21 ديسمبر، 2024 7:45 ص

سهولة الطلاق في السويد يدفع النساء الى التحرر

سهولة الطلاق في السويد يدفع النساء الى التحرر

الكثير من الناس في البلدان العربية يختارون مملكة السويد لتكون محطتهم المفضلة وأملهم المشرق في العيش الرغيد لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم في الأستقرارالنفسي والمعنوي وتحسين أوضاعهم المعاشية والاقتصادية ، وأغلبهم يهربون عنوة من بلدانهم ليتخلصوا من الجور والطغيان والتعسف وخيبة الامل والصراعات والحروب التي تشهدها تلك البلدان … ولكنهم يصطدمون فيما بعد بمفاجئات قد تجعلهم يندمون على حصولهم حق اللجوء والهجرة والاقامة ، وتكاد تكون واحدة من هذه الاسباب منح المرأة العربية والمسلمة في السويد كافة الحقوق ، ونجد الانظمة والقوانين السويدية تعطي للمرأة المساحات الواسعة من الحرية والانفتاحات الكبيرة التي لاتحدها حدود في كافة المجالات الحياتية والاجتماعية … ونتيجة لهذه الحرية المفرطة شهدت الفترة الاخيرة وفي جميع المدن السويدية ظاهرة أرتفاع نسبة حالات الطلاق بين الأسر العراقية والعربية المسلمة ، التي أدت الى أرتفاع نسبة التفكك الاسري والضياع والتشرد وخصوصا لدى الاطفال وانعدام حياتهم ومستقبلهم ، كون الجانب السويدي يتبنى ويرعى معيشة وأحتضان الاطفال العرب والمسلمين من الذين تشهد عوائلهم بعض المشاكل ومنها حالات الطلاق والانفصال ، ليكون هؤلاء الاطفال بعيدين عن ذويهم ولسنوات طويلة من الحرمان نتيجة لهذه المشاكل التي يشهدها الزوجين ويكون هؤلاء الاطفال ضحية الصراع المتبادل بين الأب والأم .

بالرغم من ان الانظمة والقوانين السويدية تكاد تكون منصفة جدا لعموم الاسر المتواجدة في دولة السويد ، الا ان ظاهرة الطلاقات اصبحت منتشرة بشكل لا تحمد عقباه لاسيما لدى الجاليات العربية والأسلامية ، وهناك العديد من الاسباب التي ادت الى هذه الطلاقات ومنها الحرية المفرطة للمرأة في الحياة العامة ، اذ نلاحظ ان الكثير من النساء المسلمات والعربيات لا يستوعبن هذا التغيير الطارئ والمفاجىء في حياتهن منذ بداية حصولهن على حق اللجوء والاقامة والمواطنة في دولة السويد ، فيما نجد هناك اختلافا في المستوى الثقافي للأسر وتمسك البعض من هذه الاسر بالعادات والتقاليد والطقوس الدينية عند الكثير من الجاليات الاسلامية ، وايضا هناك البعض الاخر من الأسر التي تجدها تتخوف من المجتمع المحيط بها وتعتبره مجتمعا جديدا عليها وعلى حياتها الاجتماعية ، وان الاختلاط في المدارس والعمل والتبادل الاجتماعي اليومي والحاجة الى التسوق يعطي الكثير من الحرية للمرأة للتبضع والاختلاط والاطلاع على مايدور حولها في المجتمع ، مما يدفع الكثير من الرجال ذوي الأفق الضيق بالشك والريبة ، وهذا يدفع اختلاق الحجج والمشاكل في الاسره وخاصة اذا كانت من ضمن الاسرة بنات شابات بعمر البلوغ .

ان الضحية الاولى للعوائل الغير منضبطة والتي تكثر فيه الطلاقات هم ( الأطفال ) الذين لا احد يرعاهم او يهتم بهم ، وهذا ينعكس على حياة هؤلاء الاطفال في الروضة والمدرسة ، وايضا ينعكس على سلوكهم اليومي في تكوين شخصيتهم في المستقبل ،
ومن اجل الحفاظ على الأسرة العربية والاسلامية في السويد يجب الترفع عن العناد والعنجهية والتمرد بين الزوجين وان تكون حالة المساعدة والتعاون من قبل الطرفين لبناء أسرة سعيدة تسودها الثقة والتسامح وتوفير متطلبات العائلة الضرورية وفق الإمكانيات المتاحة ، وان تكون المحبة والتفاهم فيما بينهم لبناء جيلا ملتزما وفق المعتقد الذي يحترم القانون على أسس الاندماج الاجتماعي في المواطنة والبعد الإنساني .