11 أبريل، 2024 8:17 ص
Search
Close this search box.

سنة العراق : لاتلوموا الشيعة لوموا انفسكم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل الذي يجري منذ سنوات لاهل السنة الجماعة في العراق من ظلم وتهميش واقصاء هو من فعل انفسهم وفعل تلك القيادات السنية التي تعاقبت وتسلطت على رقاب هذا المكون الرئيسي في بلاد الرافدين وهذا ليس افتراءً واتهاما لاحد لا انما هي الحقيقة المرّه التي لابد من الاعتراف بها و تسليط الضوء عليها خصوصا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق وما يتعرض له سنة العراق من جراء صنيع تلك القيادات ,واليوم عندما يوجّه اي شخص سؤالا للحكومة العراقية وقد وجّه هذا السؤال مرارا وتكرارا للحكام الشيعة لماذا هذا الاقصاء والتهميش بحق السنة خصوصا بين مؤسسات الدولة وتحديدا الوزرات الامنية المهمة فسرعان ما تسمع الجواب بان السنة هم انفسهم من قاطع الحكومة اول مرة والحق اقول الحكومة صادقة بما تقول
عندما احتل الامريكان العراق نهض السنة لمقاتلتهم وتكونت آنذاك فصائل المقاومة العراقية مع الجماعات المسلحة الاخرى والتي ضمّت بين صفوفها شخصيات كبيرة من عسكريين ومدنيين واكاديميين ورجال دين والهدف اخراج المحتل الذي اعتبره سنة العراق واجبا شرعيا واخلاقيا وهذا قانون الحياة اي بلد يحتل لابد من قتاله واخراجه وهذا الذي فعله سنة العراق من هنا دخلوا في دوامة مع القوات الامريكية ونتائجها كانت باهظة الثمن وضريبة قاسية دفعها اهل السنة فسجون بوكا وابو غريب والفلوجة كانت شاهدة مازالت شاهدة
بينما كان السنة منشغلين بالاقتتال كانت الولايات المتحدة الامريكية تأسس لابناء الدولة العراقية الجديدة لكنها دولة خالية من السنة طبعا بارادة سنية حين ذاك تقدم الشيعة بكل ثقة لمساندة الامريكان وجوهر هذه المساندة هي قصة المظلومية الراسخة في عقول الشيعة من الظلم والتميش الذي تعرض له شيعة العراق ايام حكم صدام حسين حكم لم يفرق بين سني وشيعي الا بالولاء نظام لايعرف الا شيئا واحدا فقط ممنوع الاقتراب من كرسي السلطة لكن الشيعة بذكاءهم استغلوا الفرصة وعلى هذا الاساس أسست الدولة العراقية والسنة لازالوا آنذاك في مواجهة مع الامريكان ولم يدرك العرب السنة ماذا بعد مقاتلة المحتل والسنة ينظر اليهم دائما على انهم بعثيون ارهابيون قاعديون ويجب القضاء عليهم
في تلك المرحلة كان السنة محرما عليهم الدخول في سلك الجيش والشرطة والاجهزة الامنية كافة واذكرجيدا تلك الايام الصعبة كان كل سني تعلم به الجماعات المسلحة يعمل مع الحكومة يقتل مباشرة وقصة رفض مسودة الدستور وتحريض السنة الى عدم الذهاب للمشاركة بالانتخابات والسبب فيها هم الاسلاميون قادة السنة في تلك الحقبة من خلال الفتاوى التي كان تصدر بين الفينة والاخرى عبر المنابر والبيانات التي كانت تحرم العمل مع الحكومة ولااعرف هل تلك القيادات كانت على علم بعواقب ماسوف يحصل بعد سنوات لهذه الطائفة التي ثمثل الاغلبية بين الطوائف العراقية ام ان المخطط الجديد المرسوم لولادة الحكومة الجديدة امنعوا السنة من المشاركة فعلا حصل مالم يكن متوقعا بالحسبان الفراغ الذي تركه اهل السنة آنذاك كان بقرار من هؤلاء المهرولين السنة خلف الاجندات الخارجية من حيث يعلمون او لايعلمون بالاضافة الى فتاويهم التي ادخلت العرب السنة في غياهب السجون بحجّة هذا محتل والحكومة من صنعه نقول نعم هذا صحيح ونحن معكم في قسم منه فتاوى كانت مكاسبها ان المقابر ملئت بجثث السنة فتاوى جعلت ذلك السني صاحب الكرامة الشهم بعدما جعلت منه عبدا ذليلا يتوارى من شدّة الذل والهوان وبعد فوات الاوان افتهم السنة اللعبة جيدا ودخلوا مع الحكومة لانقاذ مايمكن انقاذه لكن لدخولهم هذا ثمن لابد من ان يدفع والمشكلة ليس بالدخول المتأخر انما المشكلة الحقيقية هو باولئك القادة من السياسيين الفاشلين السنة الذين لم يتعلموا الدرس جيدا لينضهوا بمجتمعهم السني انما دخولهم زاد من الطين بله لاهل السنة ” كما يقال” من خلال ممارساتهم الفكرية القديمة وعدهم ايمانهم الحقيقي بقضيتهم على عكس قادة الشيعة والكراد فالكل يعمل لطائفته وقوميته بوضوح وصراحة مثلا المالكي ذات مرة خرج علينا بتصريح بصورة علينة ووضوح عبر احدى الصحف العالمية بقوله انا شيعي اولا وانا من اشد المعجبين به وبتصريحه وصراحته بالرغم من الخصومة والمآخذ عليه وفشله الذريع بقيادة العراق الى برّ الامان وعلى المالكي ان يحترم وجهت نظري كمعارض له والكلام موجّه الى قادة السنة هو يمثل رئيس وزراء العراق بمعنى ان الرجل رئيسا وابا لكل العراقيين من المفترض ان يقول انا عراقي اولا الاانه يفتخر بشيعيته ويفتخر بطائفته
ولم اجد حتى هذه اللحظة كوني انحدر من قبيلة عربية سنية وقريب من هذا القيادات السنية ومتابعا للمشهد السياسي العراقي منذ سنوات واراقب ايضا عمل القادة السياسيين والحقيقة لم اجد من بين تلك القيادات قائدا سنيا واحدا يعمل بشكل انحيازي ويجهر بسنيته بصورة علنية عبر الاعلام العالمي او المحلي حتى مع نفسه ويتكلم بثقة مثل ما تكلم المالكي ولا اريد من القارئ الكريم ان يفهم من الكلام انه يندرج تحت عنوان المدح لتلك القيادات من اهل السنة لا انما اغلب هؤلاء القادة لايزالون مختلفين نامين وفي حلم وردي ولااعرف متى يستيقظون من هذا الحلم و من هذا السبات العميق همهم الاول الاخير مصلحتهم السياسية مناصبهم مكاسبهم الدنيوية وليذهب سنة الى الجهيم مايحصل الآن لسنة العراق يذكرني بالمقولة
العربية المشهورة ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال ، والتي قالتها عائشة ام ابو عبدالله الصغير لاخر ملوك غرناطة قبل ان تسقط نهائيا في يد فرديناند وينهي حكم المسلمين فيها، هي مقولة موجهه اليوم بصورة مباشرة الى كل قادة السنة واعضاء مجلس النواب على ضياع اهل السنة والجماعة في العراق  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب