11 أبريل، 2024 8:14 م
Search
Close this search box.

سوريا , صراع الشرق والغرب

Facebook
Twitter
LinkedIn

مما لاريب فيه وجود المحورالشرقي واقعا سياسيا فرض كيانه في عالم السياسة سواء اتُفِق عليه او لم يُتفق والمتمثل بروسيا والصين ومناصريهم كوريا الشمالية,ايران وسوريا وبعض دول اسيا الوسطى (السوفيتية سابقا)ودولاً في افريقيا والامريكيتين يجابهه المحورالغربي بالولايات المتحدة والاتحاد الاوربي واسرائيل وحلفائهم كتركيا ,كندا ,كوريا الجنوبية واليابان واستراليا ودول في المحيط الهندي وبعض الدول العربية
فروسيا راس المحورالشرقي نجد دفاعها الدؤب عن سوريا يكمن في قِدم العلاقات الاستراتيجية والتبادل العسكري والتجاري وهي المصدر الرئيس لتسليح سوريا ولروسيا قاعدة بحرية استراتيجة في طرطوس منذعام 1971 تستخدم للتصليح والتموين وشحن الاسلحة ومكافحة القرصنة والمراقبة في بحرالمتوسط اضافة لروابط الكنيسة الارثذوكسية بينهما فسوريا منطقة نفوذ روسي هام واْحد المعقلين الاخيرين لها في الشرق الاوسط  بعد سقوط العراق وليبيا وتفقه موسكو ان تفريطها بسوريا هو خسارتها ايران
فموسكو لاتروق لها اساليب تغيير الانظمة بالضغط السياسي والتدخل العسكري كما حصل في كوسوفو وليبيا من قبل الغرب لتحقيق مصالحه البحتة فاقلقتها احتماليات تطبيق تلك المخططات على الانظمة الموالية لها بل والخشية من تطبيقها في روسيا ذاتها وترى موسكو ان هذه السلوكيات من شانها دحرجت العلاقات الدولية الى الفوضى فينتفع الارهاب المتنامي في بقاع قريبة منها كالشرق الاوسط واسيا
 اما المحورالغربي يرى في سوريا موقعا جيوسياسيا هاما فهي رابط بين اوربا واسيا والشرق الاوسط وقربها الاقليمي من الصين وروسيا وايران يسهل الرقابة والمحاصرة والتحكم كذلك الطاقة في باطن االارض والبحر كالنفط والغاز والسجيل الزيتي وغيرها استخرجاً ونقلاً وممراً ليس لحاجتها انما للسيطرة على منابع الطاقة وطرق امدادها لحجبها عن منافسيها والضغط عليهم فلسوريا اهمية سياسية حساسة الا ان نهجها السياسي يتعارض مع الطموحات والمصالح الامريكية
الولايات المتحدة ترى ان سوريا تشكل تهديدا بل خطرا على استراتيجياتها في الشرق الاوسط كونها حلقة وصل بين طهران وحزب الله ولدعمها احزاباً تعتبرها ارهابية كحزب الله وحماس والجهاد اضافة لحزب العمال الكردي الذي يكافح تركيا حليف امريكا وعضو الاطلسي فضلا عن تنامي القدرات العسكرية وتطويرها برامج يظن لاسلحة دمارشامل ناهيك عن الميل اوالانتماء للمحورالروسي
 بات واضحا الاختلاف بين محوري الشرق والغرب في سوريا فروسيا تعارض كل ما يصدر من الغرب والغرب لايرتضي منها حلاً كما لايود المساس بالصين فبينهما مصالح هامة فاقتصادها الافضل نموا عالميا فضلا عن قروضها للغرب والصين بدورها اقل حديثاً واقوى صنيعاً فحضورها بالفيتو قاهرٌ دوماً,اضافة للقلق الغربي من تهديدات كوريا الشمالية.
 المحور الشرقي يريد اثبات الوجود في هذا الاختبارالحقيقي ليضع ختم القطب الاخرعلى خارطة العالم السياسية وامريكا تجتهد لترسيخ تفردها كقطب اوحد.ارتضى الجميع ابقاء الازمة حرب استنزاف مطولة او ارضاً محروقة فطالما انطوى الغرب خلف الفيتو الروسي لينئى بنفسه وحتى نية الضربة الامريكية ماكانت غضبة لاجل سوري فسرعان ما بيعت بصفقة سحب الكيمياوي لتطمئن حليفتها تل ابيب ويستمرالتقتيل بين السوريين ,فاما نظام موالٍ او بلد على الانقاض خاوٍ
المحور الغربي ينشد الاستحواذ على سوريا باي وسيلة كانت اما المحور الشرقي فلن يتنازل عنها مهما كلف ذلك فاقسم المحوران على ان يتحاربا الى اخر سوري ,لتصبح سوريا ارض المعركة وعنوان لصراع الشرق والغرب تستخدم فيها اقذر الاساليب بشاعة واستهتاراً بحقوق العباد والبلاد فتتلاطم فيها شعارات الديمقراطية والحرية والسيادة والشرعية زوراً وبهتاناً فتزرع الفتن في كل دار وزقاق وتمزق وحدة المجتمع وتنحر سوريا بايد سورية وغير سورية  فيُستدرج اليها كل من هو غير مرغوب فيه فيُصَفي ويُصفى وتُنصب مشاوي الساسة على جمر الجثث السورية ورمادها وتوضع طاولات لشطرنج دموي على خرائب الشام لتقرع كؤوس الموت والدمار باجتماعات تُعَجلُ وتُؤجلُ ومحادثاتٍ تصحو وتغفو ومؤتمرات تغوص وتطفو ومواقف تثور وتخبو فيختبئ بعضها خلف بعض وقرارات تقذف هنا وترمى هناك ولا انين سوى انين مواطن برئ ذلك السوري الخاسرالاكبر الذي لا ناقة له ولا جمل مماحصل ويحصل فلا من اغلق بابه امن ولا من خرج او ثار نجا.
 
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب