11 أبريل، 2024 6:07 م
Search
Close this search box.

سهرة رأس السنة ألآبعاد والدلالات

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال ألآمام علي بن أبي طالب عليهما السلام عن السهر :-
الهي حليف الحب بالليل ساهر ..يناجي ويدعو والمغفل يهجع
الهي وهذا الخلق مابين نائم .. ومنتبه في ليله   يتضرع  
الفرح شعور محبب للنفس , وعكس الفرح الحزن  , والفرح  هو مظهر من مظاهر السعادة وألآطمئنان , والفرح يقترن دائما بالنجاح وألآخبار السارة والمناسبات السارة كولادة جديدة أنثى أو ذكر , ومواليد ألآنبياء من ألآحداث السارة  , أوزواج والزواج من ألآحداث المؤسسة للفرح عند كل الناس  , وكذلك ذكريات ألآحداث العظيمة مثل ذكريات بعثة ألآنبياء  .

والسهر هو عدم النوم ليلا كل الليل أو بعض الليل فيما يلي منتصف الليل , وأسباب السهر كثيرة , ولايعد ألآرق الذي يبعد النوم عند البعض سهرا , كذلك لايعد المهموم ساهرا وأن لم ينم , قالت الخنساء معبرة عن الهم والسهر :-

أرعى النجوم وما كلفت رعيتها .. وتارة أتغشى بعض أطماري

والسهر عند المجدين المثابرين من الناس يكون لآمر هام مثل ألآحتفاء بضيف وصديق عزيز , ومثل ألآنشغال بأمور أجتماعية , أو أمور سياسية أو أمنية , أو أقتصادية , أو عبادية  , أو علمية مثل الدراسات والبحوث والتأليف  , وفي المفهوم ألآسلامي فكل ماذكرنا هو عبادة عندما تؤدى بمعرفة وطاعة لله تعالى , وقد ورد في الحديث الشريف :” أحرص أن لايراك الله في معصية ولا يفتقدك في واجب ” .

وليلة رأس السنة الميلادية من المناسبات التي أصبحت تحتل أهتمام الكثير من الناس , وهذا ألآهتمام تارة يكون نابعا من ألتزام ديني كما هو عند المؤمنين من النصارى , وتارة يكون تقليدا لعادات سوقها ألآعلام الوضعي الذي أصبح تحت هيمنة اليهود ومؤسساتهم الصهيونية التي تسعى للسيطرة على مشاعر الناس من خلال ألآباحية الجنسية وتطويعهم لمشاريعها وخططها وذلك بتدمير منظومة القيم ألآخلاقية فأستغلت كل المجالات والسبل لتحقيق ذلك حتى الدراسات الفلسفية أدخلوا فيها مفهوم ” النسبي ” في مقابل ” المطلق ” فقالوا بنسبية ألآخلاق , ونسبية الحق والحقيقة , وهرع لتأييد هذه ألآفكار كل من لايرتبط بالسماء ومن يشجع ألآلحاد , ويرفض وجود المطلق , وهو رفض لايستند الى حجة منطقية ولا الى دليل علمي , فالمطلق وهو الله تعالى حاضر في حياة الناس وهو أرأف بهم من أنفسهم , وسنرى أن سهرة رأس السنة التي يتنادى لها الكثيرون ومنهم في العراق لاسيما معدومي الحظ ألآجتماعي وفاقدي ثقة أغلب القواعد الشعبية والمفلسين من عموم المناسبات التي يشارك فيها العراقيون بكثافة مثل مناسبات الحج والعمرة وأعياد الفطر وألآضحى والزيارات الدينية وأحداث الكسوف والخسوف , فهؤلاء المفلسون من رصيد تلك المناسبات يظلون يبحثوا عن هوامش ليعلنوا عن وجودهم ولكن بطريقة ضبابية لاتجعل منهم أصحاب مشروع حقيقي , فالدعوات التي وزعت بطريقة شبه سرية محاطة بالتكتم من قبل مايسمى ” طموح كفاءأت  المستقبل للسلام  ” ومن يتخذ من السلام شعارا دون مضمون حقيقي , هؤلاء دعوا لآحياء سهرة رأس السنة الميلادية وبضاعتهم ” الغناء والرقص ” وطعامهم لايخلو من المحرمات , مستغلين فراغا روحيا ونقصا ثقافيا عند بعض الناس , ولو علم الناس أن مايسمى بأحتفالات أعياد الميلاد في نهاية السنة الميلادية وبدايتها هي تأسيس يهودي لآغراض صهيونية لاعلاقة للكنيسة بها , ولكن المديا ألآعلامية المسيطر عليها يهوديا جعلتها عرفا وعادة وسخرت لآجلها أجندات ووسائل كثيرة في مقدمتها مؤسسة هوليود التي دخلت الى دول وأمارات الخليج من خلال مهرجانات السينما , ودخلت الى بعض الفضائيات العربية من خلال مايسمى ” عرب ستار ” و ” عرب أدول ” حتى جعلت ألآغنية عند جيل الشباب أباحية لاتفرق بين ” المثلية اللوطية ” و ” السحاق ” وبين الزواج الشرعي كمؤسسة تحمي حقوق المرأة والرجل وتوزع ألآدوار بينهم في عملية تنظيم للتنمية البشرية .

