5 نوفمبر، 2024 5:01 م
Search
Close this search box.

سنة العراق وسيناريو التقسيم  

سنة العراق وسيناريو التقسيم  

امتازت النخبة السياسية المتصدية عن المكون السني بعدم رضاها على نظام الحكم بعد التغيير ، ليس لانه غير عادل او غير كفوء كما يدعي البعض ، وانما النظام الحالي سلبهم السلطة والسيطرة والنفوذ ، قاتلوا الاحتلال ليس لانه احتلال ، وانما قاتلوه لانه سبب تغيير موازين القوى ، فكانت مواقفهم معارضة منذ بداية التغيير لكل الخطوات ، وقفوا بالضد من مجلس الحكم ، رفضوا الدستور ، شككوا بنتائج الانتخابات المتتالية رغم مشاركتهم ورقابتهم ، وحتى بعد مشاركتهم كانت اعاقة الحكومة ابرز ما تميز به سلوكهم وخطابهم الطائفي 
التقسيم كان احد السيناريوهات التي طرحتها النخبة السياسية السنية بعد دخول داعش ، بعدما رفضوا دور الحشد الشعبي في تحرير محافظاتهم التي سقطت بيد داعش ، خيارات التقسيم تنحصر بين ثلاث خيارات ، تختلف من حيث درجة الاندفاع ، وتنفيذ الاجندات ، الخيار الاول ان تستقل المحافظات السنية وتمتزج بإحدى الدول المجاورة لها ( السعودية ، الاْردن ، سوريا ) ، وهذا صعب مستصعب لعدة أسباب ، ان العراقي بغض النظر عن طائفته يعتقد انه اكثر رقياً ومكانة وحضارة من دول الجوار ، وهو ما يمنعه من ان يكون تابعاً لها ، وحتى النخبة السياسية السنية قد تتعامل مع السعودية ، لانها تستفيد الدعم والمال منها ، وكذا الاْردن التي كانت تعيش على مساعدات النظام البعثي ، اما سوريا فكانت الأقرب كونها تحمل الشعار القومي ، وكذلك وجود حزب البعث فيها ، كل ذلك كان قبل بداية المعارك في سوريا ، وتصاعد الأزمة السورية مما قوض هذا الخيار وجعل خيار اندماجهم غير ممكن الخيار الثاني وهو خيار الاستقلال عن الجميع ، بما فيهم العراق ودوّل الجوار ، وهو خيار كان ولا يزال خياراً سيئاً بكل المقاييس ، اي دولة ضعيفة وفقيرة ، نظراً لفقدان اغلب مقومات الدولة في ذلك ، حيث تعاني المحافظات الغربية من شحة في الموارد ، اضافة الى عدم أطلالها على اي منفذ بحري ، مما يعني انها ستكون مرهونة بيد الدول المجاورة ، حيث انها تتصف بكبر المساحة التي تمتاز بالصحراوية التي لا تصلح ولا تُستصلح ، كون اغلب عقول هذه المحافظات هي عقول عسكرية وليست علمية ، نظراً لطبيعة وثقافة وتنشئة ابناء هذه المحافظات ، وعدم وجود نخبة سياسية يعتمد عليها ، اذ التجربة اثبتت عدم انتمائها لهذه الارض ولا الجمهور ، حيث تركت الجماهير بين ليلة وضحاها بيد الاٍرهاب والتكفير ، وهرعت الى الدوحة وعمان ! 
الخيار الثالث هو خيار الاقليم ضمن العراق الواحد الموحد ، وهو أفضل الخيارات بالنسبة للجماهير السنية التي عانت الامرين بسبب نخبتها ، وكذلك سيساهم بفضح هذه النخبة ، كونها ستكون مسؤول عن ادارة هذا الاقليم ، وستتحمل المسؤولية امام جماهيرها ، مما يضمن التعايش السلمي في العراق الفدرالي ، بعد ان تمهد لذلك تسوية شاملة تّعرف الجميع مالهم وما عليهم ، وتعترف بحكم الاغلبية مع الحفاظ على حقوق الأقليات ، وتجنبنا صراع الدويلات التي تولد جراء التقسيم ، بسبب المناطق المتنازع عليها ، وما سينفق على هذا الاقليم من أموال ، لن يشكل قطرة في بحر من الأموال التي ستنفق على الصراع مع هذه الدويلة المدفوعة من دول الجوار !

أحدث المقالات

أحدث المقالات