للعام السادس على التوالي يعيش الشعب السوري بين مطرقة ارهاب التنظيمات المسلحة وسندان ارهاب نظام بشار الاسد وحليفاه النظامان الايراني والروسي فضلا على الميليشيات التابعة لحرس خميني من عراقية وافغانية وباكستانية ،ويدفع يوميا مئات الضحايا بين قتلى ومشردين نازحين ومهجرين ،وما من بارقة امل في نهاية النفق لانتهاء الماساة السورية وبخاصة بعد فشل مؤتمر جنيف الاخير الذي يتهم النظامان السوري والايراني بوضع العراقيل في مساره ومن ثم افشاله ،والان تنبيء الماسة السورية بانها ستواجه تعقيدات اشد وان الاراضي السورية ستتحول الى نطع دموي لابناء الشعب السوري ،بعد ان اعلنت السعودية والامارات وتبعتهما دول اخرى انها سترسل قطعات برية للقتال في سوريا
وهو ما دفع المتابعين الى الحديث ان هناك ملامح عاصفة عظيمة تلوح في الأفق السياسي الاقليمي وتنذر بتفاقم وتوسع نطاق الحرب في سوريا. هذه الأيام وباعلان الجيوش السعودية والتركية والدول المتحالفة معها إستعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا، بدأت عاصفة عظيمة تتكون في الأفق السياسي الإقليمي كما يقول المتابعون وهي تعني تصعيد وتوسيع نطاق الأزمة السورية ما رد عليه الإعلام الحكومي والجهاز الدعايي للنظام الايراني بشكل موسع من ضمنه ما أكده قادة قوات الحرس بدءا من محسن رضايي قائد قوات الحرس الأسبق ومرورا بالحرسي جعفري القائد الحالي وإلى نائبه الحرسي سلامي حيث أطل كلهم واحدا تلو الآخر على الساحة بإثارة جعجعة فارغة في هذا المجال.
الواقع أن هذه الدعايات في الوهلة الأولى تمثل ردود أفعال خائفة تجاه إعلان هذه البلدان دخول سوريا ولأن حضور النظام في سوريا نتج عن تحديات وتناقضات عدة له لذا يساوره هلع شديد.
والجدير بالإشارة أن النظام كان إلى قبل فترة ينكرأصلا تواجد قواته وحرسه في سوريا زاعما ان دوره استشاري وحسب ومن ثم يدعي بأنه ذاهب لسوريا دفاعا عن الحرم الزينبي ويسمّي قتلاه هناك تحت عنوان المدافعين عن الحرم، والطريف أن ساحة القتال المتمركزة حاليا في حلب وضواحيها تبعد 400، 500 كلم عن دمشق والحرم الزينبي ونظرا إلى سقوط ورقة توت المستشارين فإنهم يلجأون إلى تبرير الأمر بالنعرات فيما يدفعون قواتهم المنهارة نفسيا بالتشجيع والترغيب بينما إذا أزحنا ستار هذه النعرات وعرض العضلات المزيفة سنرى تحتها بوضوح هلع النظام وتناقضاته في التدخل العبثي في سوريا ودعم الديكتاتور السوري، على سبيل المثال، من جانب، يؤكد الحرسي جعفري خلال مراسيم تشييع عدد من قوات الحرس على تصريحات خامنئي أنه لو لم نقاتل في سوريا لكان علينا أن نقاتل في كرمانشاه وهمدان وسائر مدن البلاد ومن جانب آخر يبيّن بالقول: إن سياستنا لا تتمثل في أن عددا كبيرا يتوجه من إيران إلى سوريا للقتال المباشر، وبجانب هذه الأقوال المتضاربة يضيف أن السعودية لا تجرؤ على إرسال قوات إلى سوريا وإن فعلته فهو انتحار.
ورأينا تصريحات متناقضة مماثلة في مقابلة متلفزة للحرسي سلامي نائب قائد قوات الحرس الذي أكد نقيض ما أدلى به الولي الفقيه أنه: ليس من الصحيح أن نقول إننا نتواجد في سوريا من أجل أننا لا نريد أن نقاتل في إيران وإنما توجهنا لسوريا تفاديا لـ ”تعرض كرامة وعظمة ووحدة سوريا للإنهيار”
لكن السؤال المطروح هنا أنه هل من الممكن إدراك وجهة العاصفة التي ظهرت مجرد بوادرها لغاية الآن؟ كيف؟
إن كلا من تركيا المجاورة لسوريا والسعودية تعتبران التطورات السورية تهديدا أمنيا مباشرا لهما وبما أن السعودية عرفت حق المعرفة أن جبهة الشر المتشكلة للإحتفاظ بديكتاتورية الأسد الدموية تتمحور حول النظام الإيراني لذا بنت استراتيجيتها على أساس قطع الذراع الإيراني في المنطقة والدول العربية إذن، لا ريب في أن هذه العاصفة تتجه إلى النظام وهذا ما أثار رعبه وفزعه، نظام متورط في قبضة التحديات والأزمات المتعددة وإنه يعلم جيدا أنه لا حظ له لإنتصار ثابت وطويل الأمد وذلك قبل كل شيء بسبب المقاومة البطولية لسوريا شعبا ومقاتلين! وانه ينوي بزعمه الحيلولة دون خوض السعودية وتركيا معادلة الصراع السوري لكنه لا يبدو محظوظا في هذا الشأن.