دقت الأجراس دقاتها الأخيرة تنذر برحيل ضيف عزيز واستقبال عام أخر يقرع أبوابنا عسى إن يحمل لنا في جعبته الكثير لأهل ذي قار الموشحون بالحزن دوما رفاق الدمعة والمراثي والتوابيت .وبقدر من إننا كنا ولإنزال قرابين لهذا الوطن فإننا اليوم على أعتاب عام جديد نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً نتمنى أن يكون جميلاً رائعاً يشع نورا والقا على العالم اجمع ، مملوءاً بالحب الذي يفرح القلوب ويغدق عليها النشوة والسعادة حاملا معه المسرات التي تلوح ببريق الأمل وتنسينا ولو لسويعة حرقة الفراق وفقدان عزيز .
ورغم انه لاتوجد كنائس في ذي قار إلا إننا نبتهل
ان المجد لله وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. وان يحظى الإخوة المسيحيين بلم الشمل والعودة إلى مدنهم وان يكون
شعبنا العراقي بخير، وذي قار بخير ، ،خصوصا و أننا هذه الأيام نحتفل بعيدين عزيزين علينا جميعاً هما المولد النبوي وعيد ميلاد السيد المسيح لأنهما يحملان معهما مظاهر البهجة والفرح، ولاشك أن الاحتفالات قد جاءت هذا العام بمغزى مهماً لأنها تجيء بعد البدء بإصلاحات حكومية وعودة العراق إلى وضعه المتميز إقليميا ودوليا وبعد سنوات عجاف من المعاناة عاشها العراقيون بحربهم ضد داعش وقوى الشر والظلام ، وكانت ولاتزال محاولات الظلاميين لتخريب الوطن مستمرة، ومازالت محاولاتهم لإرهاب الشعب وارتكاب جرائم الفرقة والتمييز مستمرة.
ولكن على الجانب الآخر فإن الشعب العراقي بدأ يستعيد روحه المعهودة وطبيعته التي تميل إلى الفرح والبساطة والبهجة و تجلت في أبهى صورها في كل مكان من ارض العراق وذي قار خاصة
فقد امتلأت أكياس المتبضعين في شارع ألحبوبي بلوازم الفرح وأشجار الميلاد وأنواع الزهور والمصابيح .
نعم لقد رحل عام 2014 بلا رجعة ولا مأسوف عليه ولا علي أيامه المؤلمة الحزينة ولا على ما حدث فيه من كوارث وأحداث مؤسفة.. رحل بعد أن تجرعنا فيه الوجيعة والفرقة والخلافات والانقسام و سالت فيه دماء بريئة .لأبناء أبرياء.. عام تعمقت فيه الهموم والخوف والأحزان وأصبحت حبيسة في صدورنا..
.
إن مظاهر الاحتفال لا تحدث إلا في الشعوب الحية النابذة للتطرف والتشدد والغلو ، وان الاحتفال وبهذه الصورة اللافتة للنظر والمصحوبة بالأمل وبالرغبة في الحياة في مواجهة محاولات الظلام والفتاوى التي يطلقها أدعياء الدين والتي تبث هنا وهناك ضد الفرح وضد الاحتفال، تؤكد أن الشعب العراقي يقف مع الفرح والحياة، وضد محاولات بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، فلقد نشأنا مسلمين ومسيحيين أصدقاء وجيران وأشقاء في الوطن، ولن يتغير هذا أبدا مهما حاول المتآمرون التفرقة بيننا،
ونطوي صفحة ونفتح صفحة جديدة وكلنا أمل و اشتياق لنخطّ فيها الضحكات والفرح والسعادة والطاعات وبلوغ أقصى درجات الرضا عن الذاتْ وحب الإنسان والوطن .