23 ديسمبر، 2024 2:37 م

سموم ولايـة الفقيه

سموم ولايـة الفقيه

يبذل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودا مکثفة على مختلف الاصعدة و الاتجاهات من أجل إحکام قبضته المشٶومة على العراق و ترسيخ نفوذه و هيمنته بصورة تجعله مجرد محافظة او في أحسن الاحوال إقليم تابع له، ولئن وضعنا الاحزاب و الشخصيات العراقية من مختلف المشارب و المجندة لصالح العمل لخدمة طهران بطريقة أو بأخرى، ناهيك عن بعض من الاحزاب الشيعية التي تدين بالولاء لطهران و الميليشيات الشيعية المسلحة التي تتزايد بشکل مضطرد و تتزايد معها المشاکل التي ترافقها دونما إنقطاع، فإننا نرى أن طهران لم تکتفي بکل ذلك و تريد شعبا مغسول الدماغ و تهيمن عليه أيديولوجية ولاية الفقيه المشٶومة، وذلك من خلال الإيعاز بتأسيس قنوات تلفازية أرضية و فضائية بإدارة عملاء مجندين يضعون کل طاقاتهم و خبراتهم من أجل إتمام المهمة المسندة إليهم على أتم وجه.

مبادرة مكتب المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في النجف بتخصيص مليار دينار عراقي (750 ألف دولار) لمن يؤسس محطة تلفزيونية أرضية وثلاثة مليارات دينار (مليونا دولار) لكل من يطلق فضائية جديدة سنويا، بحسب مانقلته صحيفة”العرب”اللندنية، يعني أن هذه المسألة تحظى بدعم و رعاية مباشرة من مکتب المرشد الاعلى خامنئي نفسه، أي أنها تکتسب أهمية إستثنائية، ذلك لأن العراق الذي يمتلك کثافة شيعية کبيرة و إمکانيات مادية واسعة وله موقع جغرافي استراتيجي بالغ الاهمية و الحساسية، بإمکانه لو نجح المشروع الايراني کما يراد له، أن يلعب دورا بالغ الخطورة کيد ضاربة من أجل تنفيذ إستراتيجية التمدد و التوسع الايرانية على حساب دول و شعوب المنطقة.

المصائب و الکوارث و الفتن و الويلات الايرانية التي نزلت کالمطر على رأس الشعب العراقي منذ عام 2003، يبدو إنها لاتشفي غليل هذا النظام الذي يغرز نصال سيوفه المسمومة في کل أرجاء العراق، ولذلك فإنه يريد أن يرى الشعب العراقي وخصوصا الشيعة منه، يفکرون و يعتقدون بأفکار و مبادئ نظام ولاية الفقيه الضالة و الغريبة على الاسلام و المعادية للإنسانية.

القنوات الجديدة التي من المزمع توجيهها للعراقيين، وان کانت تشارك العديد من القنوات العراقية الاخرى المسايرة لطهران عقائديا، لکنها ستتميز بتجاوزها لتلك الخطوط الباهتة التي حددتها القنوات الاخرى لإظهار هويتها الوطنية العراقية، و سترکز على الخطوط و المبادئ الاساسية لنظام ولاية الفقيه و تعلن بأن التشيع الحقيقي يعني الولاء المطلق لنظام ولاية الفقيه وکل شئ غير ذلك باطل، تماما کما نرى الامر مع تنظيم داعش الذي يکفر الجميع و يعتبر نفسه الممثل و المجسد الحقيقي للإسلام، ولذلك فإن إعتبار التنظيمات الارهابية المتطرفة هي

إمتداد لنظام ولاية الفقيه أمر يجب الاخذ به لأنه وکما قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي” ولاية الفقيه اللاإنساني الذي يعتبر عراب داعش وبوكو حرام. كل هذه الظواهر مهما كانت مسمياتهم، مشتركون في ايديولوجية لاانسانية وفي المبادئ الاعتقادية:

أي في فرض الدين باللجوء الى القوة،

في إقامة استبداد مطلق باسم حكم الله،

في الإرهاب والتوسع تحت عنوان تصدير الثورة وبسط الدين،

في الإقصاء والقمع والاستخفاف بالمرأة،

وأخيرا في طمس الثوابت الإنسانية والالهية للحفاظ على السلطة.”، لکن السٶال الذي يطرح نفسه هو: ماذا سيکون رد العراقيون الوطنيون على هذه الحملة الظلامية السامة الجديدة لنظام ولاية الفقيه؟
 [email protected]