والمتأمل في مايسمى بسهرة رأس السنة الميلادية  التي يحاول البعض نسبتها للسيد المسيح عليه السلام , والسيد المسيح عيسى بن مريم برئ منها لآن الذين يعرفون السيد المسيح يعرفون تقواه وورعه وطاعته لربه وخالقه وهو الله رب العالمين , هذا النبي المبارك وأمه الطاهرة ” مريم بنت عمران ” يفترى عليه بأعياد هي ليست أعياده وبأفراح مصطنعة هي ليست أفراحه , فهو عليه السلام لم يولد ليلة نهاية السنة الميلادية  وأنما قبلها بأيام وهو عليه السلام لم يأمر أتباعه ألآ بعبادة الله الواحد ألآحد وأقامة الصلاة وأيتاء الزكاة وبر الوالدين , وأن يقولوا للناس حسنا , وكان عيسى عليه السلام مبشرا بنبي يأتي من بعده أسمه ” أحمد ” و ” محمد ” ص” كما في أنجيل برنابا الذي تم أخفائه منذ ألف سنة , والذين أخفوه نسوا أنهم مجموعون ليوم لاريب فيه , وأن الحق لايمكن كتمانه الى ألآبد .

وسؤالنا للذين يحلو لهم الدعوة لسهرة رأس السنة الميلادية وللذين يشاركون فيها , ماذا ستقدمون في تلك السهرة ؟ هل تقدمون برامجا ترفيهية فيها المتعة البريئة وخالية من تدليك العواطف والعزف على وتر الغنج الجنسي ومثيراته التي تحول الحاضرين الى عقول مخدرة بشهوة سادية جسدية تضطرب فيها الغرائز فتتحول الى بهيمية كما يفعل أهل البلاد ألآسكندنافية والدول ألآوربية حيث يخرج الناس ليلا عراة يدفعهم هوس لايعرفون مبرراته ولايجنون من ورائه سوى هدر المال وقتل الوقت ونسيان الرب الذي لاتنساه بقية الكائنات ؟

أن ملايين ألآطنان من الخمر يسكب فيما يسمى سهرة رأس السنة , مع مليارات من الدولارات تصرف على حجوزات الفنادق والمطاعم والبارات والملاهي , وفقراء البشرية ينتظرون من يسد عوزهم , والمهجرون والنازحون ينتظرون من يحن عليهم بسكن أو طعام , وفي العراق بلغ عدد النازحين والمهجرين مايزيد على المليونين وهم بأمس الحاجة للمعونة والمساعدة وتوفير مايمنع عنهم البرد والمطر , ثم أن بلدا منكوبا بجرائم ألآرهاب التكفيري الذي يستهدف وجود العراقيين جميعا , وبلدا ينتخي فيه الوطنيون المخلصون للدفاع عن العرض والمال وسيادة الوطن وهم الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر , بلد هذا حاله لايجوز لبعض أبنائه البحث عن ليالي اللهو والعربدة بأسم سهرة رأس السنة التي لم يعد للعراق فيها سوى الجفاء والاأبالية التي يمارسها البعض تجاه من يقف ساهرا على أمن الوطن , فللذين لازالوا يستطيبون لهو السهر بلا هدف نقول لهم تذكروا ماقاله ألآمام علي عن السهر في طاعة الله , وماقالته الخنساء عن هموم السهر في سبيل فقدان ألآخ وهو شعور أنساني يقرب المودة ويجعل للحب مذاقا وطعما غير العشق الذي يذهب بعقل ألآنسان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب