9 أبريل، 2024 4:07 ص
Search
Close this search box.

سوريا والقاعدة الاستخدام الامثل

Facebook
Twitter
LinkedIn

المقدمة:
يرتبط النظام السوري مع تنظيم القاعدة وان اختلفت تسمياته سواء كان المسمى دولة العراق الاسلامية او الدولة الاسلامية في العراق والشام” داعش” ,علاقة استراتيجية تجسدت في التعاون والتنسيق الكبير فيما بينهما , وقد مرت هذه العلاقة عبر مراحل ثلاث واضحة الحدود والفواصل حيث تختلف اهداف النظام السوري في كل مرحلة عن الاخرى اختلاف واضح .
 لقد اتهمت الحكومة العراقية النظام في سوريا بدعم الارهاب وقد وصل الامر لطلب رئيس وزراء العراق نوري المالكي من الامم المتحدة اتخاذ موقف حيال النظام في سوريا بسبب دعمهم للجماعات  المسلحة خصوصا تنظيم القاعدة, وما ان تغيرت بوصلة الصراع في سوريا الى صراع طائفي , حتى بات العراق حكومة وأحزاب طائفية عبر ميليشياتهم احد الداعمين الرئيسيين لنظام الاسد, ويثار سؤال محدد هنا , هل الدماء االتي نزفت في العراق بفعل اعمال تنظيم القاعدة المجرم ومن مولها وساندها وأمن لقياداتها الملاذ الامن سدى بسبب موقف طائفي تتخذه الحكومة العراقية.
نبذة تاريخية:
نشأت علاقة بين النظام السوري وتنظيم القاعدة قبل الغزو الاميركي للعراق عام 2003,عبر سماح السلطات الرسمية السورية بدخول المتطوعين الاسلاميين ومن مختلف بقاع الارض للدفاع عن العراق امام الغزو الاميركي المحتمل حيث كان من ظمنهم الكثير من عناصر تنظيم القاعدة.
كان غالبية المتطوعين من الجنسية السورية ومن خلفية اسلامية لم تتوافق في الرؤية مع النظام السورية ويمثل غالبيتهم الجيل الثالث من القوى الاسلامية السورية التي خاضت قتال شرس فيما سبق مع النظام السوري.
لقد كان التنسيق بين العناصر ” الجهادية” مع المخابرات السورية تتم بشكل مباشرعبر عناصر ارتباط معلومة , استمر هذا التنسيق والدعم بعد وقوع الاحتلال حيث فتحت السلطات السورية حدودها مع العراق مقدمة لهم تسهيلات كبرى لتنقل المقاتلين من كافة بقاع العالم الاسلامي بالرغم من قيام المخابرات السورية باعادة بعض المقاتلين العرب الى بلدانهم وقد خص بذلك من هو مطلوب من قبل سلطات بلاده لكن الكثير ممن اعيد خصوصا الى المملكة العربية السعودية ,سرعان ما دخل ثانية عبر سوريا بعد ان اطلقت سلطات بلاده سراحه.
تولى تنظيم ” عصبة الانصار” وهو تنظيم جهادي سلفي فلسطيني التنسيق مع المخابرات السورية وقيامه بتنظيم رحلات ” جهادية” من لبنان الى العراق.

من هي القوى المتهمة بالارهاب المتواجدة على الاراضي السورية:
تتهم القوات الاميركية والحكومة العراقية قوى سياسية وعسكرية متعددة بالارهاب ولاسباب معلومة ليست مجال بحثنا , تعمل قيادات هذه القوى كافة انطلاقا من الاراضي السورية حيث تتواجد هذه القيادات وتحت عين ورعاية المخابرات السورية او قيادة قطرالعراق بقيادة السيد فوزي الراوي عضو القيادة القومية للبعث السوري وهي:
1.حزب البعث باجنحته المتعددة.
2.كافة الجبهات الاربعة التي شكلتها المقاومة الوطنية العراقية
3. بعض الفصائل المقاومة المستقلة والتي لم تنظم الى جبهات المقاومة
3.تنظيم القاعدة.
ان مجال بحثنا في هذه الدراسة هو تنظيم القاعدة وللاسباب التالية:
1.استمرار عمل هذا التنظيم وتطوره ليشمل الساحة العراقية والسورية.
2.غالبية القوى المسلحة الاخرى انتهى فعلها على الارض بسبب انسحاب القوات الاميركية من العراق وقد تحول بعض منها لجهد سياسي ساهم بشكل او باخر في مشاريع المصالحة او الصحوات.

