23 ديسمبر، 2024 4:43 م

سنين الصناعة العجاف

سنين الصناعة العجاف

وانا اكتب السطور ادناه ينتابني شئ من الضجر وقليل من اليأس وان كان مذموماً اذ يخالجني شعور بان لا فائدة من الكلام بعد الكم الهائل المتساقط على رؤسنا من خيبات الامل كما المطر على ليحفر اخاديد دموع بوجوه المحرومين واخرى تجري في ارضنا تنساب فيها التساؤلات دون اجوبة فتلك الانتكاسات لا تنفك ان تلوح بالافق حتى نراها تقاسمنا الطعام والشراب والانفس فمذ ودعنا سنين عجاف وكان يملأنا الامل واللهفة بادية في اعيننا لاستقبال السمان واذا بها العجاف تعود تارة اخرى وتأبى الفراق وما ان يخرج البلد من مطب حتى يقع في آخر، ومن هذه المصائب ما اصاب ملف الصناعة وموظفيها الذي هو من الملفات المحرجة المخزية للدولة اذ تم تعطيل الصناعة وشل حركة عجلتها مما جعل البلد مستورداً لاغلب وابسط احتياجاته فصرنا بلداً مستهلكاً لا يستطيع الاعتماد على ذاته في سد احتياجات سوقه المحلية وحتى احتياجات دوائر الدولة لم يعد ايكالها الى وزارة الصناعة علماً انها قادرة على العمل والانتاج فبتنا نعتمد اعتماداً كاملاً على السوق الخارجي وتبقى مكائن شركاتنا الصناعية تحت ركام التراب والعاملون عليها يعانون العوز بعد انقطاع رواتبهم لعدة شهور تلك الرواتب التي هي اصلاً لا تحقق كل متطلبات حياتهم الاساسية فما هذا والى متى يستمر تعطيل الانتاج الصناعي وما السر الكامن وراء افشال اي مشروع انتاجي وتعطيل الايدي العاملة وهي قادرة على الانتاج، ومن ثم معاملة العاملين على انهم عالة تثقل كاهل ميزانية الدولة، والعجب العجب فكبار المسؤلين ليسوا بعالة ؟ وراتبهم الضخمة لا تشكل عبئاً على الموازنة ؟ وكأنهم متفضلين حين يصرفون بضع دنانير لموظفي الصناعة، أولائك المسؤولون الذين عطلوا اهم عماد تقوم عليه الدولة لا يحلوا لهم اقامة حفلاتهم الا في فنادق الخمس نجوم في بلاد الطبقات الارستقراطية!.

فما بال حكومتنا الموقرة غافلة أو متغافلة عن الصناعة مع ان الجاهل يعلم والعالم بان كل البلدان لا يسعها الاستغناع عن القطاع الصناعي فأزدهار الصناعة في اي بلد يضمن له كمال السيادة والسيطرة على ارضه ولا يقع تحت تهديد البلدان الطامعة التي تسعى لفتح اسواق جديدة على ارضه وتجعله بقرة حلوب تدر لهم خيرات متى شاءوا، ويتعدى الخطر الى ابعد من ذلك فان الدول الموردة تسطيع تهديد الدول المستهلكة لتحقيق غاياتها الساسية، فمن يفسر لنا الانتكاسة الصناعية التي لا نجد لها مبرراً سوى التواطئ من قبل القائمين على امور البلد.

فهل هناك من يستطيع تفسير واقعنا المتنقل بين العجاف والعجاف ؟؟ .