راي متداول بين اصحاب الشان بخصوص دراسة الخطاب الاسلامي وهو التساهل بسند الرواية التاريخية او الدعاء على عكس سند رواية بترتب عليها حكم شرعي .
هذا الراي بحاجة لوقفة ، وحقيقة صدمت عندما ناقشت متبحر ومحقق ودكتور ولربما مجتهد بخصوص محطات من تاريخ زينب عليها السلام ، ومن خلال بحثي عنها لم اجد ما اطمئن له من مصادر تثبت لي سيرتها قبل الطف ، كله كلام ( روزخوني) وبالذات كتاب الطراز المذهب باخبار السيدة زينب ( ناسخ التواريخ) تاليف عباس قلي سبهر ، وكل ما كتبه في طرازه لم يوثق بالمصادر ، وحقيقة هنالك محطات في حياتها قيل عنها طالما لا يترتب عليه حكم فقهي فالتساهل بالسند واعتقد ما تراه صحيحا ، والامة الاسلامية تفرقت بسبب التاريخ اكثر مما بسبب الفقه ، وبسبب التساهل بالسند فقد دست روايات غير صحيحة بين المغالاة وبين المنافاة وهذا بالنتيجة يثير ضغينة من لا يتفق مع هذه الرواية او ذلك الحديث ، فالخلاف المذهبي هو تاريخي قبل ان يكون فقهي ، ونفس الامر يقال عن الادعية التي قيل لا اشكال في التسامح في صحة السند طالما محتوى الدعاء هو التضرع الى الله وهذا لا يمكن ان يكون بهذه السهولة ففي الدعاء تاريخ وفقه والاهم كما ذكرت تاريخ ، ويمكن التمعن جيدا بما في الصحيفة السجادية من ادعية تختصر حقيقة التاريخ الاسلامي زمن الامام السجاد عليه السلام بل حتى فيه تفسير للايات القرانية المختلف عليها، الادعية الخاصة بعاشوراء اثارت جدلا واسعا وياتي التبرير بالتساهل في دراسة السند وهذا في حقيقته يمرر الكثير مما لا صحة له في تاريخ الاسلام وخصوصا تاريخ اهل البيت عليهم السلام .
في مجلة الموسم العدد الرابع سنة 1989 كتب كاتب اسمه كامل البنا مقالا عن زينب عليها السلام فيقول عنها انها المولود الخامس لعلي بن ابي طالب من فاطمة الزهراء حيث ولدت بعد الحسن والحسين وام كلثوم والمحسن ، … تخيلوا ولدت بعد المحسن السقط سنة 11 هجرية ، هذا المقال الذي نشره الدكتور محمد سعيد الطريحي دون تعقيب او حذف بل ان هذه المعلومة ليس فيها مصدر ، هذا ما اطلعنا عليه فكيف بالذي لم نطلع عليه ؟
لاشك التدقيق في سند الرواية التي يترتب عليها حكما شرعيا امر لا يقبل الجدل وهذا لا يعني التساهل في التاريخ .
ودعاء ابي حمزة الثمالى فيه اية قرانية غير صحيحة ذكرها القمي في مفاتيحه نقلا عن مصباح الكفعمي ،ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي : « اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَوَعْدُكَ صِدْقٌ ( وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً ) ». من المعروف أنّه لا توجد آية بهذا النصّ ، إنّما الآية الصحيحة هي : ( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [ النساء : ۳۲ ] ، وياتي من يريد ليبرر هذا الخطا فيشطر الاية نصفين ويلحق كل نصف باية ، لماذا لم تغير الاية وتضع الصحيحة ؟ كما فعل ذلك من طبع الكتاب بنسخته الجديدة . وماذا يعني ان اخطا الكفعمي في ذلك انه بشر ويبقى عالما جليلا له مكانته في المجتمع الاسلامي وله تراثه القيم وهذا لا يقلل من شانه اطلاقا ، الم يسال احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام وعمره تجاوز الاربعين عن كيفية الصلاة الصحيحة وهو من رجال الامام الصادق في نقل الرواية ، فهل هذا اقلال من شانه ؟ بل العكس هذا يدل على علو شانه وخوفه على دينه، فكيف بالذي يخالف الله عز وجل ويصر على جحوده وهو على فراش الموت .
التاريخ هو من فرق الامة ، وهنالك محطات في التاريخ لا تستحق الجدل لان ما يترتب عليها لا يؤثر على المجتمع ، فان وصلت سفينة نوح عليه السلام الى الكوفة او المدينة المنورة لا يترتب عليها اثر جسيم.