مراحل دعم النظام السوري لتنظيم القاعدة:
يمكن تقسيم مراحل التعاون والدعم بين النظام السوري وتنظيم القاعدة التي تحول في نهاية الامر الى الدولة الاسلامية في العراق والشام الى مراحل ثلاث رئيسية وهي:-
المرحلة الاولى: قبل الاحتلال الاميركي عام 2003 ومع بدء نوايا الشروع بالغزو.
المرحلة الثانية: بعد الغزو الاميركي ولغاية انسحاب القوات الاميركية.
المرحلة الثالثة: بعد اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية في سوريا.

ماهي اسباب دعم النظام السوري لعمل تنظيم القاعدة:
توجد اسباب عدة لتبني النظام السوري دعمه لتنظيم القاعدة وان اختلفت مراحل ذلك ومن اهمها:-
1.وضعت الادارة الاميركية النظام السوري في دول محور الشر وبالتالي فان اي نجاح للمشروع الاميركي في العراق سياسيا او امنيا سيشكل خطر مباشر على النظام السوري فترى النظام يعمل مع تنظيم القاعدة لضرب الاستقرار والامن في العراق لافشال المشروع الاميركي .
2.يستخدم النظام السوري تنظيم القاعدة كورقة مهمة للتاثير على الاحداث في المنطقة ومنها العراق ,وفي قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005,طرحت سوريا قضية “احمد ابو عدس” على انها عملية انتحارية وان ورائها فكر اصولي متشدد.
3.بعد اندلاع الثورة السورية الشعبية الاخيرة ,عمل النظام السوري على ارباك عمل الثورة وتشويه مسارها من خلال تاسيس جماعات تعمل مع تنظيم القاعدة تقوم باعمال اجرامية مما ضمن النظام عدم تاييد دول كثير للثورة السورية ورفض دعمها بحجة سيطرة جماعات ارهابية من تنظيم القاعدة على الثورة السورية .
4.قيام تنظيم القاعدة المتمثل في |داعش” بتنفيذ الحلقة الاخيرة من ستراتيجيته المرسومه من قبل النظام السوري بقتال الجيش الحر والجبهة الاسلامية وبذلك يتم القضاء وبشكل نهائي على الذراع المسلح للثورة السورية.
دلالات دعم واسناد النظام السوري لتنظيم القاعدة:
تتوفر دلائل عدة بعضها معلوماتي والبعض الاخر استنتاجي لدعم واسناد النظام السوري لعمل تنظيم القاعدة هذه الدلائل تعطي للقارئ الكريم تصور هام عن حقيقة العلاقة بين نظام السوري والقاعدة بالرغم من انكار النظام السوري ذلك بل القول بانه مستهدف منهم وان دولا خليجية تدعم تنظيم القاعدة في محاولة لخلط الاوراق.
1.ذكر المرحوم ملا ناظم الجبوري القيادي السابق في تنظيم القاعدة والذي قتله التنظيم في شهر كانون الثاني عام 2012, بانه كان يذهب الى سوريا كلما طلبت منه قيادة التنظيم ذلك للتباحث في شؤونهم حيث كانت القيادة تقيم في منطقة الزبداني تحت رعاية وحماية المخابرات السورية.
2.كما ذكر ان الاجتماع الذي اقر فيه الاعلان عن تاسيس دولة العراق الاسلامية قد عقد في دمشق وتم الاعلان من هناك.
3.تواجد كافة قيادات التنظيمات المسلحة وانطلاق غالبية عملها من الساحة السورية وخصوصا نشاطها الاعلامي.
4.تسهل المخابرات السورية دخول مقاتلي تنظيم القاعدة ومن مختلف دول العالم الى العراق وفي احصائية ذكرها الباحث في كتابه الموسوم ” دولة العراق الاسلامية” الصادر في عمان عام 2012 , أن اكثر من 95% من مقاتلي التنظيم عبروا من المنافذ السورية.

