18 ديسمبر، 2024 8:51 م

سنة العراق .. بلا مرجعية

سنة العراق .. بلا مرجعية

جاهل , من يظن أن بعض السياسيين المتصدرين للمشهد السياسي الحالي , على أنهم مرجعية للسنة العراقيين , فهو واهم وواهن , ولا يفقه من دينه شئ .. علماء سنة العراق في الداخل والخارج كثيرون , وأكاديميون في البحث والدراسة , وأفضل من الشيعة العرب في هذا المجال , ألا أنهم لم يتمكنوا حتى يومنا هذا , من إيجاد مرجع أو صمام أمان , يعودون اليه في أمور الدين والدنيا , وبه يستعينون في تقويم مشكلاتهم الايدلوجية المبعثرة , وتوحيد الخطاب والمواقف المتشرذمة .. وعلى الرغم من وجود الحزب الاسلامي ( جماعة الاخوان المسلمين في العراق ) القديم في التأسيس , والذي يضم شخصيات دينية عريقة في الدعوة والبحث والافتاء , ألا أننا لم نجد في أدبياته ومنشوراته , قد طرح فكرة إقامة مرجعية للسنة العراقيين , على غرار مشيخة الازهر في مصر , أو هيئة كبار العلماء في السعودية , أو المجامع الفقهية في دول عربية أخرى ..
سياسيو السنة في عراق ما بعد التغيير , هم أنفسهم لا يرغبون بالخضوع الى مؤسسة جامعة , تضم أحزابهم المتصارعة وعشائرهم المتناحرة , ويفضلون البقاء على ما هو عليه , ويعتقدون أن بوجود المرجعية , قد تكون منافسة لهم في طموحاتهم ومشاريعهم , ولان جميع الاحزاب السنية , إسلامية كانت أم علمانية , تظن نفسها , من يمثل السنة العرب في العراق , وصارت تتحدث بلسانهم وتقيم المؤتمرات والحوارات في الدول التي تحتضن هؤلاء السياسيين وتمولهم , من أجل زعزعة الوضع السياسي العراقي , وخلق الفتنة حتى بين صفوف سنة العراق أنفسهم ..
الوضع السياسي في المنطقة , يؤثر بشكل واضح على سنة السلطة في العراق .. وخروج أحمد المساري ( جبهة قطر ) من رئاسة كتلة تحالف القوى النيابية , خير دليل على أن ( جبهة السعودية ) أكثر فاعلية من الذين ينتمون الى قطر , وحسب تمويل هذه الدول ونشاط مخابراتها , اضافة الى أن بعض الاحزاب الصغيرة , المشاركة في إتحاد القوى , صاروا يمكرون لكل أعضاء الحزب الاسلامي , ويستثمرون الازمة مع قطر , لصعودهم سلم السلطة وتحقيق مكاسب وغنائم ..
وقد يتفاجئ سياسيو سنة العراق , المنبطحين الى مخابرات قطر والسعودية والاردن وتركيا , بعزوف الاكثرية من ناخبيهم , المشاركة في الانتخابات القادمة , لان الذين صعدوا على أكتافهم , وتسلقوا منصات الفتنة ومنابر الخيانة والغدر , قد خذلوهم في وقت الشدة , وتركوهم لقمة سائغة تتلذذ بهم داعش وتفتك بالناس الابرياء , وما زال الكثير منهم يقبعون في المخيمات والهياكل ..
ومن أجل ذلك , على سنة العراق , التمسك بكل قوة بالاصوات المعتدلة في الساحة العراقية , التي تنبذ التطرف والانحراف , والداعية الى الوحدة والتكاتف , وتفعيل دور المجمع الفقهي العراقي , الذي يضم خيرة الباحثين في الافتاء والدعوة , وعدم الانجرار الى الفتاوى التكفيرية التي تريد ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج العراقي , وتقسيم البلد الى مجموعات