حرب عالمية ثالثة، بدأت ملامحها تتوضح للعيان، فبعد الإتفاق النووي الإيراني، جن جنون بعض الدول المتضررة، عندما شعرت بأن الموازين قد إنقلبت لصالح طهران، فشعلوا فتيل الحرب بالإنابة، ولكل شيء ثمن، وثمن هذه الحرب، هو دماء الأبرياء في العراق وسوريا.
فريقان الأول: (روسيا وإيران)، والفريق الثاني: (أمريكا وتركيا)، فساحة المعركة، الأراضي العراقية السورية، سيناريو يخدم المتخاصمان، لأنها حرب للحفاظ على مصالحهم، فمنها إقتصادية ومنها طائفية، بعيدة عن أراضيهم وشعوبهم.
سؤال يطرح نفسه، ما هو دور العراق وسوريا في هذه الحرب؟! أكيداً سيكون الجواب، هو الموت لشعوبهم، التي لا حولَ ولا قوة لها، سوى أنهم جزء من هذه الأرض، حيث أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الروسية، والأمريكية، والإيرانية، والتركية!
أمريكا وحلفائها، ودعمها المفضوح، في تمويل الجماعات الإرهابية، بالمال والسلاح من جهة, ومحاربة هذه الجماعات بالشعارات، والتصدي لها من جهة أخرى, هي مسرحية هزيلة, حيث تتفاخر أمريكا بنموذجها الإقتصادي في العالم, والدليل أن التفاخر يسبق السقوط دائماً, ولكن مَنْ ينصب نفسه قائداً على العالم, ويقلب الموازين، ويكيل بمكيالين, لن يصمد في البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة, ولن يجد له ولياً ولا نصيراً.
روسيا بين إستمرار الصراعات، للأطراف المتنازعة على السلطة، أخذت الوقوف بالضد من أمريكا، في هذه الحرب المستعرة، وحفاظاً على هيبتها, كدولة عظمى، إستطاعت أن تكون نداً قوياً مع حلفائها، وهي على علم، بأن الطريق مؤدٍ، الى إقتتال طويل الأمد، للسيطرة على المناطق النفطية، وبيع الأسلحة, على حساب دماء الأبرياء، فالحرب تستمر طالما يستمر تدفق النفط،, فكأن هذه الدول تقدس النفط كإله, رغم أنها لا تعرف المقدسات, ولا تؤمن بالخالق.
إشعال فتيل أزمة في بلد ما, لا يحتاج سوى حرب أهلية صغيرة, يتصاعد دخانها شيئاً فشيئا,ً ومن ثم ستكون هذه الحرب, بداية لفقدان الإستقرار الأمني، وهذا ما حصل في العراق وسوريا، فالأرض خصبة، للنزاعات الدموية، وهنا تبدأ شرعنة التدخل الأجنبي،ومثالها ما يحدث، من توغل تركي سافر، في شمال الموصل بحجة تدريب قوات عراقية، ودون علم الحكومة المركزية لتدارك الأزمات, والذرائع موجودة، لمحاربة الإرهاب والتطرف.
إن ما قامت به بعض الدول, من تغذية للصراع الطائفي، والقومي بين مكونات البلدين, بمسميات السنة والشيعة، والمد الصفوي، وعربي كردي، هو للسيطرة على منابع النفط بشتى الطرق, خاصة أمريكا، وكذلك أضعافنا من أجل حماية أبنتها المدللة أسرائيل، وقد إستطاعت أن تضرب عصفوران بحجر واحد، وتغذي حروباً مزاجية، تم رسم ملامحها منذ مدة ليست بالقصيرة، ربما قد جهزوا لنا مفاجئة أخرى، بعد القاعدة وداعش، والتدخل التركي.
ختاماً: إذا ما صدق حدسي وتصوري، لا سامح الباريء وإندلعت حرب عالمية ثالثة، علينا أن نكون يداً واحدة للتصدي لها، لئلا نكون الوقود التي تحرق دون فائدة، ونقاتل بالإنابة عن هذه الدول، فقوتنا في وحدتنا.