تخلط بعض وسائل الاعلام المؤيدة لسوريا, وهي قليلة طبعا بين اعلام التعبئة التقليدي, والهجمات السياسية ,وبين حقيقة الاوضاع, كما ان هذه الوسائل لا تقدم عرضا مستمرا ودقيقا للاحداث الأمنية, الامر الذي يدفع الكثيرين الى البحث عن الخبر في وسائل اعلام المعارضة وداعميها, وما اكثرها وما اغزرها فيسقط في فخ المبالغات, والاكاذيب, والافتراءات, التي تطلق على الفضاء بطريقة غوبلزية, اي اكذب, اكذب, اكذب,فلا بد ان يصدقك الجمهور.
في هذا الهرج والمرج تنهار معنويات, وتحبط اخرى وتضيع الحقيقة عن الجمهور المؤمن بخيارات الدولة السورية, والاصلاح والنابذ للارهاب والارهابيين والظلاميين ومموليهم وداعميهم. لا ريب ان الاكثرية الصامتة في سوريا واقطار العرب تدرك ان ما يحدث في سوريا هو ارهاب بكل المقاييس لا يمكن اخفاؤه ولا تمويهه رغم الاموال الطائلة التي تنفق لهذه الغاية.
في ظل هذه الوقائع ما تزال الدولة السورية موجودة, وحاضرة, وممسكة بمؤسساتها السياسية , والعسكرية ,والامنية, والادارية, والاقتصادية, والثقافية, لا شك ان بعضها تعرض لاضرار ومنها بالغة, لكنها لم تتوقف عن العمل وما زالت قائمة.
وبالمقابل الجيش العربي السوري لا يزال جاهزا بقيادته, وضباطه, وافراده, رغم انه مني بخسائر في الارواح والمعدات وبعض المواقع, ما يزال نظام القيادة والسيطرة قائما ولم يشهد اي توقف.
ومن المعروف ان وكالة المخابرات المركزية تساعد المعارضة المسلحة وتقدم لها معلومات استخبارية واهم هذه المعلومات متابعة تحرك قطعات ووحدات الجيش العربي السوري, ومن الواضح ان القيادة العسكرية السورية تدرك ذلك, في احيان كثيرة تقوم المعارضة بهجوم مباغت على موقع معين بهدف استدراج الجيش الى ذلك الموقع ومن ثم ينتقل هجوم المعارضة الى موقع اخر اهم, وذلك بالاستناد الى المعلومات الاستخبارية التي تتلقاها المعارضة المسلحة. في هذه الحالة تحتوي القيادة العسكرية السورية الهجوم وتتريث بردة الفعل كي لا تدفع قواتها على اتجاه جهد جديد وتترك مهماتها الاصلية فتربح معركة وتخسر حرباً.
ختاما: على الشعب العربي السوري ان لا يكترث لوسائل الاعلام المغرضة التي تحاول ان تشوه وتطمس معالم الدولة السورية العريقة
وان يعلموا ان الطغاة ذاهبة الى الجحيم وفي مزابل التأريخ وان الحياة باقية وسينتصر المظلوم على الظالم، وقد صبر هذا الشعب الأبي وعانا ما عانا من تهجير وتشرد وقتل ودمار حتى بات ابناء سورية مثالاً للصبر والتضحية فسلاماً على كل شبراً سقطت فيه قطرة دم طاهرة وبدماء الشهداء ستعود سوريا وسيعود العراق ايضاً الى مجابهة افق السماء العالية.