بين زحمة الألم والأمل والجراحات والعذابات والدموع والذكريات ، ومن بين ركام النفوس التي هرمت وشاخت بسبب سياط الزمن الغابر وماحمله من عذابات أثقلت تلك النفوس وأدمتها نتيجة الضغوط النفسية اليومية . أقول بعد كل ذلك اننا الآن جميعا نعيش ظرفا صعبا ، نعيش مرحلة من أصعب المراحل السياسية والأجتماعية … نعيش ظرفا يحتاج الينا جميعا ، الى كل عراقي وطني غيور شريف .. يحتاج الى كل الخيرين من ابناء هذا الوطن المعطاء .. نعيش ظرفا يحتاج الى كل رأي صادق مخلص ، الى كل جهد وخبرة من شأنها أن تضيف ( لبنة ) كي يعلو البناء شامخا يتحدى كل المعاول التي لاتريد للعراق أن يتعافى .
العراقيون كلهم عرب وكرد واقليات واديان ومذاهب مطلوب منهم الآن ان يفتحوا صفحة جديدة بيضاء ناصعة ، رقيقة كالنسمة السابحة مع الفجر ، صافية كالنبع المتفجر من صخر … يكتبون فيها سفرهم الخالد خاصة بعد الأنتصارات العظيمة التي تحققت على أعتى وأشرس هجمة من قبل تتار العصر الدواعش الذين ارادوا تحقيق مآربهم الخبيثة في العراق ، لكن بدماء العراقيين الطاهرة والزكية تم وأد تلك الهجمة الهمجية في عقر دارها ..
صحيح ان العراقيين انتصروا عسكريا على داعش ، لكن يبقى الفكر الداعشى معشعشا في عقول ونفوس وافكار البعض الذين صفقوا وطبلوا ورقصوا للدواعش ، لأنهم لايستطيعون العيش الّا في المياه الآسنة .
في ظل هكذا ظرف ومن أجل تفويت الفرصة لأولئك مطلوب منا جميعا من العراقيين الغيارى ان يتحابوا ويتسامحوا ويسامحوا وأن يُهزموا جحافل البغضاء والكراهية فالعفو عند المقدرة والعفو من شيم الكرماء الأصلاء … يقول الأمام علي عليه السلام ( عاتب أخاك بالأحسان اليه ) ويقول ايضا ( احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك ) .. نريد ان يتعافى العراق .. نريد ان ننسى الماضي ومآسيه .. نريد ان نتنفس هواء نقيا … نريد غسل القلوب والعقول والضمائر ، ولنستفيد من عِبر ودروس الماضي ولنعترف جميعا بأخطائنا فالأعتراف بالخطأ فضيلة ولنصحح مسيرتنا فطريق الحق والعدل واضح ولاتوجد منطقة وسطى بين الخير والشر ….. أما ( السفهاء ) الذين يثرثرون هنا وهناك من أجل مصالحهم المشبوهة والمكشوفة فسيأتي اليوم الذي يذهبون به الى مزابل التأريخ كما كان مصير الذين سبقوهم ….
السطر الأخير : علينا جميعا ان نعزف سوية سمفونية الحب والتسامح وأن نمنح اغنياتنا ألحانا عذبة جديدة مطرزة بهالة من نور الأبداع والرُقي من اجل ان يبقى العراق كما كان شامخا من ذرى كردستان الى رمال الفاو …