19 ديسمبر، 2024 2:01 ص

سميرة من ناقل الى منقول

سميرة من ناقل الى منقول

سميرة مواقي، ذلك النورس الذي حلق خارج السرب، الاعلامي المظلل والمسيس، فعزفت لحن غريب عما كان متوقع منها، لانها جاءت لتوثق، انتهاكات الجيش العراقي، وجرائم الحشد الشعبي، ضد المدنيين والنازحين في الموصل.

وتؤكد تلك الصورة التي عمد على ترسيخها، الاعلام العالمي والعربي، ذو الوجه الداعشي القبيح، وتكون شاهد عيان لما يحدث على أرض المعركة، اﻷ انها وجدت الواقع مغاير عما نقل وينقل، وجدت التضحية العراقية، والاستبسال في سبيل النصر وتحرير الارض، والتعامل الانساني بين الجنود والمدنيين، فما كان منها الا ان تنضم الى ركب الحق، وتدافع عنه بسلاحها الوحيد “الكاميرا” .

وراحت تنقل ما يجري من بطولات قواتنا من الجيش والحشد الشعبي، وتظهر الحقيقة التي عمد الاعلام الموجه، الى طمسها وتضليل الرأي العام، بنشر الاكاذيب والصور المفبركة، فكانت سميرة ذلك الجندي المجهول، الذي هزم اسطول من الاعلام المعادي بنقلها الحقيقة، والصور الحية، التي حرصت على التقاطها من خط الصد الاول ومن على الساتر، متجاهلة كم الخطر والاستهداف، الذي ممكن ان تتعرض له.

اﻷ ان الامانة الصحفية، ونبل اخلاقها الانسانية، هي ما جعلت من سميرة من ناقل لﻷخبار، الى خبر توسط وسائل الاعلام، خصوصا بعد تداول ذلك المقطع لها، وهي تقول حلمي ان اعود الى بلدي وانا ملفوفة بالعلم العراقي!

اذ تم استهدافها بنيران قناص، ادى الى اصابتها بالرأس، اصابة بليغة بمحيط قضاء تلعفر، من قبل عناصر داعش الارهابي، نقلت على اثرها الى مستشفى القيارة، ثم الى المستشفى القريب من مطار الشهيد جاسم شبر، ليتم تخصيص طائرة عسكرية لنقلهاالى مطار بغداد، ليباشر فريق طبي مختص معالجتها ومتابعة حالتها الصحية، وبأهتمام مباشر من الحكومة العراقية من علاج الى نقل افراد عائلتها للاطمئنان على وضعها الصحي.

عند بحثي عن هذه الصحفية، وجدت انها لم تأتي من وراء مكتب ضخم، فحياة سميرة تارجحت بين هجرتين غير شرعيتين، اي انها سلكت الطريق الصعب للوصول لتلك المهنة، فهي صحفية من الطراز الاول، اذ لا تكتفي بالحصول على المعلومة والخبر، بل تحرص على الوقوف على مصدره، حتى لو كلفها ذلك الفضول الصحفي حياتها.

ان وجود صحفية مثل سميرة، لم ترق للمنظومة الاعلامية المسيسة من دول، راحت تفضح افعالهم بالصوت والصورة، ومفندة اكاذيبهم واعلامهم الزائف، فكانت الضغوط واضحة ﻷسكات هذا الصوت المرعب لهم، مما اضطرها الى تقديم استقالتها، في محاولة لتخفيف وطء الضغط على القناة التي تعمل بها “الشروق” من دول داعمة للارهاب بشكل مباشر.

ان الحادثة التي تعرضت لها هذه الصحفية البطلة، تضعنا امام حقيقة واضحة، وهي ان الميدان العسكري فقد عين مهمة، صادقة تنقل الخبر بشفافية عالية، هذا ما يولد فراغ اعلامي عسكري في فترة حرجة من عمر معارك” تحرير الموصل”  وخصوصا ونحن على مشارف معركه قادمة وهي تحرير الجانب الايمن من الموصل.

اضافة الى ضرورة توفير الحماية اللازمة، للصحفيين لانهم هم من ينقلوا المشاهد الحقيقة للواقع الميداني ﻷرض المعركة، فمهما سجل ابناؤنا من الجيش والحشد من بطولات وصولات ضد العدو، لايمكن ان يكون لها وقع قوي اذ غيبت الصورة لتلك البطولات المشرفة، لان الصورة تحكي الف كلمة وحكاية، وفي النهاية نسأل الله ان يمن بالصحة والسلامة والشفاء العاجل لذلك النورس، الذي اعتاد ان ينقل الخبر، فصار هو من ينقل عنه الاخبار! سميرة مواقي

أحدث المقالات

أحدث المقالات