22 ديسمبر، 2024 7:21 م

تعتبر الفتنة من ابغض الاشياء التي تصيب أي بلدا في العالم وانها كالحرائق في الغابات حيث تأكل الاخضر واليابس ان ما تمر به سوريا اليوم من فتنة طائفية من اصعب الفتن في المنطقة! وذلك بسبب الخصوصية التي تتمتع بها سوريا لا سيما ان تلك الفتنة مذهبية بين العلوين والسنة .
وان دول الجوار لسوريا تحتوي تلك المكونين مثل تركيا ولبنان والعراق ولعل الشي الذي يحصل في مدينة طرابلس اللبنانية من اقتتال داخلي بين العلوين والسنة لا يبشر بخير ويطرق ناقوس الخطر في المنطقة بأكملها وعلى الرغم من ان تلك الفتنة بات في العراق والتي بدأت تهدا شيء فشيئا لكنها لم تمتد الى أي بلدا مجاور بل على العكس كانت تلك البلدان المجاورة تغذي تلك الفتنة ولكن ولله الحمد لم تستمر تلك الفتنة وعلى الرغم من خطابات بعض السياسيين المتشنجة التي مازالت يصدح صدها بين الحين والاخر .
فسوريا اليوم تمر بمنعطف خطير جدا فقد عرفت سوريا منذ زمن طويل بانها تتمتع بأمان واستقرار وبعيده كل البعد عن هذه الفتن بسبب السياسة التي اعتمدت عليها طيلة تلك السنوات ولكن بعد موجة التغير التي حصلت في المنطقة التي عرفت بالربيع العربي وسيطرة اغلب الاسلامين على مقاليد الحكم في البلدان العربية فاصبح  هذا البلد الامن هدف من قبل بعض الدول سواء كانت اسلاميه او عربية وخصوصا تركيا التي بدأت هذه الايام تسعى لا عادة امجاد الإمبراطورية العثمانية من خلال تدخلها السافر في دول المنطقة وخصوصا في سوريا فهل علمت تلك الدول العربية او الاسلامية ان تلك الفتنة لو استمرت فأنها تأتي بنتائج عكسية لا تحمد عقبها وانها ستجر تلك الفتنة الى بلدانهم ام انهم لا ينظرون بذلك المنظار فالبعض منهم يفسرها بانها انتفاضة شعب ضد نظام حاكم وتناسوا تصريحات الجيش السوري الحر حيث كانت بنكهة طائفية مقيتة والتي تدل على كبر حجم الفتنة  الطائفية .
فان ما تعلمنه من التاريخ ان الفتنة الطائفية تعتبر ابشع حرب تشهدها أي دولة فالدولة التي مرت بتلك الفتن تعلم ذلك جيدا وتدرك مدى حجم هذه الخسائر ولعل انتقال الحرب الى طرابلس لبنان يعتبر ابرز دليل من انتقال تلك الحرب لدول الجوار فعلى الدول المجاورة لسوريا ان تعمل بجدية تجاه تلك الفتنة والله سبحانه وتعالى يبين لنا في آياته بقولة تعالى (الفتنة اشد من القتل )هذا فان الخطر الداهم سيحرق الجميع دون استثناء وقولة تعالى ايضا في الفتنة (واتقو فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )يبين الله سبحانه وتعالى ان الفتنة لا تصيب الظالم انما تصيب الجميع .ولعل امام المتقين الامام علي (ع) لهو قولا حول الفتنة بقولة (ع) (كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب ).
ولعل المتتبعين لهذا الشأن يتسألون من المستفيد من هذا الاقتتال سوى اعداء الاسلام اللذين يسعون لهدم الدين ,واني لأدعو لجميع ولاة المسلمين بالهدايا والتوفيق وادعو لعامتهم ان يطهر قلوبهم من الشرك والبدع والفتن والمعاصي ما ظهر  منها وما بطن وقد صدق المثل القائل من حفر حفرة لأخية وقع فيها وحتى لا يقعوا بالفتنة عليهم وائد تلك الفتنة كي لا تصيبهم بسوء.