23 ديسمبر، 2024 4:47 م

سنجّار ايها الصديق افتنا بما يفعله المسلمون ؟

سنجّار ايها الصديق افتنا بما يفعله المسلمون ؟

قال له بني لا تركب رأسك تعال واصعد السفينة فان الغرق نازل بنا جميعا ! قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء ؟ قال لا عاصم اليوم من امر الله . هكذا يخبرنا القران عن قصة العناد وقصة الايمان والعقيدة قصة ابن نوح واستعصامه بالجبل ..الجبل هو القوة والعلو والسمو والارتفاع وهو القادر الوحيد على انجاد ابن نوح كما يظن هو نفسه ولكن عندما اوى اليه واستعصم به سلمه بلا خجل ولا تردد للطوفان,,اما جبل سنجار فقد اوى آلاف العوائل والأطفال الهائمة على وجوهها التي لم تركب في سفينة داعش التي اخذت من كل زوجين اثنين التطرف والإرهاب الموت والدمار التهجير والنكاح الذبح والصلب ..هذه السفينة وطوال فترة تصنيعها في حدود العراق وفي الرقة في سوريا صعد بها الكثيرون خوفا من المجهول ربما كان الايزيديون يرونها ولكنهم لم يفكروا في صعودها !ل انهم يفكرون كما فكر ابن نوح من قبل انهم سيأوون الى جبل يعصمهم من امر داعش ..وقد استجاب لهم الجبل ولم يندك ولم يهن بل آواهم واحتضنهم وتمنى لو ان الله اذن له ليقذف الدواعش بصخور عملاقة ليفنيهم عن بكرة ابيهم ,, وعند قمة الجبل تسائل الايزيديون اين الرحمة والسلام في دين الاسلام ! اين وصية نبيهم في اهل الذمة الم يقل من اذى ذميا فقد اذاني اين وصية ربهم وربنا في قوله انما خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ؟ وليس لتتقاتلوا اين الاسلام والرحمة من كل ما يجري اين الفقهاء والمنظرون والأمناء على دين الله هل يصح قتل الاخر لأنه لم يصعد سفينة داعش هل يصح قتل الاخر لأنه ليس مسلم وكيف يمكن ان يقتنع الاخر بالإسلام وهو يرى وجوهٌ مكفهرة قذرة تجمع كل بلاهات الصحراء وكل قذارات النفس الامارة بالسوء و تدعوه للإيمان ؟ الايمان بماذا بالذبح ام بالصلخ بالتهجير ام بالتكفير ,,دين الله الذي كان جبلا يوم جاء به محمد اصبح اليوم وادي مظلم يهلك من دخله وينفر الناس منه انه اليوم مريض ومصاب بإمراض معدية وخطيرة لم تتلقى علاجا كافيا ولقاحا فكريا ضد شلل المعرفة ولم يتلقى حصانة فكرية لائقة ومتينة تجعله يقف على قدميه لكي يمنح ابناءه القوة والصحة والعافية لان العقل السليم في الجسم السليم كما يقولون ,,تُرى من الذي امرض الاسلام وجعله معديا ينتشر فيه العنف انتشار النار في الهشيم؟ سوف يقول الجميع ان الاسلام لا علاقة له وإنما المسلمون هم السبب ؟ وهذا النغمة يرددها الكثير من حيث يعلمون او لا يعلمون ,,في الحقيقة ان هناك طرف ثالث لا هو الاسلام ولا المسلمون كأشخاص انما الطرف الثالث هو الفقهاء ؟ كما يقول الباحث مختار الاسدي فهؤلاء الفقهاء هم الذين اسسوا التطرف وإلغاء الاخر وتكفيره وقتله من خلال بث فتاوى تعتمد على فهم سطحي للآيات القرآنية والأحاديث النبوية,,نعود لنقول كيف للناس ان تؤمن بالإسلام وهو يقدم عرض مسرحي حقيقي عملاق تقطع فيه الرؤوس وتؤكل فيه القلوب في مشاهد يندى لها جبين الانسانية ويطرق امامها خجلا كل مسلم حر يؤمن بالحرية والسلام والعيش المشترك مع الاخر المختلف تحت سقف واحد اسمه الوطن يضم كل الطوائف والمذاهب ولتكن اقاليم او فدراليات او اي شيء اخر يعيد للإنسان العراقي الشعور بوجوده ويجعله ينتمي لوطنه و يكف عن جلد ذاته بسبب ما يراه من دمار يلحق بالأبرياء من الايزيديين والمسيح والتركمان والأقليات الاخرى في شمال العراق والمفخخات التي لم تفارق يوما ابناء الشيعة منذ عام 2003 والى كتابة هذه السطور على ايدي دواعش الاسلام الدواجن التي فقست وترعرعت واشتد عودها بفضل الرعاية الفقهية الضالة والمباركة الامريكية والمصالح الاقليمية.

*[email protected]