8 أبريل، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

سوريا .. بانتظار المشهد الاخير

Facebook
Twitter
LinkedIn

ترقب مريب ..ومواقف متناقضة وهواجس صاخبة ..والجميع يتابع الوضع في سوريا الشقيقة وما ستؤول اليه الاوضاع فيها ..والكل يغني على ليلاه ويحلل على هواه ويبحث عن مصلحته دون ان يفكر بمصير اسود ينتظر – لا محالة – سقوط دولة عربية جديدة بمستنقع الربيع العربي ..نتيجة لفوضى خلاقة اطلقتها منذ اعوام وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق كونداليزا رايس.
ورغم ان القرار اتخذ ..ويجري التنفيذ منذ زمان بعيد ولا نحتاج الا لمشهد الختام واسدال الستار ..لكن الكل في العالم يربط بين حرب العراق 2003 وما تبعها من خراب ودمار ودماء نازفة بغزارة الشلالات ؛ وبين ما يجري في الشام ..مع الوضع في الاعتبار ان معطيات الفين وثلاثة تختلف جذرياً عن نظيرتها في الفين وثلاثة عشر ..بدخول لاعبين جدد على الخط قلبوا موازين اللعبة ..كما ان الوضع في سوريا واضح وجلي وكل شيء اصبح فيه مكشوفاً بعد ان دخل العامل المذهبي والشحن الطائفي على الخط اضافة الى شخصنة الصراع على نحو وصل الامر فيه الى مرحلة كسر العظم.. واكون او لا اكون .
لقد قيل كل شئ ..ولم يعد في الامر ثمة اسرار ..فالمبررات موجودة ..والدلائل والقرائن يجري تسويفها وتسويغها وتسويقها..وهناك عقول تتلقى واخرى تتردد في القبول لذلك يجري تاجيل الشوط الاخير لجهة ما عسى ولعل !! ولكن اسوء ما في الامر ان يتحمس مجلس جامعة ( الثول )  العربية ليستعجل ضرب سوريا حتى ولو رفض الاخرون او ترددوا او انتظروا تقرير لجنة التفتيش الدولية ..وبالمقابل فهناك وعي دولي متنامٍ يعبر عن رفض الحرب تمثل في مواقف حلف الاطلسي ومجلس العموم البريطاني والبوندستاغ الالماني وغيرها.. وكلهم فضلوا مصالحهم – وذلك حق مشروع تماما – وادركوا بالملموس ان سوريا ليست العراق وان هناك حلفاً مقابلاً يساند سوريا ومستعد لمفاجات حقيقية ..وانه قد يجري تهديد حقيقي لمصالح الغرب والعالم ؛ ومستقبل الدولة العبرية التي تحاذي سوريا وما يتبعه من اختلال في موازين القوى ؛ وهو فقط ما دعا الى تردد الرئيس الامريكي وطلبه موافقة الكونغرس على الهجوم المحدود على حد وصفه ..وعقابا على استخدام السلاح الكيمياوي فقط وليس على اشياء اخرى !! اضافة الى مواقف روسيا ( والصين الى حد ما ) والتي تبحث عن مجد غابر ومواقف متوازنة ودور ما في المنطقة.
 ومن السهل على المرء ان يربط ما يجري في سوريا بما تم تنفيذه حتى الان من المشروع العالمي لتفتيت الامة العربية ؛ بدءاً من انهيار العراق ومن ثم اسقاط او اشعال واشغال تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين ولبنان وتقسيم السودان ..ولم يسلم من الخراب الا من سلّم الامر والمفاتيح و ( كاك ) النفط ؛ من الحكام والدول العربية ..واراح واستراح ونام رغداً حتى لو كان دكتاتوراً سبع نجوم او قمعياً .. اولا يؤمن بالف باء الديمقراطية او الحرية التي يتبجحون بالدفاع عنها.        
 من اغرب ما لاحظت الاسبوع الماضي ادعاء مفتي الناتو يوسف القرضاوي في خطبة صلاة الجمعة من الدوحة ان القوى التي ستضرب سوريا هي ادوات الله في الارض !!..كما يستقتل السلطان اردوغان الاول بعرض خدماته للبدء بالتنفيذ فورا ودون تردد !! دون ان يحرك القرضاوي واردوغان ومجلس جامعة الثول ساكناً لاغاثة ملايين المسلمين في بورما او العراق او البحرين وهم يذبحون امام انظارهم كل يوم دون جريرة ولا ذنب . 
 ومن اصدقاء ما توصلتُ اليه بتحليل متواضع ان الغرب والساعين الى حقوق الانسان والديمقراطية على هواهم ومقاساتهم ؛ يهادنون ايران وكوريا الشمالية ولا يقولون لهما على عينك حاجب ..لسبب واحد فقط وهو ان كلتا الدولتين ليس لهما اشقاء عرب ..منبطحين ..غادرين مهرولين الى الخراب..بل ان هاتين الدولتين هما اللتان تتحديان وتهددان الغرب وتعدانه بالويل والثبور..والغرب يستجديهما بالامتيازات والحوافز والسكوت والرضا وغض البصر .    
نعم ..في اية لحظة قد تقع الحرب..وسيختتم المشهد السوري بالمزيد من الخراب ..وملايين جديدة من اللاجئين والنازحين والثكالى والايتام والدمار والوعود.. ومن ثم التقسيم والفدرلة ..ومعارك تقاسم الغنائم والمسروقات والاراضي  ..والعرض مستمر وبنجاح ساحق ..بانتظار الضحية العربية العاشرة .
[email protected]

    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب