7 أبريل، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

سوالف انتخابية (14)

Facebook
Twitter
LinkedIn

مرشحة قائمة ائتلاف الكلدان رقم 139
تسلسل 8

لماذا ائتلاف الكلدان؟؟

مضت ثلاث دورات انتخابية، انتجت ثلاث برلمانات على مدى 12 سنة الاخيرة، ولم يشارك الكلدان في اي انتخابات منها، ولعل المتابع يسأل: ولماذا قرر الكلدان الان خوض الانتخابات القادمة عبر قائمة ائتلاف الكلدان؟ ولماذا استغرقوا كل هذا الوقت الطويل لاتخاذ قرارهم هذا ؟

من المؤكد ان قرار الكلدان بالمشاركة في انتخابات 12 ايار الحالي، وإصرارهم ايضا على ان تكون مشاركتهم واسعة وفعّالة على مستوى مواطنينا في الداخل وفي دول المهجرعلى حد سواء، لم يأتِ من فراغ، بل بعد دراسة طويلة ومتأنية، شملت مراقبة الاداء المتعثر للعملية السياسية بشكل عام وأداء ممثلينا في كوتا المسيحيين بشكل خاص، وتقييم كل ذلك عبر الحصيلة المتواضعة بل واحيانا المأساوية المحبطة لهذا الاداء.

في البدء ينبغي التذكير، باننا، رغم عدم مشاركتنا كمكون كلداني مستقل في الانتخابات السابقة، غير اننا دعونا الكلدانيين الى التصويت على القوائم والاشخاص التي تنافست على مقاعد كوتا المسيحيين وفي كل دورة انتخابية سابقة، ولم نحدد قائمة معينة او شخصا بذاته، بل تركنا الكلدان احرارا في قناعاتهم واختيارهم الجهة التي يصوتون لها، شخصا كان ام حزبا او غير ذلك، الامر الذي يؤكد هدفنا الاساس من هذا الموقف، هو وحدة المسيحيين اولا، وتحقيق اهدافهم في الحماية واعادة صياغة بعض بنود الدستور, والمطالبة بجعل قانون الاحوال المدنية يتماشى مع الاعراف والقوانين الخاصة بمختلف مكونات شعبنا وبما ينفق والنصوص الدستورية المتعلقة بحرية المعتقد, ومنها ايضا قوانين حماية المرأة والطفل واهدافهم الاساسية الاخرى في استرجاع ممتلكاتهم المسروقة ووقف نزيف الهجرة وقطع مسلسل القتل والاختطاف والتهديدات الذي تعرضوا ومازالوا يتعرضون له، وايقاف موجات التغيير الديموغرافي الذين يواجهونه في كل مرة في قراهم ومدنهم التأريخية المعروفة ومحاولات طمس هويتهم الثقافية والتأريخية، و الاقصاء والتهميش التي يتعرضون لها في كل حين..وحين نقول مسيحيين، انما نعني ايضا جميع القوميات التي تعبر عنهم من كلدان وسريان واشور… وهكذا كان… ذهب الكلدانيون في كل مرة للتصويت في الدورات الانتخابية الثلاث الماضية وفق هذه الرؤيا الوحدوية الخالصة وبصفاء نية ونقاء طوية..

وبعد مضي 12 عاما من الصبر والعذاب والحيرة، نتذوق طعم المرار مرة اخرى في الحصيلة : فلا النصوص الدستورية تعدلت ولا الحماية تحققت ولا نزيف الهجرة توقف ولا الممتلكات المغتصبة أستُرجعت ولا أنقطع مسلسل القتل والتهديد والخطف ولا توقفت حملات التغيير الديموغرافي واغتيال الهوية الثقافية والتأريخية …ولا… ولا…