منظومة الاعداد والارسال السورية:
من اهم مستلزمات استمرار عمل تنظيم القاعدة وتطوره , رفد التنظيم بالمقاتلين عبر شبكة خارجية محكمة تعمل على تامين المتطوعين وضمان ادخالهم الى العراق ووصولهم سالمين الى قواعدهم او مضافات منتخبة معدة لهذا الغرض.
من خلال التحالف الاستراتيجي بين النظام السوري وتنظيم القاعدة تم الاعتماد على الساحة السورية لتكون الساحة الرئيسية لتجمع ودخول المقاتلين وقد كلفت المخابرات السورية بذلك عبر تاسيس شبكة عمل محكمة.
عملت المنظومة على تامين كافة مستلزمات التنقل من الوثائق المطلوبة والاموال وفي بعض الاحيان القاء بعض الدروس والمحاضرات,وكانت المخابرات السورية تحتفظ بجوازات سفر  معظم المقاتلين القادمين الى العراق عبر سوريا.
1.أنشا ابو الغادي السوري وهو طبيب اسنان عمل مع ابو مصعب الزرقاوي في افغانستان وقتل في غارة جوية امريكية( ينظر سيرة اعلام الشهداء) تنظيما متكاملا يتعهد بادخال المتطوعين الى العراق.
2.كلفت المخابرات السورية الرائد” ابو الحكم” للعمل على توفير كافة التسهيلات المطلوبة لتنقلهم.
3.كلف تنظيم القاعدة” ابو اصيل الجزائري وبالتنسيق مع المخابرات السورية على الاشراف على دخول المقاتلين العرب الى العراق( شبكة انا المسلم).
4.تم تحديد واجبات تامين السكن والتنقل من سوريا الى العراق بالمدعو ” محمد يحيى صعب “الملقب ابو ايمن وهو لبناني الجنسية.
5.كلف المدعو ” رشيد حميد عباس الجميلي” بمسؤلية تنقل المقاتلين من سوريا الى العراق بالتنسيق مع الرائد ابو الحكم من المخابرات السورية.
6.لقد كانت منظومة ارسال المتطوعين عبر سوريا ومن خلال التنسيق العالي مع المخابرات السورية من القدرة بحيث تعمل على تامين كافة متطلبات عمل تنظيم القاعدة في العراق من حيث نوعية المقاتلين المطلوبين وعددهم بل وكفائاتهم, فقد عملت قيادة التنظيم على الطلب من المنظومة التركيز على ارسال ” الاستشهاديين” فقط خصوصا بعد معركة الفلوجة الثانية.
الخاتمة:
يعمل النظام السوري على تامين وسائل ضغط وتاثير متعددة وان تعارضت مع ايديولوجية النظام حيث اسس لعلاقة متميزة مع تنظيم القاعدة مثلما اسس لعلاقة استراتيجية مع جماعات متهمة بلارهاب كحزب العمل الكردستاني التركي ” بي كي كي” .
هذه العلاقات سرعان ما استخدمها النظام خدمة لمصالحه اولا وكانت النتائج مع تنظيم القاعدة متميزة باطراد من خلال تحقيق الكثير من النتائج  الاستراتيجية , منها افشال المشروع الاميركي في استهداف سوريا ومن ثم افشال مشروعها في الشرق الاوسط مع تكبيدها خسائر كبيرة تجاوزت 4( مليار دولار) مما كانت احد اهم اسباب الازمة الاقتصادية الاميركية , وياتي اخيرا الاستخدام الاكبر في ضرب وتشويه الثورة الشعبية السورية واتهامها بالارهاب مما ادى الى عدم مساندة العالم الغربي على وجه الخصوص لهذه الثورة وانفراد النظام باستباحة الشعب السوري وقد عمل التنظيم اخيرا على قتال فصائل الثورة السورية وتشتيت جهدها العسكري باتجاه الاقتتال الداخلي.

* باحث في شؤون تنظيم القاعدة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب