يتوجّب , وتقتضي المقتضيات أنْ نؤكد ونشدد بأنْ لا علاقة بهذا الموضوع – المقال بأيٍّ من مواطني الشعب الكردي الشقيق , ونذهبُ أبعد بأنْ لا علاقةَ ايضاً بمنتسبي واعضاء الحزبين الكرديين الرئيسيين , فالأمر مرتبط ومُسدّد الى قيادتي هذين الحزبين , ويمكن القول الى حكومة الأقليم , لكنه وبشكلٍ اكثر خصوصية الى قادة وقيادة الحزب الديمقراطي الكرستاني الذي يتزعمه الأستاذ مسعود البرزاني .
اوّل امس اعلنت ” حكومة الأقليم ” بأنّ السادس من كانون ثاني ” عيد الجيش العراقي ” سوف لا يكون عطلةً رسمية في الأقليم .!
ولا ريب أنّ خلف هذا القرار – التصريح تكمن أبعادٌ وابعادْ , والسبب او الذريعة المفهومة لذلك أنّ الجيش العراقي كان يحارب الكرد منذ العهد الملكي وعبر كل الحكومات الجمهورية المتعاقبة والى غاية احتلال العراق في عام 2003 < وكأنّ الصورة المراد ترويجها أنّ عداءً عرقياً بين العرب والكرد , وأنّ العمليات العسكرية للجيش العراقي لم تكن دفاعيةً حفاظاً على السيادة ووحدة اراضي الوطن .
العلامة ” الواردة في العنوان ” في بطنها ملامة ! وهي فعلاً طامه .! , فتسويغ او مبرر حكومة الأقليم بعدم اعترافها بعيد الجيش العراقي يتقاطع سلباً مع التصريحات الرسمية للمسؤولين الكرد بأنّ قوات البيشمركة هي جزء من منظومة وزارة الدفاع العراقية , وهذا ما مدوّن في الدستور وفي الأتفاقيات المشتركة بين الحكومة العراقية وسلطات الأقليم , فمَن يخالف ويتجاوز على مَنْ .؟ , ثُمّ ولأكثرِ منْ نصفٍ قرنٍ بكثيرٍ وكثيرْ فكم من قادة الفرق العسكرية وأمراء الألوية والأفواج , وبجانب الآخرين من الضباط وضباط الصف والمراتب الأخرى كانوا من القومية الكردية والعاملين في صفوف الجيش العراقي , فعلامَ إجحاف حقوق هؤلاء الضباط والجنود الأبطال وحرمانهم من عيدهم المشرّف .!
ونضيف : لماذا تتجاهل وتتغافل حكومة او قيادة الأقليم لدور الجيش العراقي في تحرير مدن ” حاج عمران و حلبجة و بنجوين ” التي احتلتها القوات الأيرانية في بداية الحرب العراقية – الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , وكم قدّمَ الجيش العراقي من تضحياتٍ في الشهداء والجرحى والأسرى في تحرير تلك المدن , بينما كانت قوات البيشمركة تقف مع الجانب الأيراني في احتلال المدن الكردية , ولم يكن ذلك معنوياً وسياسياً فحسب بل بكلّ معاني التفاصيل القتالية والحربية واللوجستية .. ولا بدّ من إعادة تأكيدٍ لا تتطلّب أيّ تأكيد بأنّ هنالك بوناً بين الدفاع عن وطن والدفاع عن نظام حكمٍ , وينعدم هذا البون في الحروب والمعارك , وكان ينبغي على قادة الحزبين الكرديين الدفاع عن مدن كردستان وعلى الشعب الكردي ” على الأقل ” في تلك الحرب .
لا نودّ ولا نبتغي الإسترسال في تفاصيلٍ وجزئياتٍ تفوق ما ذكرناه في اعلاه , كما لانرغب في الإشارة والتعرّض الى دور قيادتي الحزبين الكرديين في تسهيل احتلال العراق في سنة 2003 ووقوفهم ومساندتهم للقوات الأمريكية , وينسحب ذلك ايضاً في دورهم في حرب عام 1991 , لكننا هنا لسنا بصدد فتح وشقّ جراحٍ شبه ملتئمة ! , وقد انطلقتْ علينا ” مرّةً اخرى ” سهامٌ جديدةٌ من شمال الوطن , وإنّ اصطلاح او تعبير ” شمال الوطن ” مرفوضٌ ومنبوذٌ لدى حكومة الأقليم ولمن خضعوا واستسلموا للتعبئة النفسية المضادّة .!