23 ديسمبر، 2024 1:15 ص

سنةُ العِراقِ .. بيْن ساسةِ طائِفيّون وأجندات خارِجيّةً ؟

سنةُ العِراقِ .. بيْن ساسةِ طائِفيّون وأجندات خارِجيّةً ؟

الحلقة الأولى : المذاهِبُ الحاكِمةُ هي مِن أسّست الطّائِفيّةُ ؟
مُنذُ زمنِ بعيدِ ، تعيُّش شُعوبِ الشُّرقِ الأوسط ، صراعا طائِفيّا ، يمتدُّ لِجُذورِ عقائِديّةٍ وفِقهيّةً عميقةً ، غذّتهُ السُّلطاتِ الدِّكتاتوريّةِ ” سُلطة مِن أقِليَةٍ مذهبيّةً ” الّذي اِضطهدت الأقليات الدّينيّة والمُذهّبيّة الأخرى ، مِمّا زرع نوْعِ مِن طبقيّةٍ والعُنصُريّة في ‘ نُفوسِ النّاسِ ‘، تطوُّر ذلِك المشهدِ بِشكلِ كبيرِ واِستغلّ مِن قبل السّياسةِ الدّوَليّةِ الغُربيّةِ ، تطبيقا لِنظِريّةٍ فرِقّ تسِدُّ . مع تقدُّمِ السِّنّين ازدادت هذِهِ النّعرة الطّائِفيّةُ بيْن الشّيَعةِ المُضطهِدين والمُذهّبِ الحاكِمِ ، في الرُّبُعِ الأخير مِن القُرنِ الماضي ، حصّلت عُدّةُ ثوْراتٍ في العِراقِ ، لِمُناهضةِ الحُكمِ الجائِرِ ، جميعها كانت تنطلِقُ مِن طريقِ الأحرار ( طريقِ يا حِسّيْنِ ” عليه السّلام “)، اِنتِفاضة صُفرِ تلّتِها اِنتِفاضة الشّعبانيّةِ عامِّ 1991 م بعد حربِ الكوَيْتِ عامِّ 1990 م ، لم يكِن الشُّعبُ العِراقيِ يستسلِمُ رغمُ قوّةِ النّظامِ القمعيّةِ ، وطريقتهُ في الإبادة الجماعيّة ، جعل مِن النّاسِ أدوّاتِ يسوقُهُم كما تُساقُ العبيد ، صبّ الحِقدِ الطّائِفيِّ في القُلوبِ . المُعاصِرُ لِتِلك الحُقُبةُ ، يلحظُ بِشكلِ لا لبس فيه ، إنّ النّظامِ الدِّكتاتوريّةِ لِفِترةٍ مِن الزّمنِ ، كان مدعوم غربيا أمريكيا ، كما نشاهد العِلاقة بيْن النّظامِ القُبليِ لآل سُعود ، والمُجتمع الدّوْليّ والّتي كانت قائِمةُ طوّالِ عُقودِ مِن الزّمنِ ، على الأنانية والنِّفاق والمعايير المُزدوِجة ، وإغفال حُقوق الإنسان والّذي يُعرِّفُ بِهِ الغرب في مِثلُ هذِهِ العِلاقاتِ ، وما حصل بِتِلك الانظمة ، هوَ نفسُ السّيناريوَ الّذي سيُؤوِّلُ إليه النّظامِ السُّعوديِّ في القريبِ العاجِلِ ! بعد عامِّ 2003 م تغيُّر الحُكمِ في بغدادِ ، مِن حُكمِ دِكتاتوريِ عُنصُريِّ طائِفيِّ ، إلى حُكمِ برلماني اِتِّحادي مركزي ، يشترِكُ فيه جميع مُكوّناتِ الشُّعبُ العِراقيِ ، كلّا حسب ثِقلهُ الشّعبيّ على الأرض ، لن تروَق تِلك التّجرِبة لوْ نجّحت لِكثيرِ مِن الدّوَلِ العُربيّةِ الّتي تحكُّم مِن قبل القبيلةِ ، لذالك وِجهة بِهجمةِ شرِسةٍ ، تُعزِّفُ على وترِ الطّائِفيّةُ ، الّذي تبّناهُ صدّام أصلًا وزُجّهُ في نُفوسِ المُجتمعِ العِراقيِ ، يعِدُ السّببُ الرّئيِسيُّ لِقبولِ هذا النّفسِ الطّائِفيِّ مِن قبل المُجتمعِ المشحونِ بأفكار عميقةً ومتجذره ، كان أشدُّها عامِّ 2006م إلى عامِّ 2010 م في هذِهِ الفِترةِ مِن الاِحتِلالِ الأمريكي كانت تستيْقِظُ بغدادُ على دويِّ عِشراتٍ السّيّاراتِ المفخخة وعبوات النّاسِفة يوْميّا ، تليها عمليّاتِ قِتلِ وذِبح طائِفيِّ لِتصبّح مِن اُخطُر المُدُن في العالِمِ ، اِنخفض مُعدّلُ التفجير و شِبهُ اِستقرّ الوَضعُ في أواخر عامِّ 2010 م بعدما اِستعاد الجيْشُ والشّرطةُ زِمام المُبادرةِ ، وصوَلات فُرّضِ القانونِ ، لكِنها لم تُنتهيْ … يتّبِعُ