصرفات القاعدة السورية يقابله تصرف امريكي اشد غرابة ، اذ رواغت امريكا كثيرا ومارست كما هائلا من التعتيم والتضليل قبل ان تتهم على استحياء جبهة النصرة بالارهاب وتعيب على الجيش السوري محاربة عناصرها التي نفذت جرائم وحشية في سوريا ، حولت ذلك البلد العربي من واحة للسلام والامن والتعايش تشد اعين الباحثين عن ملاذ امن الى ساحة خراب وحرب ، رافضة دعم اية عملية سياسية تؤدي الى انتهاء القتال في سوريا ، لابل انها تصدت وافشلت كل مساعي السلام لانهاء الحرب في سوريا ومازلت مصرة على التضحية باخر قطرة دم سورية في سبيل تحقيق اهدافها في المنطقة حتى لو كانت تستدعي التحالف مع الارهاب ، الارهاب الذي كانت ولم تزل تحذر امريكا منه كل حكومات المنطقة باتت تتستخدمه هي وتتحالف معه … لكن اين تريد امريكا ان تأخذ سورية واي دور ستعطيه للنصرة واية صفقة سياسية او عسكرية تنتظرها سوريا يرسم مصيرها التعاون الامريكي ــ التكفيري، ولماذا تريد امريكا ان ترهن هربي في ذمة الارهاب .
الشهية الامريكية بالتدخل في سوريا بدت تتضح ، فهل نرى رايات جبهة النصرة تعانق الراية الامريكية وتعتلي عناصرها الدبابات الامريكية ليعلنا زواجا شاذا وغريبا عن كل حسابات المنطق ، ولنا ان نتخيل أي مولود سيخرج من رحم هذا الزواج ، وهل سيقبل الشعب الامريكي التضحية بما يسمونه القيم الامريكية من اجل عيون اسرائيل ام ان سوريا ليست سوى مكافأة على تخلي التنظيمات الارهابية عن فلسطين والقدس وحق العودة وتقرير المصير والاقرار بوجود اسرائيل كما هي وكما تريد هي ان تكون والا كيف يمكن ان نتخيل ثمن هذه الصفقة ؟!!! اسئلة تخلف خلفها اسئلة وجيش من علامات التعجب والاستغراب ، ترى اين يسير القطار الامريكي الذي جمع المتناقضات كلها بين عرباته وفي اية محطة سيتوقف ؟ .