18 ديسمبر، 2024 7:06 م

في الستينيات من القرن الماضي افتتح مطعم للوجبات السريعة قرب سينما بغداد بمنطقة العلاوي أسمه (سندويش دجاج )، رواد هذه المنطقة من الكادحين واصحاب الدخل المحدود من كل المحافظات وخصوصا اذا علمنا انها قريبة لكراج العلاوي .

الدجاج في ذلك الزمان لايأكله الا الميسورين من ابناء بغداد ، لذلك هذا المطعم احدث ضجة في المنطقة وخصوصا ان سعر السندويش هو ١٠ فلوس .

جاء للمطعم شاب واراد ان يتذوق طعم الدجاج ، اشترى سندويش واحد وراح يقضمه بكل هدوء لعله يتذوق طعم الدجاج ولكن عبثاً ، لم يتذوق سوى الخضروات والطماطم ، قرر أن يشتري سندويش أخر ليعرف ماهي مشكلة السندويش الاول راح يأكل السندويش بسرعة هذه المرة لعل الدجاج يحب السرعة وايضا لم يتذوق سوى الكرفس والنعناع والطماطم ، عندها قرر ان يتحدث مع صاحب المطعم عن الدجاج المزعوم ، قال له صاحب المطعم ، ان المطعم اسمه (سندويش دجاج) مجرد اسم فقط والسندويش فيه الخضروات والطماطة وليس فيه دجاج ، ضرب له مثل علبة سكاير الكريفن ابو البزون عندما تفتحها هل تجد فيها بزون ! حينها التزم الشاب الصمت .

امريكا جاءت لنا عام ٢٠٠٣ بوجباتها السريعة وهذه المرة سندويش ديمقراطية وخلال ١٧ سنة لم نتذوق طعم الديمقراطية الحقة ، الديمقراطية معناها حكم الشعب لنفسه وهذا لم يتحقق ، امريكا التي استعمرت نصف العالم منذ نشأتها وسلبت خيرات الشعوب وتدخلت بكل صغيرة وكبيرة ، نحن صدقنا اننا سنتذوق الديمقراطية المطبوخة على الطريقة الامريكية .
صحيح لدينا برلمان منتخب ولكن بأنتخابات مزورة صحيح لدينا احزاب وتيارات حاكمة لكن غالبيتها مرتع للفساد حيث تختفي الميزانية حين الاعلان عنها ويتم توزيعها بين الفرقاء ، صحيح لدينا حرية الرأي ولكن كل من نطق بالرأي يقتل او يعتقل ، متى كانت امريكا تهتم للديمقراطية وتعيرها اهمية ، هي من تعتدي على الشعوب وتحتلها والامثلة كثيرة كمبوديا وفيتنام وكوبا ودول اخرى لامجال لذكرها هنا .
سندويش الديمقراطية الامريكي فيه حرب طائفية وفساد وتفجيرات والجريمة المنظمة والمخدرات وتردي الخدمات وتدني الصحة والتعليم ودمار الاقتصاد وفيه كل فايروسات العالم المؤذية ، امريكا جائحة يجب الوقاية منها .
الفرق بين سندويش دجاج وسندويش الديمقراطية الامريكية الاول فيه خضار وطماطة والثاني فيه تبْن لاغير .