9 أبريل، 2024 5:31 ص
Search
Close this search box.

سوريا … والحرب الأهلية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

شئنا أم أبينا أصبحت الأراضي السورية ساحة حقيقية للحرب وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ،ودفع الأحداث الى إشعال الحرب الأهلية الطائفية،وأول من يغذي هذه الأحداث ايران بوجود عناصر الحرس الثوري والميليشيات التي دربتها وسلحتها في العراق  ،إضافة الى عناصر حزب الله الإيراني التمويل والتسليح والمرجعية،(فضيحة المخطوفين اللبنانيين {عناصر حزب الله}والمخطوفين ال48 الإيرانيين من الحرس الثوري الإيراني مؤخرا مثالا)،ثم عشرات التصريحات الإيرانية (تصريح سعيد جليلي الأخير الذي قال فيها ايران لا تسمح بكسر محور المقاومة) ، وقيادات حزب الله التي تتفاخر بدعمها للنظام السوري وتسمي عناصر ثورة الشعب السوري بالإرهابيين ،وتتعامى عن قتل مئات الألوف وتدمير مدن سورية بأكملها على رؤوس أهلها من الأطفال والنساء والشيوخ، ومحو حارات ومسحها من الأرض باستخدام شعار الأرض المحروقة ، وما يجري في   حلب الآن دليل على وحشية النظام في التعامل مع أبناء شعب سوريا الأبي(مدفعية وصواريخ وطائراتf16 ودبابات)،وفي المقابل تقوم بعض الدول العربية الخليجية وأمريكا وفرنسا وبريطانيا بتسليح وتمويل الجيش السوري الحر بكل أنواع الأسلحة لمواجهة النظام،ناهيك عن دخول مقاتلين عرب وأجانب للقتال بجانب الطرفين، مما عقد الأزمة وفجرها وأوصلها الى حافة الحرب الأهلية إن لم تكن قد دخلتها فعليا ،هذه الحرب أصبحت عبئا على دول الجوار التركي والعراقي والأردني وانعكست على أوضاعهم الأمنية الداخلية ،وما أحداث مصر ببعيدة عن هذه الانعكاسات ،وهذا شيء طبيعي حذرنا منه مرارا وقلنا إن إشعال حرب أهلية في سورية يعني إدخال المنطقة كلها في أتون الحرب الأهلية ونتائجها ستكون وخيمة على الجميع ،خاصة وجود نيات حقيقية أمريكية وإسرائيلية لضرب ايران وتدمير برنامجها النووي العسكري(مئات البوارج الحربية والصواريخ الخاصة صناعتها لبرنامج ايران النووي ومئات الآلاف من الجنود والفرقاطات والغواصات النووية  لدول التحالف الغربي والأمريكي)، إذن المنطقة كلها على كف عفريت أمريكي-صهيوني –إيراني ،والخليج العربي هو برميل النفط المهيأ للانفجار بأية لحظة ،بعد الانتهاء من مهماتها في إنهاء حاكم بشار الأسد ولو بتقديم الدعم اللوجستي العسكري والاستخباري والإعلامي،والانشقاقات الأخيرة لرئيس الوزراء والوزراء وكبار القادة العسكريين وأعضاء من مجلس الشعب السوري إلا إيذانا برحيل هذا النظام الدموي،وستكون معركة حلب هي أم المعارك وفاتحة الرحيل الأكيد ،وقد بدأت فعلا اليوم هذه المعركة الفاصلة للجيش السوري الحر التي ستقرر مصير الأسد،ولكن هل ستنتهي الأوضاع بسقوط النظام ؟أم تبتدئ مرحلة أخرى أكثر خطورة على الشعب السوري ،بالتأكيد الوضع سيتفجر بصورة أبشع بعد رحيل النظام لوجود الحرس الثوري الإيراني وميليشياته العراقية المدربة في ايران والشبيحة السوري وعناصر حزب الله هي التي ستشعل الحرب الأهلية بعد هزيمتها  في ارض المعركة مع الشعب السوري الأبي وثورته الشعبية الرائعة،وبالرغم من أن الموقف العربي الرسمي مازال دون مستوى الطموح والجدية تجاه ثورة الشعب، التي قدم فيها قوافل الشهداء بالآلاف ،ورغم شراسة وقسوة النظام ،فان الإصرار الشعبي على إسقاط النظام بلغ ذروته القصوى في حشد كل الطاقات لمواجهة هذا السعير الدموي في قتل الشعب السوري المتطلع للحرية الاستبداد ، أما الانعكاسات التي ستشهدها المنطقة فستكون كارثية على العراق وتركيا ،إذا ما علمنا أن هناك توجهات انفصالية لأكراد العراق وسورية وتركيا وتواجد حزب العمال الكردستاني في كل المدن السورية المجاورة لتركيا والعراق ،  والذي يشكل تهديدا مباشرا لتغيير ديموغرافية المنطقة ،وربما حصول تقسيم المنطقة على الأسس القومية والعرقية والطائفية وهو ما تؤكد الوقائع على الأرض ،واستقبال حكومة الشمال العراقي مقاتلين أكراد سوريين لتدريبهم وتهيئتهم لمرحلة ما بعد  رحيل الأسد ونظامه ،هذا السيناريو المحتمل والتي تخشى منه الأطراف التركية أكثر من غيرها ،لان الأمر حسم في العراق ولم يعد اثر للتقسيم بسبب وعي وإصرار  وصبر وإرادة شعب العراق العظيم الذي وقف بوجه هذه المخططات وأفشلها في مهدها بمقاومته الباسلة وقبرها الى الأبد،مما دفع الأتراك أن يكونوا طرفا في مساندة ثورة الشعب السوري واستقبال اللاجئين والمنشقين والمؤتمرات المعارضة للنظام ودعمها بكل ما أوتي من قوة عسكرية ولوجستية  وإعلامية،والحشود العسكرية التركية على حدودها مع سوريا هي جزء من هذه الحرب الدائرة على الأرض السورية،وأكثر ما نخشاه أن تكون الحرب الأهلية طائفية وعرقية وقومية كما يريدها الغرب وأمريكا وإسرائيل،كما حصل في السيناريو العراقي والليبي ،إذن الحرب الأهلية مرشحة بقوة (لا سامح الله)وعلى الشعب السوري الثائر، أن يستفيد من تجربة أشقائهم في العراق في التعامل مع الطائفية والقومية والعرقية، ومواجهة مروجيها بقوة ،قبل انفلات عقالها من بين يديه،لان الحرب الأهلية هي إحدى أدوات الاحتلال الأمريكي القذرة لتقسيم الدول والشعوب على الأسس العرقية والطائفية ،سورية على أبواب التغيير الحتمي  لزوال النظام الدموي لبشار الاسد وانتهاء هيمنة ايران وحزب الله على المنطقة ،والتي سيهزم مشروعها ألصفوي وتصدير الثورة المزعومة،على يد أبناء الشام الاصلاء  في حمص وحماه وادلب وحلب ودير الزور ودمشق  ودرعا البطلة…سوريا  الله حاميها ويحميها من الحرب الأهلية  ويخذل أعداء شعبها العريق الثائر………..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب