18 ديسمبر، 2024 10:02 م

سوريا بين دكتاتورية بشار وديمقراطية الأمريكان!

سوريا بين دكتاتورية بشار وديمقراطية الأمريكان!

بالروح بالدم نفديك يابشار!، هكذا هتف آلاف السوريين المجتمعين في ساحة الأمويين وحديقة تشرين، قبل أعلان نتائج الأنتخابات التي جرت في سوريا يوم الأربعاء الماضي، رغم أن نتيجتها معروفة ومحسومة سلفا!، حيث أعلن عن فوز الرئيس السوري بشار وبنسبة (1/95) من الأصوات، لفترة رئاسية رابعة ولمدة سبع سنوات!0هتاف الجماهير السورية بالروح بالدم، ليس بجديد على مسامع الشعوب العربية القابعة تحت ظل الأنظمة الدكتاتورية ملكية كانت أم جمهورية فطالما فدت هذه الشعوب بأرواحها ونذرت نفسها قربانا من أجل رؤوسائها وملوكها في أبشع صور الذل والمهانة والنفاق والكذب!0كما أن مثل هكذا هتافات معروفة حتى في كل الأنظمة الدكتاتورية بالعالم وهي نسخ متشابه فقط يكون بتغيير اسم الرئيس والزعيم والملك في هذه الدولة وتلك!0من جانبه لم يهتم الرئيس بشار الأسد بكل التعليقات والأنتقادات!، التي وجهت أليه والتي وصفت الأنتخابات بأنها كانت مسرحية، وهي فعلا كانت هكذا!، فأنتخابات الأنظمة الديكتاتورية أيا كانت وفي كل دول العالم معروفة، وهي تجري من باب ذر الرماد في العيون ونتائجها معروفة مسبقا!، فالرئيس في النظام الدكتاتوري يعرف أنه فاز بالأجبار والتزوير رغم أنف الشعب وكل معارضيه وبالقوة وبكل وسائل الأرهاب!0 حيث كان الناخب السوري فقط يعطي هويته للموظف في المركز الأنتخابي الذي يقوم بمليء الأستمارة والتأشير ووضع الأستمارة في داخل الصندوق!، وهذا ما بثته وسائل الأعلام المحلية والأقليمية والعالمية وكل مواقع التواصل الأجتماعي!0 ورغم صورة هذه المسرحية الأنتخابية المخجلة والمعيبة!، فأن الرئيس بشار الأسد أغاظ كل منتقديه من المعارضة وغيرهم وتحديدا أغاظ أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي وجهت أنتقادها أليه كالعادة متهمة الأنتخابات بأنها غير حرة ولا نزيهة!، حيث سخر بشار منهم جميعا ، رادا على كل منتقديه قائلا: ( لا تهمني آرائكم فقيمتها صفر وقيمتكم عشرة أصفار)!، وحقيقة أقول لكم كم أعجبني رده!، وخاصة على أمريكا وحلفائها وعملائها!0فأمريكا أصبحت مكشوفة أمام العالم أجمع بكذبها وتدخلها بشؤون دول العالم من باب الديمقراطية، التي تحاول تسويقها للشعوب بحجة أنها تدافع عن مصالح هذه الشعوب وعن حرياتهم وانها تريد لهم الخير!؟، فلم يعد ينطلي هذا المكر وهذه اللعبة الأمريكية القذرة والخبيثة على الشعوب!، وخاصة بعد تجربة العراق المدمرة وكذبة ما يسمى بالربيع العربي الذي جلب الويلات على شعوب المنطقة العربية منذ عشر سنوات ولحد الآن!، حيث كشف العالم أجمع زيف وكذب أدعاءات أمريكا وبريطانيا وباقي حلفائها الغربيين!0 وهنا لا بد من التوضيح بأن الأنتخابات السورية لم تجر على كامل الأرض السورية!، وأنما أجريت فقط على المناطق التي تحت سيطرة حكومة بشار الأسد!، حيث لازالت هناك مناطق في شمال وشمال شرق سورية خارج سيطرة الحكومة!، فقسم من الأراضي السورية تسيطر عليها فصائل مسلحة ممولة من قبل تركيا، وقسم آخر من الأراضي لازالت تحت سيطرة جماعة النصرة الأسلامية، وقسم يقع تحت سيطرة الأكراد!0 وهنا لابد من أن نعترف بأن الرئيس بشار الأسد تحدى الأمريكان بكل قوة وفوت عليهم وعلى حلفائهم بالمنطقة تنفيذ مؤامرة الأطاحة به كما فعلوها مع بقية الأنظمة العربية فيما يسمى ( بالربيع العربي) كما ذكرنا آنفا، تلك الكذبة الأمريكية الكبيرة التي عظت عليها الشعوب العربية أصبع الندم!0حيث أشعلت أمريكا فتيل الحرب الداخلية في سوريا على الرئيس بشار وجيشت الجماهير عليه عام 2011!، ولكن الرئيس السوري أستقتل بالبقاء، ولم يستسلم، وحرق الأخضر باليابس وصمد وتحدى وتحمل الضغط الأمريكي والبريطاني والفرنسي، والضغط الأقليمي والعربي من حلفاء أمريكا بالمنطقة0 وهنا لابد من القول، بأن الرئيس السوري بشار الأسد يمتلك الكثير من الذكاء والفطنة السياسية التي ورثها عن أبيه! بل ربما فاق أبيه في ذلك!، فالتحديات التي واجهها الأبن فاقت كثيرا التحديات التي واجهها الأب حينها!0من المعروف في عالم السياسة بأنه لا مكان للعواطف والأنسانية والمباديء، وخاصة عندما تكون هناك تحديات ومؤمرات دولية، بل المهم هو الصمود والبقاء وتحقيق النصر على الأعداء حتى ولو كان على حساب موت قرابة 400 ألف سوري وتشريد نصف سكان البلاد، وهذا ما فعله بشار الأسد!0 كما أن مفهوم الأنتصار في الأنظمة الدكتاتورية والشمولية هو بقاء الزعيم حيا يرزق! حتى لو دمرت وخربت كل البلاد وقتل وشرد مئات الألاف بل الملايين من الشعب!؟ 