17 نوفمبر، 2024 11:49 ص
Search
Close this search box.

سورية عادت بقوة إلى مكانتها الإقليمية مرة أخرى وهذا هو الدليل

سورية عادت بقوة إلى مكانتها الإقليمية مرة أخرى وهذا هو الدليل

تشهد الساحة السورية في هذه الأيام زحمة موفدين دوليين من مختلف الإتجاهات يحطون رحالهم في دمشق، ويقومون بإتصالات ولقاءات مع مختلف القيادات السورية، والهدف الرئيسي هو الحفاظ على الأمن والإستقرار والعمل على إيجاد حلول للأزمة في سورية.

 

مرة أخرى تفاجئ سورية الآخرين بقدراتها اللامحدودة التي تنفجر من أعماق التحديات والمواقف الصعبة، التي لا يقوى على مواجهتها إلا الأبطال، لتؤكد بأن الإرهاب إلى زوال وستشهد سورية فجراً جديداً على يد أبنائها المخلصين، لا شك أن عودة سورية الى جامعة الدول العربية تمثل التحدي الأكبر للأنظمة المعادية لسورية، وهو الذي يستطيع الآن أن يقيم توازناً جديداً في المنطقة وأن يحدث تغييراً مهماً في معادلة إدارة الصراعات، وعاملاً أساسياً في قيادة الدفة العربية من جديد، كما أن هذه العودة ليست لسورية كطرف فقط، بل عودة لمسار العمل العربي الجماعي.

 

وعليه، إن عودة سورية إلى الحضن العربي وإستعادة مكانتها العربية يعيد بريق الريادة مرة أخرى في المنطقة رغم التدهور الحاصل في بعض الدول العربية، كونها قادرة على إستعادة الزمام ولململة شتات النظام الإقليمى العربي من جديد وتثبيت أركانه .

 

على خط مواز، إن توقيت عودة سورية الى الجامعة مهم جداً في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حالياً، أن هذه العودة تعطى رسالة واضحة لدول العالم بضرورة الإتحاد من أجل وضع حد لخطر الإرهاب كما تؤكد بأن دمشق قادرة على تخطي الصعوبات التي تواجهها، وضرورة التكاتف والتوحد خلف سورية في مثل هذه الظروف الحرجة لمواجهة سم الإرهاب والقوى الظلامية الأخرى، في هذا الخصوص، تعد خطى إعادة تطبيع الدول العربية علاقاتها مع سورية ذات أهمية كبيرة لسورية وعودة لشعلة الأمل وعنواناً لفجر جديد سيسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين سورية والدول العربية.

 

وهنا نأمل أن يكون عودة سورية الى الحضن العربي هو إنطلاق مسيرة إعادة بناء سورية من جديد من خلال وضع حد لمنطق السلاح وانتشاره، ولعل الجميع أصبح يعي جيداً أن المخرج الوحيد لكل مشاكل سورية التي عصفت بها طيلة السنوات السابقة لن تحل إلا عبر الحوار الوطني الصادق الذي يجتمع فيه كل مكونات سورية تحت سقف واحد تاركين كل خلافاتهم وأحقادهم خارج قاعة الحوار والمضي قدماً نحو إخراج سورية من مشاكلها وأزماتها، لذلك لا بد لنا أن نسارع مجتمعين إلى وضع حد لخلافاتنا ونبلور مواقف موحدة من الأزمة ونفهم بأن العالم يستغل غياب وحدتنا ويتلاعب بنا، ويقدم عروض لا تصلح إطلاقاً لتسوية صراعات أدت إلى حروب تزداد وحشية واتساعاً بما تهدد وطننا الكبير الغالي على قلوبنا “سورية”.

 

عادت سورية الى دورها ومكانتها في الاقليم مرة أخرى، لتقول كلمتها في المنطقة ولكي تصبح الرقم الأهم في المعادلة الإقليمية، والدليل على ذلك دورها البارز على صعيد القضية المركزية، حيث كانت الدبلوماسية السورية تتحرك ضمن أجندة واضحة والتي تستند على الحق والقانون والقوة وكذلك نراها في المقاومة في غزة وغيرها ، فسورية باقية في مكانها تتحرك وتنتقل لتعلو، لذلك كل الدول العربية تعود وتناقش دمشق، لأنه لا سلام بدون سورية ولا تقاد المنطقة إلا من سورية، لذلك عصفت بسورية أشرس حرب عرفها التاريخ لتحقيق الاستسلام (لإسرائيل) لكن سورية الرقم الصعب، ليس بموقعها الجغرافي بل بوعي شعبها وادراكه للدور التاريخي الملقى على عاتقه، لذلك سورية كانت وستبقى الرقم الصعب في المنطقة هي ومحورها من سيمسك بالقضية الفلسطينية ودول المقاومة، ومنها وإليها ستبدأ كل المتغيرات، والانتقالات وهي التي ستهيئ كل المناخات، لخروج الشعوب العربية من واقعها المغيب إلى زمن الفعل والقول.

 

مجملاً… إن سورية باتت اليوم مفتاح المنطقة وقلبها والطريق الوحيد لوضع الإقليم على المسار الآمن، بعد أن أدركت الدول أن سورية ليست معزولة وأنها دولة مركزية في المنطقة، وما يجرى فيها له إرتداداته على الإقليم بأكمله، فاليوم الجميع بات مقتنعاً بحاجتهم لتسوية الأزمة في سورية

 

كما إن أعداء سورية وأعداء السلام واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت باستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، فسورية ستعود أقوى مما كانت ولن يستطيع أحد أن يجعلها تنحني، وستتجاوز الأزمة التي تمر بها بإصرار شعبها الوطني المحب للسلام، والأكيد أنّ الأيّام المقبلة هي التي ستحدّد وجهة الحرب السورية وإحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية والذي سيكون من بوّابة معركة إدلب وشرق الفرات.

 

وأختم بالقول، ستظل سورية صامدة بعد أن أغلقت الأبواب بإحكام وأبقت على فتحات استنزاف الغرب وحلفاؤهم، كما أن عام 2023 م، يجب أن يكون عام القرارات والسلام والحياة الأفضل للسوريين خاصة بعد أن توصل مختلف الأطراف إلى أن السلاح لن يحسم الأزمة.

 

[email protected]

أحدث المقالات