قالوا ان نهايتها اصبحت قريبة فقاموا بتشتيت الشمل وتفرقة الشعب واصبحت سوريا الواحدة اليوم يحكمها عدة اطراف بعضها موالي لجهات ودول اجنبية..
قالوا سوف تموت فقلنا سوريا لن تموت وان ماتت سوف تموت العروبة بأكملها ..وسوف يُحرم المواطن العربي من الملجأ الآمن عندما يضيق به الزمن فسوريا التي احتضنت الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين في اثناء هجرتهم لها بسبب ازماتهم الداخلية..
سوريا لن تموت بل مات على ابوابها المراهنون على قتل العروبة..الذين راهنوا على صمود شعبها الأبي فخسروا كل رهاناتهم ..
نعم دفع الشعب السوري بكل اطيافه وابناءه الطيبين الثمن الغالي ولكنه قدرهم في الحياة ان تبقى ايديهم تحمل راية العرب عالية خفاقة فوق جبل قاسيون وقدرهم ان يكونوا رجال سياسة ورجال تجارة ورجال ثقافة…
نعم انها اقدارهم المتعددة ومنها ما منحتهم ظروف الطبيعة فوق ارضها الخلابة فتجد الارض الخضراء مع خصوبة التربة وتجد اماكن السياحة والترفيه على مدار السنة وتجد نهاية الجبل عند ساحل البحر .. كل هذه الاقدار سبب كل البلاء الذي اصابهم والسبب الآخر هي الاطماع والحقد الدفين لدى البعض ضد الاستقرار الامني الذي كان موجود فيها… .
سوف تعود سوريا من القامشلي الى اللاذقية ومن ادلب الى دمشق وسوف يعود مهرجان تدمر الثقافي وتعود مسلسل باب الحارة..
سوف تعود سوريا وشعبها العربي الاصيل المضياف والمعروف بجوده وكرمه الذي لجأ اليه كل ابناء الشعوب العربية اثناء المحن وكان يقسم رغيف الخبز معهم..
هكذا عرفناهم شعب محبة وشعب طيب وشعب كادح يريد ان يعيش بسلام بعيدا عن احقاد الطغاة في الارض وبعيدا عن مطامع الامبريالية والماسونية…
عرفنا نخوتكم العشائرية في الجزيرة ومنطقة الفرات وعرفنا عمالقة الصناعة فيكم في حلب وحمص وعرفنا الثقافة والادب والشعر في دمشق الشام..
سوف يعود الاخوة ابناء الوطن الواحد الى تلك العائلة الكبيرة ويجلسون على طاولة واحدة مهما فرق الزمن بينهم.. وتعود المحبة والسلام من جديد فالدم الاصيل في عروقهم لن يتحول الى ماء..
سوف ينسون كل الاحقاد التي مزقت صفوفهم الوطنية فهم القدوة للشعوب العربية في التسامح والالفة والمحبة….
تحية لكم ايها الاصلاء يا اصحاب القلوب البيضاء وانا اكتب لكم هذه المقالة اخاطبكم بلغة العقل وليس برصاصة القتل ان تعودوا الى رشدكم بعد ان انهكتكم الحروب الداخلية وبدون اي فائدة لأي طرف شارك في النزاع وحمل السلاح ضد اخيه السوري وانا اعرف ان كلماتي سوف تزعج البعض من تجار الحروب لكنني اقولها كلمة للتاريخ وبراءة مني امام الله عندما كنت ضيفا عليكم بعد اضطراب الاوضاع الامنية في العراق وبالتحديد في مدينتي مدينة الموصل عام 2007 وعرفتكم عن قرب انكم كرماء العرب ولن انسى كرم الشيخ ايمن الجاسم العساني في مضيفه العامر في اطراف مدينة حلب وهو احد شيوخ عشائركم الاصيلة والذي كان مفتوح ليل نهار امام كل الزائرين والضيوف الكرام ..
نعم ان ابناء الشعوب في العالم اجمع تعرفكم انكم اصحاب رسالة سلام. وانكم شجعان اشاوس تصبرون في الشدائد وسوف تعيدون بناء بلدكم وكل ما دمرته هذه الحرب اللعينة والفتنة النائمة التي ايقظها اطراف دولية للقضاء على عروبتكم وحضارتكم التي يعود امتدادها الى آلاف السنين..
نعم ايها الاشقاء لقد اشتقنا لذلك الامان الذي كنا نعيشه معكم ونحن نتجول ليلا ونهارا في شارع المتحف في حلب وشارع المزة في الشام فعودوا الى رشدكم ايها الراشدون
فسوريا هي الام الولادة التي مازالت تنجب ابناء بررة ومازالت تحمل فوق ظهرها همومها وهموم كل الدول العربية ولا تستغيث بأحد رغم تخلي عنها كل اشقائها العرب والذين عاد البعض منهم اليوم الى صحوته بعد شعوره بالندم الشديد…
سلامٌ على سوريا بأنهارها ومياهها العذبة بجبالها التي تخالط الغيوم بسواحل البحر الابيض المتوسط..
سلام على كل شيء جميل… سلام. سلام على السلام وشعب المحبة والسلام….