0 وهنا لابد من الأشارة بأن الحظ حالف الرئيس بشار الأسد!، في البقاء في السلطة وعدم نجاح مؤامرة أمريكا والغرب للأطاحة به0 الحظ الذي خدمه، تمثل بصعود نجم روسيا وتزايد قوتها ووقوفها بتحدي واضح أمام أمريكا! في ظل زعيمها القوي والجسور ( بوتين)، فلم تسمح روسيا لأمريكا بالتمدد أكثر وأكثر بالمنطقة فألتزمت سوريا ألتزاما قويا، حيث أعلن الرئيس الروسي بوتين قائلا ( بأن سوريا تعني روسيا وروسيا تعني سوريا!)، فرمى بكامل ثقله العسكري وترسانته من الأسلحة البرية والجوية والبحرية في سوريا متحديا العالم أجمع وعلى رأسهم أمريكا، قائلا حتى ولو أدى التحدي الى نشوب حرب عالمية ثالثة!، وهنا نستطيع القول بأن المصالح والصراعات الدولية والأقليمية خدمت الرئيس السوري بشكل كبير0كما علينا أن نعترف بأن بشار الأسد أستطاع أن يلعب بأوراقه السياسية والعسكرية والأمنية والحزبية بذكاء وفطنة قل نظيرها مما أهلته للبقاء والخروج، منتصرا على كل من أراد أن يسقطه0 أن لعبة ومؤامرة الأطاحة بالرئيس بشار الأسد وبنظامه والتي قادتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلفائهم بالمنطقة فشلت تماما وأنتهت ببقاء بشار الأسد ونظامه بعد 10 سنوات من القتال وأسترداده لأكثر من 70% من الأراضي السورية، والبقية سيتم أستردادها بالتفاهمات الدولية بين الدول الكبرى!!0فسوريا الآن هي من حصة روسيا وتمثل مركز قوتها وثقلها في المنطقة العربية بل في الشرق الأوسط!0 ولربما سنسمع ونشهد قريبا بدأ عملية أعادة أعمار سوريا بمساعدة روسيا والصين!0 بصراحة أنا لا أكره نظام بشار الأسد ولكن بنفس الوقت لا أحبه!، ولكن أرى في الرئيس بشار أنه آخر الزعماء العرب الذين تحدوا الصلف الأمريكي وأستطاع أن يصمد وينتصر، المهم هو أنه كسر شوكة الأمريكان وكل أعدائه وأنتصر عليهم بدهاء قل نظيره!0حقيقة أنا فرحت كثيرا بأنتصار بشار لا حب به كما أسلفت ولا كرها بأمريكا والغرب الذين دمروا العراق!، فأن بعض الشر أهون والعاقل يعرف أهون الشرين كما يقال، فروسيا والصين القوتين الصاعدتين المنافستين لأمريكا والذين دعموا الرئيس بشار، هم أرحم بكثير من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، فعلى أقل تقدير هم لم يدعموا أسرائيل يوما ولم يكونوا سببا في قوتها وتطورها وتغولها، كما هو معروف تاريخيا!0( في مقطع فديو نشر على مواقع التواصل الأجتماعي أجاب الرئيس الصيني الحالي قائلا: بعد أنهيار أمريكا سنعيد فلسطين لأهلها وحتى أن مت أنا فالزعيم الذي سيأتي بعدي سيقوم بذلك!!)0 أن تجربة ( الربيع العربي) التي سوقتها ونفذتها أمريكا في المنطقة بالسنوات العشر الأخيرة، أثبتت كذبة الديمقراطية التي طالما نادت وروجت لها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكشفت الحقيقة بأن الغاية منها هو السيطرة على شعوب المنطقة العربية ومص دمائها ونهب ثرواتها0وأتمنى على الشعب السوري أن يرضى ويقبل بدكتاتورية بشار الأسد ونظامه فهي بالتالي خير ألف مرة من كذبة أقامة النظام الديمقراطي وعليهم أن ينظروا الى العراق وماذا فعلت فيه أمريكا وديمقراطيتها الكاذبة!. فدكتاتورية بأمان وسلام ونظام وقانون خير ألف مرة من ديمقراطية بفوضى وأنفلات وغياب السيادة والقانون0 فتبا لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وتيا لديمقراطيتهم الكاذبة وألف أهلا وسهلا بالكتاتورية!، فلكل معبد طقوسه فنحن الشعوب العربية نعبد رئيسنا وملكنا وأميرنا ونؤلههه، ولا تليق بنا ألا الديكتاتورية، وهذه هي تركيبتنا وجيناتنا!، وهذه هي الحقيقة رغم مرارتها، وأرجو ان لا نكذب على أنفسنا بغير ذلك!. يقول الدكتور علي الوردي سيد علم الأجتماع العراقي: ( فتح الحمار مذكرة يومياته وكتب فيها، أنا لا أعرف كم من الزمن مضى على رحيل الأسد ولكن وصلت في نهاية عمري الى قناعة راسخة لكنها قاسية ومؤلمة مفادها أن دكتاتورية الأسد أفضل من حرية القردة والكلاب فهو لم يكن يستعبدنا بل كان يحمينا من قرود تبيع نصف الغابة من أجل الموز وكلاب تبيع نصفها الآخر من أجل العظام)!0