23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

سميح القاسم يا ثائر الجليل المقاوم… وداعاً..

سميح القاسم يا ثائر الجليل المقاوم… وداعاً..

آه يا سميح.. آه ايها المارد الخالد.. ايها الصارم و الحازم و العنيد.. لا ندري هل نحييك ام نرثي انفسنا فيك فقد عرفناك مجسداً بصدق مع رفاق جيلك توفيق الزياد و محمود درويش و اخرون محنة و سيرة كفاح الشعب الفلسطيني الثائر بكل جوانبها من خلال اشعارك و رواياتك و مقالاتك و مسرحياتك كما حركت مشاعرنا عندما كنت كالاسد تهاب زئيرك منابر المهرجانات و المقابلات و كثيراً ما كنا نتابع مقالاتك النارية التي كانت تعرض في جرائد كل العرب و الاتحاد و غيرها الكثير.
لقد عظم شأنك و ارتفعت قيمتك النضالية، فانت لم تبدل جلدك و لونك و فكرك كما فعل البعض و لم تغير قناعاتك فانت كما انت باقٍ رغم تغير الزمن و القيم و الوجوه.. لقد جاهدت بقناعة راسخة و قاتلت بشعرك بشراسة متناهية و شرف فما كللت و لا مللت و كنت مقتنعاً تماماً ان سلاح الشعر يملك من القوة كسلاح البندقية و اثبت ذلك عند مواجهتك الحكم العسكري الصهيوني الفاشي على مدى عقود خلت فلم ترهبك زنازين الموت او تثبط عزيمتك الاقامات الجبرية..
اننا ندرك و نعي تماماً ان المناضلين لا يهابون الموت و لا ترهبهم السجون و الادل على ذلك صمودك و رفاقك الذي ارعب شموخهم و ثباتهم جلاديهم.. اننا على يقين انك فعلاً ممن تجاوزا زمنهم و امتدوا الى ما يجب ان يكون فهؤلاء الرعيل الذين رسموا نهاية الظلم القاسي على الارض و حددوا طريق الحرية لشعب فلسطين و الشموخ الثابت للامة و سفر نضالها المجيد.
انت باقٍ يا سميح.. و خالداً يا طائر الجليل.. ايها النسر ستبقى شامخاً بالمجد مقتنعاً بالنصر المؤزر الاكيد و الحتمي للشعب الفلسطيني المناضل و المتطلع للحياة.
لن تموت يا سميح فانت باق في ضمائرنا و وجداننا ابداً، و انت الذي علمتنا عدم الاكتراث من الموت.. قلتها و رددتها بقولتك و بشعرك (انا لا احبك يا موت لكني لا اخافك).. نعم لقد ترجلت من على صهوة جوادك كجسد ايها الفارس و سخرت من اشرس انواع المرض الغادر و هذه مشيئة الله تعالى و قدرهُ بعباده..
اننا ننتظر بشوق لمن سيمتطون صهوة الشعر القادم.. فلنرى من سيمتطيها تلك الصهوة عن جدارة و كمل دربك.. نم قريراً يا سميح فسينهض من تحت الركام من سيكمل مسيرة دربك و رفاقك ممن سيحملون مسئولية راية الفكر و الشعر المقاومين، اما انت ففي قلوبنا و وجداننا باقٍ يا سميح و نحن واثقون من النصر المؤزر.. و سنرى..