18 نوفمبر، 2024 1:19 ص
Search
Close this search box.

سوريا والحرب الكونية الطائفية..؟

سوريا والحرب الكونية الطائفية..؟

تسارع الأحداث في الشرق الأوسط ،وتصاعد حدة التصريحات التي تدعو الى الحرب ،كالتحضيرات العسكرية والإعلامية ،والفتاوى الجهادية ،والتدخلات الإقليمية في سورية لتدويل القضية لصالح نظام بشار الأسد والقتال معه ،هي مؤشرات مباشرة لقيام الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط ،ولكن المؤشر الأقوى هو التحولات السياسية الكبرى، لقطبي الصراع في سوريا ،واقصد بهما أمريكا –روسيا ،حيث تراجع الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن تعهداته بتزويد سوريا بصواريخ s300،وانتقاد اللاذع المباشر لنظام بشار الأسد حيث قال موجها كلامه للأسد (كان بالإمكان تفادي سفك الدماء إذا ما تم تنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها العالم والشعب السوري ومعارضته )،منتقدا ورافضا استخدام القوة المفرطة ضد خصومه وشعبه ،وهذا تحول خطير يؤكد تورط الروس في الاصطفاف مع نظام بشار الأسد الدموي ،فأراد بوتين أن يصحح مسار علاقته مع سوريا والتوقف عن دعم الأسد عسكريا وسياسيا وإعلاميا ،في وقت أعلن البيت الأبيض بكل وضوح أن نظام الأسد، قد تخطى الخطوط الحمراء ويجب مواجهته بسرعة وإيقافه عن تماديه وقتله أبناء شعبه بالأسلحة الكيماوية،ثم قرر ت إدارة اوباما تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة بكل أنواعها ،وعدم شمولها بالحصار المفروض على سوريا ،وقبلها أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن موافقة الاتحاد الأوروبي تزويد المعارضة السورية بكافة أنواع الأسلحة لمواجهة نظام الأسد ،وكان مجلس التعاون الخليجي أعلنها صراحة الحرب على حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيات عراقية تقاتل مع الأسد في سوريا ،في صحوة متأخرة لفضح وكشف ما يقوم به النظام الإيراني وتابعه حزب الله اللبناني ،من دور طائفي يؤجج الحرب الطائفية في جميع المنطقة، بعد أن نجح في  تأجيجها في العراق وسوريا ،ولا نستغرب أن الشيخ القرضاوي قد وصف حزب الله بحزب الشيطان ، وأعلن الجهاد في سوريا ضد نظام الأسد الطائفي وحلفائه الذين يقاتلون معه وفي خندقه الطائفي البغيض ،وهكذا حذا مفتي السعودية حذو القرضاوي معلنا الجهاد الإسلامي في سوريا ،إذن الحرب أصبحت (طائفية –عالمية بامتياز)،أطرافها معروفة  ،بعد أن تورط نظام بشار الأسد بجعلها طائفية (شيعية –سنية)،بالسماح لإيران وميليشياتها  العراقية والحرس الثوري وفيلق القدس وحزب الله اللبناني ،أن تشارك في قتال الشعب السوري تحت يافطة  وحجة (حماية المراقد الشيعية في سوريا)، متى كان السنة يهددون المراقد المقدسة الإسلامية في كل العالم ،وهل في مدينة القصير توجد مراقد شيعية ،حتى يستقتل حزب الله ،ويرسل آلاف المقاتلين لمشاركة جيش بشار الأسد لاجتياح المدينة وقتل آلا لاف من أبنائها ،يقابل هذا التحشيد الطائفي الإيراني السوري ،تحشيد دولي وإقليمي، لمناصرة المعارضة السورية عسكريا وإعلاميا وتسليحيا لوجستيا ،وفرض منطقة حظر جوي لتمكين المعارضة من مواجهة النظام الدموي السوري والقوات الإيرانية وميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية التابعة لإيران ،التي تحاول أن تؤجج الوضع الأمني العراقي وتشعل فتيل حرب طائفية فيه من خلال ميليشياتها الطائفية وأعمالها الإجرامية وتصريحاتها الطائفية ،والتي تهدد الطائفة الأخرى بالويل والثبور والقتل العلني (تصريحات البطاط وحزب الله العراقي وغيرهم ) ،ومثلها تفعل في البحرين ولبنان واليمن في القتل على الهوية والتفجيرات اليومية والاغتيالات الطائفية مستخدمة السيطرات الوهمية والسيارات الحكومية والزي العسكري الحكومي ،ما نراه الآن في المشهد السوري هو الذهاب الى تأزيم وتوتير الأوضاع لبلوغها الانفجار الطائفي والإقليمي والدولي ،وجميع الأطراف مهيأة للذهاب والإصرار على الحرب باسم الطائفية وإشاعتها في المنطقة وبشكل علني (فتاوى القرضاوي والعريفي ومفتي السعودية ،يقابلها تدخل إيران وحزب الله باسم المظلومية والطائفية وحماية المراقد لدعم النظام ) ،جعل من قيام الحرب العالمية الثالثة وهذه المرة تحت يافطة (الحرب الطائفية ) ،كرأس حربة لإشعال المنطقة كلها  بهوس البعد الطائفي ،وسوف لن تستثني أية دولة، نيران وخراب هذه الحرب، إذا ما اشتعلت في هذا الظرف المهيأ طائفيا للاشتعال ،وهو ما تريده أمريكا والغرب الأوروبي، وفي مقدمته فرنسا وبريطانيا لتنفيذ مخططاتها التآمرية ضد العرب وتقسيم وتقزيم دولها على أسس طائفة ،نعم طبول الحرب الطائفية تدق بقوة ضربات اليد الأمريكية والإيرانية والأوروبية في المنطقة ،وسوريا ستكون ساحة هذه الحرب وسيسجل التاريخ، أن إيران هي من بدأ هذه الحرب الطائفية بمشاركتها القتال العسكري مع نظام بشار الأسد هي وميليشياتها الطائفية هو،كما بدأتها أول مرة في حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي لتصدير ثورتها .

أحدث المقالات