23 ديسمبر، 2024 8:20 ص

سوار الذهب

سوار الذهب

تهافت المُتهافتون، تهافت السياسيون و غير السياسيين، و تسابق المتسابقون، و انبرى الخطباء و الشعراء و الفلاسفة و الادباء و الفنانون و الصحفيون و العلماء و الاساتذة و المدرسون و الكل بذكر البرلمان يلهجون و عن كرسيه يبحثون و لصورهم معلقون و لاسمائهم مُبرزون و لسيرهم الذاتية مُنقّحون و مُلمّعون و مُؤطرون و مُؤرشفون، و لهث اللاهثون و لِم لا فمن اجل الفوز كل شي يهون.
          و بعد الفوز تنازع المتنازعون و قدح القادحون و ركض الراكضون و للركض فنون فالغالبية لبرامجهم ناسون و عن اصوات الشعب عازفون فالغاية تُبرر و للتبرير فنون و في التبرير ظنون، و في البحث عن الشريك هم سادرون و عن معظم مبادئهم غافلون، فالكل يروم الرئاسة و للرئاسة اصول و اناة و خبرة و حكمة و كياسة، و الكل يجري حتى تقطعت انفاسه من اجلِك يا رئاسة يا من حبستِ على عاشقكِ انفاسه فيا لسحرك و يالبريقك و يالوهجك!
          كان الكثيرون من صحابة رسول الله (ص) يرفضون الولاية لانها مسؤولية للشعب و قيادة و رعاية. فهذا علي بن ابي طالب(ع) لا ينام الا بعد ان يكنس بيت المال بيديه و يجوب الازقة على قدميه حاملا كيس الدقيق على كتفيه.
          و هذا عمر بن الخطاب (رض) لا يحكُم في معضلة الا بعد استشارة اخيه و مستشاره القانوني و الديني علي بن ابي طالب (ع). كانت مسيرتهم مبنية على التضحية و الايثار و الايمان بالواحد الاحد و الحب و الاحترام المتبادل و التواضع و تفضيل العام على الخاص لذلك حكموا و سادوا و ما بادوا. و يوم اختلف بعضهم مع علي بن ابي طالب (ع) قال فيهم (اخواننا بغوّا علينا) و لم ينبس ببنت شفة ضدهم بل دعى لهم، لقد آثر العام على الخاص فخلده التاريخ.
          فإن لم نستفد من سلفنا الصالح و قادتنا العظام الذين آثروا العام على الخاص و آثروا الاخرة على الدنيا (و للاخرة خيرٌ لك من الاولى) حيث وضعوا مصلحة الامة فوق كل اعتبار و فوق مصلحة دول الجوار فلنستفد من ايثار الرئيس السوداني (عبد الرحمن سوار الذهب) الذي وضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار و فوق كل المصالح و هذا ما يفهمه كل لبيب و اديب و صالح.  [email protected]