سنوات عجاف يلتحف بهن العراقي المأساة التي طرقت كل باب ,ولم تستثن الحجر والشجر, وقد ألقت عليهم شتى أنواع المعاناة حيث توزع الضيم والقهر والحرمان بالتساوي ,وقد صار لكل عراقي قصة مع الاحتلال. سنوات عجاف حصدن الأمل والبسمة من صفوف رياض الأطفال مرورا بكل المراحل الدراسية إلى نهايات القاعات البحثية في الجامعات العراقية .حصدن الفرح والضحكة من الأطفال والأمهات على السواء, وصرنا لانرى إلا بكاء ونحيبا يلف بيوتات العراقيين وأسواقهم وشوارعهم التي أضحت مزينة باليافطات السوداء حيثما حللت ورحلت ,وهذا الحصاد لم يفرق بين هويات العراقيين ومذاهبهم ومشاربهم بل لعب بهم بمناجله كيفما اتفق, وقذف بهم في أتون نار هي للان لم تنطفئ وقد لاتنطفئ لاسامح الله إن لم يضع السياسيون المتربعون على عرش العراق مصلحة الوطن وسموه ورفعته فوق الأنا والمنصب والشخصنه والسحت الحرام .قد لاتنطفئ إن لم ينتبه العراقيون ويفوتوا على السياسيين ألاعيبهم ومشاريعهم التي لربما في لحظة ما تجعل من العراق قشة في مهب ريح . سنوات عجاف يستذكرهن العراقيون بدمع جارف وأهات لاتنقطع, لفقد الأخ والصديق, والحبيب والابن ,والأب, والزوج والأخت, والأم ,والزوجة, فضلا عن أنهم للان يستظلون بحر الصيف ويلتحفون برد الشتاء حيث أسوء الخدمات في بلدهم حسب كل التقارير الرسمية لمنظمات عالمية واستشراء الفساد في كل مفاصل الدولة ,والكل يدعي حب العراق وهوائه ومائه وسمائه ,ولكن للأسف لم ير العراقيون هذا الحب وقد تحول إلى شعلة من الإخلاص والبناء والهمة والحرص.للأسف لم ير العراقيون غير ما يكدر صفو نهاراتهم ولياليهم وهم الآن عيونهم ترنو صوب السماء شاخصة ألا هل من مجيب؟ ألا هل من منقذ؟الله الله الله (ان بطش ربك لشديد ,انه هو يبدئ ويعيد)