وايمانا منا، ان الحقوق تُنتزع ولا تُمنح، ويقيننا ان لاننتظر من الحكومة، كيفما كانت، ان تكون مسيحية اكثر من المسيحيين او كلدانية اكثر من الكلدان، نؤكد، دون مواربة، أن المسؤولية لهذه الحصيلة الرديئة تقع بالقطع على ممثلينا الذين تعاقبوا على شغل المقاعد المخصصة لنا في الدورات البرلمانية الثلاثة الماضية، احزابا كانوا او اشخاصا، حيث انشغل الاغلب منهم بانجاز المشاريع الذاتية وتحقيق المصالح الخاصة لهم كاحزاب وافراد ولعوائلهم ايضا، ومن اجل ذاك اهملوا واستهانوا بمعاناة شعبنا الكلداني والمسيحي المتزايدة، بل ان البعض رهن مستقبل هذا الشعب باجندات وبرامج تحالفات من خارج مكوننا المسيحي الكلداني وهو ما أصبح يهدد وجودنا القومي كمكون عراقي اصيل تمتد جذوره لألاف السنين في تآريخ وتراب ارض العراق الطاهرة وقد نجد حالنا في يوم غير بعيد، حال الهنود الحمر في امريكا، وحتى دون امتيازاتهم …

لهذه الاسباب، ولإدراكهم ان الطريقة التي تم التعامل معها في البرلمان السابق لم تعد مجدية وحسب بل اصبحت عبئاً اضافيا عليهم، قرر الكلدان ان ينهضوا لهذا الامر الخطير وهم على قلب رجل واحد ويتقدموا لانتخابات 12 ايار الحالي عبر قائمة توحدهم هي قائمة ائتلاف الكلدان مؤكدين للجميع انهم لايمثلون سوى شعبهم الكلداني المنكوب والمسيحيين، ولا يمثلون احزبا او تكتلات او تحالفات سياسية مهما كانت عناوينها، ولا يتلقون دعما ماديا او عينيا من اي جهة كانت، محلية او اقليمية او دولية، بما فيهم كنائسنا المحترمة التي باركت توجهنا هذا دون ان تفرض رأياً او توجيهاً، سوى الدعوة الى وحدتنا وحسب، رغم ان ارتباطنا تأريخيا مع الكنيسة، كان ومازال ارتباطا متينا راسخا، ونؤكد ايضا سعينا الشديد، في ذات اتجاه رعاة كنائسنا المحترمين الداعين الى نهوض دولة مدنية عادلة في العراق الجديد تعمل على وحدة الوطن والامة العراقية الواحدة.

لنصرخ جميعا…كفى من الانقسام والتشظي… كفى من الانجرار نحو خطابات الانعزال والتقوقع…. لنتوحد جميعا تحت الخيمة الكلدانية التي تتسع لجميع تنوعاتنا القومية دون ان تتسيد على اي احد… بل تؤسس وترسخ بالمحبة والسلام وحدة شعبنا الذي يحاول البعض تشتيتها بحسابات ضيقة وضئيلة..

املنا كبير اننا سنبدأ في البرلمان القادم مرحلة جديدة في مسيرة شعبنا الكلدانى ضمن مكونات شعبنا العراقي الاخرى، تقطع مع كل السياسات الفاشلة التي انتهجتها الحكومات السابقة في بث الفرقة وتشتيت الامة واقصاء مكون عراقي اصيل تمتد جذوره الى اولى الحضارات الانسانية التي بدأت في العراق منذ الاف السنين كما حصل ايضا مع مكونات اخرى..هدفنا الوحيد هو: معاً نحو قيام الدولة المدنية العادلة والحكم الرشيد لتوطيد وحدة الشعب العراقي بكافة اطيافه القومية والدينية والعرقية، وتدعيمها بالمحبة والتكافل والتضامن والسلام…

لأجل كل ذلك سنشارك وندعو شعبنا الكلداني في العراق وخارجه للمشاركة بكل اصرار وكثافة في انتخابات يوم 12 ايار الحالي……

استقيظ ياكلداني…. شعار يلخص بكثافة شديدة كل ما جاء في هذه المقالة…….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب