23 ديسمبر، 2024 5:11 م

دخلت الأزمة السورية منحى خطيرا يتمثل في تدويل الأزمة ،ودخول أطراف دولية وإقليمية تعمل لتأجيج الأحداث الدموية التي تشهدها سوريا الآن،تمثلت هذه التدخلات الأجنبية تحذيرات أمريكية مباشرة للنظام السوري على لسان الرئيس اوباما وكلينتون حول خطورة استعمال الأسلحة الكيميائية في الحرب ،في وقت أسطول طائرات إيرانية يحمل الأسلحة وعناصر الحرس الثوري الإيراني عبر الأجواء العراقية إلى سورية لقمع ثورة الشعب السوري،واستعدادات تركية على شكل  حشود عسكرية كبيرة وصواريخ ارض-جو ،وتقديم الدعم اللوجستي للمعارضة السورية والجيش الحر السوري،أما روسيا فأعلنت إنها ماضية في تزويد النظام السوري بالأسلحة المختلفة والصواريخ الحديثة لمواجهة التدخل الخارجي المزعوم ،في حين يواجه النظام السوري ثورة شعبية عارمة ومنظمة لتغيير النظام وبإصرار منقطع النظير، بالرغم من أن المعارضة السورية تشهد خلافات واسعة في الرأي والتطبيق وتلتقي عند هدف واحد يجمعها هو الإصرار على تغيير رأس النظام،وتشهد شوارع وأحياء ومدن سورية معارك حقيقية تم فيها سقوط آلاف الضحايا الأبرياء وتدمير أحياء بكاملها ،واستيلاء الجيش السوري الحر على مواقع مهمة واستيراتيجية داخل دمشق وحلب وحماه وحمص وادلب ودير الزور ،مع انشقاقات واسعة في الجيش السوري وشخصيات عسكرية ومدنية كبيرة في النظام ،واكبر ضربة تلقاها النظام هي تفجير مبنى الأمن القومي أو ما يسمى خلية الأزمة ، والتي أظهرت خللا كبيرا وخرقا قاتلا في بنية النظام،أفضت إلى خلخلت الأجهزة الأمنية والاستخبارية والعسكرية،أدت إلى الانشقاقات والانفلات الأمني في الشارع السوري،مما شجع الثورة الشعبية أن تسجل انتصارات أخرى في مدن أخرى وكسب جولة الحرب يرافقها دعم عربي ودولي وشعبي كبير ردا على وحشية النظام في مواجهته ثورة الشعب وعدم استطاعته احتواء الأزمة منذ البداية،فشاهدنا قتل الألوف من أبناء سورية وهدم البيوت على رأس عوائلها وذبح واغتصاب أهلها على يد شبيحة النظام والحرس الثوري الإيراني وبعض الميليشيات العراقية  وعناصر من حزب الله (اعتراف حسن نصر الله)،ووصلت انتصارات الجيش السوري إلى السيطرة على المعابر الحدودية بسهولة ،مما يؤكد عدم قدرة النظام على السيطرة على مقاليد الحكم مما افقده أعصابه فاخذ يحرق الأخضر مع اليابس ،والمارك الآن تدور داخل أحياء دمشق وحول المراكز الحساسة للنظام ،وهذا تطور كبير تحققه ثورة الشعب السوري ،مما يدلل على إنها ثورة منظمة يقودها ويدعمها الشعب السوري كله،وليس كما يدعي النظام ،إنها مجاميع إرهابية  وعصابات إجرامية تريد زعزعة النظام،حقيقة الوضع أصبحت واضحة جدا ،ولا مجال للتكهن واستصغار هذه الثورة الشعبية،بالرغم من التعتيم الإعلامي الرسمي لها داخليا،ودعمها عربيا ودوليا إعلاميا وعسكريا،إذن الثورة ماضية في انتصاراتها إلى الأخير رغم التضحيات الجسيمة،والنظام اخذ يتدحرج بطيئا ولكنه  سقوط مؤكد،لذا نرى أن تدويل الحرب أصبح يؤشر ملمحا أكيدا لإنقاذ النظام من السقوط ،فإيران التي تلوح بعصا غلق مضيق هرمز،وترسل عناصر الحرس الثوري والأسلحة والميليشيات الموالية لها من العراق وعناصر حزب الله ،ليس لسواد عيون بشار الأسد وإنما لتبعد الحرب عن ساحتها المهددة بأية لحظة بسبب برنامجها النووي العسكري ،وكذلك حزب الله الذي أعلن رئيسه حسن نصرالله انه يشارك في قمع ثورة الشعب السوري ،من اجل أن يبقى نظام بشار الأسد يزوده بالسلاح والصواريخ بحجة مواجهة إسرائيل ،وهي كذبة لن تنطلي على احد ،بل لتخويف اللبنانيين  والهيمنة على لبنان لصالح ايران والتشيع ألصفوي الإيراني في المنطقة العربية،أما روسيا التي تصر على الوقوف بجانب النظام السوري وتحشد معها الصين وإيران فهي تعمل على إنهاء الوجود الروسي في المنطقة بعملها هذا فهي تخسر العرب ،لأنها دائما كانت تخذل الأنظمة العربية ،ومناوراتها مع النظام السوري لن تنجح لان سبق وأن فعلتها مع العراق وباعته بأربعة مليارات دولار لإدارة المجرم بوش ستلمها وزير الخارجية جيمس بيكر  ،ولكن يبقى الموقف التركي المميز من الأزمة شاخصا في واجهة الأحداث،حيث عملت تركيا المستحيل ومنذ بداية الأحداث أن تعالجه بالتي هي أحسن  وظهر ذلك واضحا من الزيارات التي قام بها اردوغان واوغلو وغيرهم من المسئولين الأتراك لتسوية الأزمة، وتقديم كل الدعم لإنهائها سلميا،ولكن بدون جدوى ،لان النظام السوري  لا يعرف سوى إبادة الخصوم في معالجته للازمات الداخلية كما فعل  حافظ الأسد عندما قتل الآلاف من أبناء مدينة حماه  من قبل ،وهكذا فعل الملك السعودي وأمير قطر والإمارات ،ولم تفلح جهودهم بهذا الاتجاه،ولم يبقى إلا مواجهة النظام دوليا وهو ما اراده ويريده بشار الأسد معتمدا على تحالفه الهش مع ايران وروسيا وحزب الله ،وهذه حماقة أخرى يرتكبها بحق شعب سورية الذي ينتظر حربا عالمية مدمرة على أرضه يكون الخاسر فيها أبناء سورية الأبرياء،نحن أمام حرب عالمية تنطلق شرارتها من سورية  مع الأسف نتيجة تعنت نظام بشار الأسد وعدم تقديره لخطورة التحولات الدولية والتي هي بغير صالحه قطعا ،وعليه انتزاع اللحظة التاريخية لإنقاذ شعبه وأهلنا في سورية من دمار مؤكد لا نريد لها أبدا ،ولكن يقينا أن النظام نراه قد ركب رأسه وأخذته العزة بالإثم، وما طوابير اللاجئين إلى دول الجوار إلا علامة هزيمة للنظام الذي فقد السيطرة والقيادة بغياب الحكمة والعقل والمنطق…سورية نحو التدويل والحرب لا محالة ..إذن المنطقة كلها على فوهة بركان هي الحرب العالمية الثالثة …ومن لم يسمع طبولها فهو أصم وأطرش كمان..كما يقول كيسنجر الملعون…….