يبدو أنَّ تصريح شيخ العقل الدرزي الهجري اثناء المواجهات المسلحة التي وقعت بين الدروز وبعض عشائر البدو وتدخلت فيها قوات مسلحة من وزارة الدفاع السورية وقوات امنية من وزارة الداخلية من اجل فض النزاع والعمل على إعادة الأمن والهدوء الى محافظة السويداء التي تسكنها غالبية درزية تلك التصريحات التي رفض فيها وقف اطلاق النار وامر باستمرار القتال وتزامن معها مطالبته المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للدروز في سوريا0

علاة على تدخل اسرائيل على الخط عسكريا وقيام طائراتها بقصف محيط وزارة الدفاع السورية وتوجيه ضربات جوية لبعض دبابات وآليات الجيش والشرطة الحكومية وحرقها والتسبب في قتل طواقمها تحت ذريعة الدفاع عن الدروز في سوريا فضلا عن التدخل الأمريكي الذي ترجمه وزير الخارجية ماركو روبيو عبر تصريح له الذي صدر بصيغة الأمر الى الحكومة الإنتقالية السورية بسحب آلياتها وأسلحتها الثقيلة تحت ذريعة السماح لمقترح لوقف اطلاق النار أن يأخذ طريقه ليزرع الهدوء بين المتقاتلين وعودة الأمان والإستقرار لمحافظة السويداء 0

وفي هذا السياق أرى أنّ تصريحات شيخ العقل الدرزي حكمت الهجري والتدخل الإسرائيلي تحت ذريعة حماية الدروز ، علما بأنّ المحلل الأمني في صحيفة هاآرتس يوسي ميلمان ، يتهم حكومة نتنياهو بأنها تسيرعلى طريق النفاق مع الدروز ففي الوقت الذي هي تدعي فيه أنَّها تدافع عنهم في سوريا فإنها تستخدم ضدهم التمييز العنصري داخل اسرائيل 0

ومن قبلُ استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس المؤقت لسوريا احمد الشرع في المملكة العربية السعودية ومن ثم ورفع العقوبات عن سوريا ورفع اسم الشرع وهيئة تحرير الشمال من قوائم التصنيف الإرهابي ، لا بل وذهب الرئيس الأمريكي ترامب الى تشبيه الشرع بالرئيس الأمريكي الراحل جورج واشنطن الذي تحقق على يده منجزات كبيرة في توحيد الولايات الامريكية والقضاء على الخلاف بين ولايات الجنوب وولايات الشمال 0

كل ذلك جري وآخر غيره سيجري على الساحة السورية من اجل جعل سوريا اشبه ما يكون بصمام امان للأمن القومي الإسرائيلي ولكن ذلك لن يقنع حكومة تكتل الإئتلاف الديني المتطرف وفي مقدمة احزابه ( الصهيونية الدينية ) بقيادة بتسلئيل سيموتريتش وزير المالية وحزب ( القوة اليهودية ) بقيادة إيتمار بن غفير 0

ورغم حصول وقف اطلاق نار بوساطة تركية الذي رفضه الهجري (وقال في بيان إنَّه لا يوجد أي “اتفاق أو تفاوض أو تفويض” مع الحكومة السورية، محذرًا من أنَّ أي شخص أو جهة تتواصل معها من طرف واحد ستعرض نفسها “للمحاسبة القانونية والإجتماعية”.

ودعا “الشباب المدافعين عن الأرض والعرض”، إلى مواصلة القتال ضد من وصفها بـ”العصابات الإرهابية المسلحة”.) 0

على هذه الخلفية التي ترفض التوافق وتدعو الى الخلاف والإحتراب فإن سورية تبقى تشكل ميدان رعب لإسرائيل بالنظر الى ماضي حكومتها وفصائلها المسلحة المنتمي الى السلفية الجهادية وذلك لأنَّ حماس تنتمي الى جهة المقاومة الإسلامية التي زرعت الخوف والرعب في كيان المسؤولين الإسرائيليين من كل ما هو إسلامي وأنَّ افضل طريق للتخلص من الخطر الإسلامي على إسرائيل هو تمزيق سوريا الى كيانات على أسس طائفية وعرقية ودينية ومناطقية وزرع التناحر فيما بينها ونزع فكرة سورية الواحدة من أدمغتها على مستوى قياداتها وقواعدها الشعبية وتكريس مختلف اشكال العوامل غيرالنزيهة لزرع الفتنة والتشتت بين ابناء الوطن الواحد في سوريا تمهيدا لتحويل سوريا الى كانتونات متفرقة تخدم فكرة ومشروع تشكيل شرق اوسط جديدة تقوده اسرائيل 0

علما بأن القبائل والعشائر السورية العربية اطلقت يوم الخميس الفائت دعوة للنفير العام جاء فيها فزعة ونصرة للبدو العرب في محافظة السويداء الذين يتعرضون على حد تعبيرها الى عمليات ابادة على يد عصابات حكمت الهجري الإرهابية وفي ذلك تعميق ودعوة جادة لمشروع انفصال مكونات المجتمع السوري الى دويلات صغيرة0

واكرر هنا أنَّ اسرائيل تحمل كراهية شديدة خاصة للجهات التي تحمل افكارًا اسلامية فهي تخشى الإسلام خشية شديدة خاصة على مستوى الحكومة لأن المسلمين كما ترى الصهيونية العالمية رغم كونهم اليوم متفرقين الى مذاهب وملل ونحل ولكن رغم ذلك هناك ما يجمعهم بشكل دائم في كل مكان على الصعيد اليومي فهناك الصلوات الـ (5) وعلى الصعيد الموسمي هناك عيدي الفطر والأضحية وعلى الصعيد الحولي هناك شهر رمضان وهناك شهر الحج هذه العوامل إذا تعرض احد المسلمين او مجموعة منهم الى خطر من الغير فإنّهم يتوحدون لنصرته وخير شاهد هو اسناد ودعم جماعة انصار الله الحوثية اليمنية لحركة حماس واهل غزة رغم تعرضها الى ضربات جوية كارثية على يد سلاح الجو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي رغم أنِّ الحوثيين شيعة وحركة حماس من السنة0

وخلاصة مخض القول بما أنّ الحكومة السورية المؤقتة الحالية تعتمد دستور الإسلام في ادارة شؤون الدولة السورية وسياستها داخليا وخارجيا فإن اسرائيل لن تترك سوريا إلاّ بتحقيق واحد ن هدفين إمّا بتغير النظام السوري الى نظام علماني او تقسيم سورية وهو الهدف المعتمد الآن من خلال الدعوة التي اطلقها شيخ العقل الدرزي حكمت الهجري بالمطالبة بالإنفصال

أحدث المقالات

أحدث المقالات