22 نوفمبر، 2024 11:53 م
Search
Close this search box.

سنة العراق والخيارات القادمة

سنة العراق والخيارات القادمة

أكثر من أربعة أشهر مضت على الاعتصامات وقوة الحراك السلمي في العراق آن الأوان أن نشغل أنفسنا بالسؤال هل أستيقظ العرب السنة فمليونية الخيارات المفتوحة التي شهد تها المحافظات المنتفضة الست تصعيد جديد ضد سياسة المالكي جاءت بعد حرق المطالب ,
وحقيقة الأمر أن العرب السنة أمامهم أكثر من خيار على الطاولة لمواجهة الأزمة الحالية إما الحرب او رحيل المالكي التقسيم او الأقاليم او فك الاعتصامات وهذا مستحيل ,فكل المعطيات والقراءات لمشهد الحراك توحي لأي محلل محايد أن الإقليم بات أمرا ضروريا ملحا وهذا الخيار بدأ يتبلور شيئا فشيئا خصوصا بعد مجزرة الحويجة بالرغم من كثرة المعارضين ,نظرة على مايجري على الساحة العراقية فإن الصراع الدائر بين سنة العراق وحكومة المالكي منذ سنوات يشبه الصراع بين ملاكمين ,احدهما شاب قوي ذو معنويات عالية والآخر كهل مهدود القوى والمعنويات يقتات على أفكار قديمة غير واع بعوامل الخطر القادم والتعرية بعوامل زمنية على جسده وقوته وإمكاناته نعم الملاكمان في الظاهر يتعاركان ويسجلان نقاطا لصالحهما ,لكن الأغلبية الساحقة للمتابعين للشأن العراقي تتوقع ضربة خطافية قاضية في أي لحظة ينهار فيها الملاكم الكهل فجأة من يراقب الأحداث يلاحظ قوة لكمات التي يوجهها المالكي ويتلقاها هذا الكهل السني الضعيف وتشكيل الصحوات مؤخرا في الأنبار إضافة إلى الحملة الإعلامية الكبيرة التي استهدفت ساحة الاعتصام حيث تم تسريب أخبار كاذبة أن بعض العشائر قد انسحب من الميدان على خلفية مقتل الجنود الخمسة والأبرز هو اتفاق سري لفظ الاعتصام او نقله إلى مكان آخر وأن جمعة الخيارات المفتوحة هي المحطة الأخيرة لهذا الحراك فتفجير هذه القنابل الإعلامية كانت حقا لكمة خطافية ضاربة لكنها لم تكن القاضية ,فسرعان ما نهض الملاكم الكحل مستجمعا كل قواه للهجوم ,ويستمر الصراع والخطافية القاضية تنتظر اللحظة المناسبة لينهار كل شيء او احدهما ,
الملف الطائفي وطريقة حكم المالكي للعراق بعد رحيل القوات الأميركية هو ما يجب أن نوجه له كامل العناية هذه الأيام ,فأحد السيناريوهات المتوقعة إذا ظل المالكي حاكما هو تقسيم العراق تقسيما طائفيا وعرقيا فهو من يضغط الآن على العرب السنة ويدفع بهم دفعا إلى الأقاليم وحكم نفسهم بأنفسهم
وهنا السؤال الذي بدأ يطرحه السنة في العراق من مثقفين وغيرهم ورجال عشائر ودين معتصمين هم شاهدوا قبل أيام كيف استقبل المالكي القيادات الكردية بهذه الحفاوة والاحترام والتقدير ,بالتأكيد هم يسألون ما الفرق بين الكردي والسني ولكنهم أدركوا أن هنالك من يتاجر بهم من برلمانيين و شخصيات سنية قيادية مع الأسف بعد ما أصبحوا عبيدا للمالكي يبيعون ويشترون بقضيتهم في وضح النهار يقول بألسنتهم ماليس في قلوبهم
يريدون أن يجعلوكم أذلة صاغرين وأنا لا اعيب على الرجل المالكي وطريقة تعامله معكم أتعرفون لماذا يا سنة العراق لان الرجل لا يرى فيكم إلا خنوعا وتقاسما والهث وراء الدولار بينكم على مصالح لا تغني ولا تسمن من جوع وعدم قوة لإجباره على تحقيق مطالبكم كما فعل الأكراد وتحية مني إلى حكومة كردستان والقيادات الكردية ,
أعتقد أن الزمان لن يعود إلى الوراء بكل مأساته وجبروته المتسلط على رقاب السنة والسؤال لماذا لا يربد هؤلاء سواء كان المالكي او بعض من المتآمرين ضد السنة تحت جناحه السير في خيار الإقليم لمواجهات التحديات وعودة السنة لينهضوا مجددا ,لماذا الاستمرار في سياسة مشاريع إقليمية مكلفة في العراق ما الذي يصبو إليه المخططون الرافضون المرجفون الذين يصدرون أفكارا أن في الإقليم تقسيما وخطرا قادم لماذا هذا الهجوم لفكرة الأقاليم وحكم السنة بأيديهم بعيدا عن المواجهة التي أن حصلت سوف تحرق أرض الرافدين من شماله إلى جنوبه وحين ذاك نقرأ على العراق السلام .
التبرير الوحيد أنتا أمام أشخاص من المدرسة القديمة ,تؤمن بالأفكار الوطن والوطنية و الحكم الواحد والشخص الأوحد بالقرار وليذهب الآخرين إلى الجحيم لتنفيذ أجندة إجرامية وخارجية مريضة لا تريد للعراق الاستقرار والازدهار ,بالتالي أهل المحافظات الست المنتفضة هم يقررون مصيرهم القادم بعد الذهاب إلى الاستفتاء الشعبي والعل الحديث في هذا الباب تطول فصوله وتتعدد سيناريوهاته لكثرة التحليلات والخوف من إنشاء الإقليم إلا أن المغيب عن الرأي العام في القضية من الداخل وحجم الأزمة وتداعياتها على أن الخاسر الأول والأخير في كل هذه الأحداث هم السنة ,
وأخيرا أن الخيار القادم لكم ياسنة ضمن إقليم إداري خطوة جبارة تسعى إلى البناء والحفاظ على العراق من الهدم والتخريب وإعادة الحقوق وتجنيب البلاد والعباد حربا ضروس لا رابح فيها إلا المالكي والمنتفعين من حوله .

أحدث المقالات