لم تمض سنة 2014 يسيرة على العراقيين، بعضهم يتذكرها بألم، وآخرون يتمنون رحيلها ليتخلصوا من نحسها، وماجلبته لهم من ذكريات وصور مؤلمة تفنن بتوزيعها بيننا باتقان محترفو الموت والدمار… لم يبقوا للامنيات من متسع عدا الفوز ببضع امان واستقرار وفسحة انفاس بلا اوجاع …لاشيء غير ذلك..
الله يساعدكم… لك الله ياعراق .. تاتينا الدعوات من الخارج لتنذرنا بما هو اصعب وتستعجلنا الرحيل… فكل الاخبار تأتي عاجلة وكل الارقام تزيد من اوجاعنا… هنالك انفجار واحتلال ودمار وفي عقر الدار هناك سبايا ونساء على لائحة الانتحار.. وتبريرات ونزاعات السياسيون عندنا تنذر بمزيد من الاخطار..
بجهد بالغ تحاول صديقة لي الاحتفاء بمقدم العام الجديد، واطفالها من حولها ينتظرون دورهم لزيارة الاسواق وشراء الهدايا .. لكنها تتذكر مأساة من فارق دياره من نازحي البلاد فتقف عن حافة البيت وتقرر انهاء احتفالها.. برغم ان هناك ممن صمم على الاحتفاء تحدياً لكل الظروف، وعلق المناشير الحمراء ومستلزمات الزينة على واجهة بيته في رد بسيط لثقافة الموت التي يحاول العدو اشاعتها في النفوس..
في مراجعة بسيطة لشريط احداث عام 2014 من وجهة نظر امرأة عراقية تعيش الميدان اليومي في الشارع والعمل وتلمح تغييرات معالم الوجوه في البيت بعد كل نشرة اخبار تعلن سيطرة (داعش) على جزء ما في ارض بلدي ..ومحاصرتها لاحدى القرى وسبيها النساء والاطفال وترويعهم وقتل ازواجهن وابائهن على الهوية، اقول مازلنا نعاني حتى من اطلاق كلمة آه بعد كل جنازة.. مازال في قلوبنا غصة وحرائر العراق بلا مناصر.. وقضية الوطن حتى اليوم على المنابر تخضع للمتاجرة… وتساؤلات تدور في المخيلة .. هل من مزيد..
كيف للابداع ان ينسج خيوطه في بلد على حافة الهاوية؟ وكل مانحاول طمأنته في النفس والامساك به يهده الاخرون بلا رحمة ..
ماذا في احداث عام 2014 مايمكن ان يفرحنا؟ ان يصبغ ايامنا باللون الوردي مثلما تقول الاغنيات، فكل المؤتمرات النسوية المطالبة بالحريات وانهاء العنف تاتينا بذات الخطابات كل عام،حتى الخطاطون اعتادوا كتابة ذات العبارات.. وتبقى الجلسات مفتوحة على امل اصدار التوصيات.. ولا توصيات تجد صداها ولا اذان تحولها لافعال وقوانين .. نساء العراق
وحدهن قادرات على التغيير فيما لو اتحدن وجمعن اصواتهن على اعلان مأساتهن.. فالحريات تحتاج الشجاعة والعلن كي تكون متاحة.
ماذا بعد ياوطني في عام 2014 من امنيات لم تتحقق؟ وهل هناك امنيات اكثر من ايام بلا خوف او تهجير.. اكثر من ضحكات اطفال بلا ترويع .. ونساء بلا نحيب وشباب بلا بطالة وفتاة بلا عنف وجدران تحميك المطر وقبلها كلها جيش قوي يساندك وقت الخطر..
لك الله يابلدي وعزائنا فيك ان ارواحنا نسجت من ترابك .. وانفاس روحك تجري في عروقنا .. لاخيار لنا الا البقاء عسى ان تتحقق الامنيات..