23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

سوريا .. نهاية المطاف

سوريا .. نهاية المطاف

المخطط الامريكي في الهجوم العسكري على سوريا كان لا بد ان يبرمج بطريقة مقنعة قادتها الاستخبارات الأمريكية المنفصلة تماما عن الجيش وما يفعله ومهامها تكمن في الاقناع العسكري والذرائع والحجج الدولية ان اراد الامريكان تحطيم آلة أو الاستحواذ على مقدرات شعب ما .
والكيماوي المستخدم في سوريا والذي جاء على قتل مئات المواطنين صغارا وكبارا ما كان للجيش السوري ولا للمقاومة او الجيوش التي تتقاتل داخل سوريا دخلا فيه , ولم يمتلك احدهم تلك المادة التي تسربت الى سوريا والتي تورطت بها دولة من دول الجوار ولا استبعد هذا عن تركيا التي ارادت ان تساهم بشكل مباشر في اسقاط النظام السوري بعد ان تفاهمت تماما على النسب ومعدل الشركات ومدى الاستفادة من ديون سوريا المستقبلية ومقدار الاعمار المشترك الذي سيساهم في تحسين معدل النمو الاقتصادي للبلدين أمريكا وتركيا .
ولم يكن الاصلاح الاقتصادي لتينك الدولتين ( تركيا وأمريكا ) يأتي اعتباطا بل هذا مخططا لحماية دولة وسيطة زرعت وسط العرب وأصبحت المحرك الدولي لأنظمة شتى بما فيها انظمة عربية اصبحت ضمن قائمة السواد الإقليمي الذي شكل الضرر الأكبر للوحدة العربية في التصدي وشغل الشارع العربي بطريقة تكتيكية مبرمجة .
وما يحدث في مصر الان , تلك التي تشكل الجانب المهم في تشكيلات العرب و ما هو الا مسرحية جاءت متناسبة تماما ومتناغمة مع الحدث السوري الذي لن يتجاوز سوى بضعة ايام للخراب القادم.
ولم يأتي سكوت العرب الا جزءا من المخطط الصهيوني الامريكي لإفراغ الساحة والشارع العربي عن قضية شبيهة بإحداث 2003 التي شكلت عبئا ليس على العراق فحسب بل على بلدان العرب الاغلب.
ومثلما تحول العراق الى ديمقراطية الدم التي صنعتها أمريكا وانتشرت كالهشيم في دول العرب وأهمها مصر , سيأتي الامريكان في ديمقراطية مشابهة لتلك , لتكون برنامجا يقوده سفيرا أو دبلوماسيا أمريكا لعام او عدة اعوام قبل اعلان الاحتلال الصريح لدولة عربية جديدة تشكل في طبيعتها الديموغرافية دولة مقاومة لإسرائيل.
 وستكون لبنان والمقاومة اللبنانية تحت مطرقة اليهود التي ستنطلق ليس من تل ابيب أو اية قرية تحتلها الصهاينة بل ستتوسع الى قرى عربية صرف سورية الأصل تحيط بالمقاومة لتأكلها من اطراف عدة وسيحول دون تحقيق اي هدف عربي لمستقبل فلسطين أو أية دولة عربية اخرى.