23 ديسمبر، 2024 3:45 م

يصادف بعض الاشخاص ويرافقهم في احيان كثيرة عدم انجاز اعمالهم الا بشق الانفس او لايتم له الامر اصلاً ، ولنأخذ مثلاً للتوضيح : شاب يريد الزواج فيتقدم لفتاة فيجابه بالرفض او تتم الموافقة على طلبه ولكن ينتهي الموضوع قبل الدخول على الفتاة (ليلة الدخلة) حتى اذا خطب الكثير من الفتيات ووقع اخيرا له الامر وتزوج فلا يستطيع مضاجعة الفتاة فأذا انتهت هذه المشكلة دخل في مشكلة تأخر الانجاب ، وهكذا هو في الكثير من امور حياته ….. ويعرف هذا في الاوساط العامة بسوء الحظ أو التابعة ، ولكننا لانجد تفسيراً علمياً لتشخيص اسباب هذه الحالة ولا كيفية علاجها ، حتى الذي يعزوا هذه الاشياء الى سوء الحظ أو التابعة ، لم يعط تفسيراً علمياً لهذين المصطلحين ، فما هو الحظ وماهي التابعة ؟ ولماذا يكون البعض سئ الحظ او عنده تابعة دون الآخرين ؟!! …
   نحاول في هذا المقال ايجاد تفسير علمي للموضوع ، يقول علماء النفس ليس هناك اصل للموضوع سوى التفاؤل والتشاؤم ، فالمتفائل يرى انه سعيد الحظ ويمشي على سجيته وطبيعته ويتقبل الامور برحابة صدر وعلى العكس منه المتشائم ، ويعالج اطباء النفس هذه الحالات ببعث روح التفاؤل لدى المتشائمين …..
   ويقول اصحاب الغيبيات (الروحانيين) ان هناك مس من الشيطان يصيب الانسان ويرافقه مخلوق اسمه (الجن) ويعمل هذا (الجني) على ايذاء هذا الشخص في يقظته ونومه فيكون متابعاً له ولذلك يقال (تابعة) ، ويعالجون مثل هذه الحالات بكتابة الرقي والاحراز ويقومون ببعض الاعمال الغريبة لطرد ذلك الجني!! …..
   الصراحة لم اقتنع بكلا القولين (الاطباء والروحانيون) ولذلك قمتُ ببحث وتوصلت الى نتيجة اراها هي الاقرب للحقيقة والانسب لفهم وعلاج الموضوع ، بعد ملاحظتي لكثير ممن يدعون انهم سيئي الحظ او عندهم تابعة فوجدت أنهم ليسوا سيئي حظ بل سيئي اخلاق وممن يؤذون الناس ، ونحن نعلم ان لكل مادة طاقة ولاسيما الانسان الذي تنبعث منه موجات كهرومغناطيسية لا نعرف مدى تأثيرها على الاخرين لحد الآن (ارجع الى مقالاتي ” قراءة الافكار” و” العالم والجاهل “) ، فهؤلاء (السيئي الحظ) يؤذون الناس فتنبعث موجات من اؤلائك المظلومين فتؤذيهم ، ولبيان ذلك نورد قصة قرئتها في احد الصحف لا اتذكرها الآن :
شكى احد الاثرياء من الم في راسه فذهب للاطباء وبعد اجراء الفحوصات لم يجدوا فيه اي عارض مرضي وكان الالم ياتيه في الليل على الاغلب وينقطع احيانا ثم يعود ، فجعل جائزة كبيرة لعلاجه من هذا المرض الغريب ، فصادف ان قبضت الشرطة على رجل متشرد يقبع في خرابة ووجدوا عنده صورة هذا التاجر وهو يطرق عليه كل ليلة بالمطرقة ، سكن الم التاجر وارادوا ان يعرفوا لماذا كان يفعل ذلك فعلموا بان هذا الرجل كان يعمل في احد مصانع ذلك الثري وفي احد الايام تم طرد العديد من العمال بسبب الفائض وكان هو احدهم مما ادى الى دمار عائلته حيث هجرته زوجته واولاده وطرده صاحب البيت لانه لم يقدر على دفع الايجار فاصبح متشردا يتسول في النهار ويقبع في تلك الخرابة ليلا ليخفف من المه بطرقه على صورة رأس الثري والذي كان يحس بصداع غريب !!
وحدث في حينا ان قامت امرأة وقحة وسليطة لسان بالهجوم على دار امراة فقيرة وصفعتها على وجهها امام الناس واهانتها ولم تفعل المرأة الفقيرة شئ ولم تنطق باي كلمه امام تلك المرأة فلما ذهبت ، وسأل الناس عن عدم المجابهه بالمثل ، قالت : انا امرأة فقيرة و(مسلمتها بيد الله والقاسم) حيث صادف ذلك اليوم الثامن من المحرم (حيث يقام احياء ذكرى استشهاد القاسم بن الامام الحسن(ع) مع عمه الحسين(ع) في واقعة الطف) ، وفي اليوم التالي حصل ان تجلس المراة الوقحة في سيارة نقل ركاب (كوستر) مخرجةً يدها تلك من نافذة السيارة وحصل ان توقفت السيارة فوجئةً ( الساءق ضغط بريك توقف) فأنسحب زجاج النافذه على يدها فقطعتها !!! … نكتفي بهذين الحادثتين .
 ( قال النبي محمد (ص) لابي ذر الصحابي الجليل(رض) : تصدق عن نفسك يا ابا ذر .
قال : بماذا يا رسول الله ؟
قال : بكف الاذى عن الناس .
وتنطوي هذه الحكمة النبوية المحمدية على سرٍ قل من يلتفت اليه ، على وضوحه ، مع ان كف الاذى هو الاصل الاول والاهم للحياة الاجتماعية ، ولو التزم به كل انسان لما كان في الدنيا ظالم ومظلوم . ولا لاجئون ولا مشردون . ولا حروب واسلحة . ولا صهيونية ومشكلة فلسطينية وتفرقة عنصرية . ابداً ولا شرطة ولا جنود ولا استغلال ولا استعمار . ( الكاتب اللبناني ” محمد جواد مغنية ” من كتابه ” فلسفة الاخلاق ” ) .