18 ديسمبر، 2024 9:15 م

سمعتُ كلاماَ يعجبني

سمعتُ كلاماَ يعجبني

بعضا من الكلمات لها تأثيراعميقا في نفوسنا  ولها الفضل الكبير في تغير مسار حياتنا لتهذب سلوكنا وترشدنا للمعرفة  ونحمد الله على سماعها  ونتمنى ان لاتغيب عن فكرنا ونستذكرها بين الحين والاخر , ولاتقتصر تلك الاقوال عن الجانب الديني فقط  بل تشمل اقوال تاريخية حفرة في قلوبنا موضعا لها واتسعت في صحراء النفس لتأخذ مرتع ومكانا غاليا فينا واذا اردنا ان نستذكر تلك الاقوال بالتأكيد ان أرقها وافضلها وتأثيرا هي اقول نبينا واهل بيته الطيبين الاطهار عليهما الصلاة والسلام , حتى اصبحت تلك الاقوال دستورا ومنهاجا يقي الضرر ويحصن الامم ويضىء لها عتمة الطريق  وسورا من فولاذ يحيط بها لتحمينا من عاديات الزمن , فالسعيد من استثمرها وتمسك بها والغافل من تركها عمدا ولم يجعلها ربيع قلبه حتى نهاية العمر , بلاشك  ان بعض المفردات من الاقوال الزمت قائلها بالصدق وعدم التمرد عليها فهنا الكلام والفعل يتطابق معا لانها خرجت من أيمان وعقيدة واقتناع بما يلفظه وربما يتحمل نتائج اقوله  فعلى كل من يقول كلام مؤثر في المجتمع عليه الالتزم به ويتحمل نتائجه وان يساير عمله فان الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه  ) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) قّ:18, قيل ان موت المتنبي جاء على اثر شعره حينما استقدموا عليه عند عودة أبي الطيب المتنبّي إلى مدينة الكوفة برفقة جماعة التقى في طريقه فاتك بن أبي جهلٍ الأسدي (خالِ ضبّة)، وكانت معه مجموعة من قومه أيضاً، فتقاتل الفريقان الأمر الذي أدّى إلى مقتل المتنبّي وابنه وغلامه بالقرب من دير العاقول في النعمانيّة , وقد قيل إن أبا الطيب لما رأى كثرة رجال فاتك وأحس بالغلبة لهم أراد الفرار فقال له غلام له : لا يتحدث الناس عنك بالفرار وأنت القائل الخيل والليل والبيداء ُتعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم فكر راجعا وقاتل حتى قتل سنة 345هـ, ومن الاقوال التي تعجبني الى العلامة المرحوم قدس سره محمد جواد مغنية حينما قال ( البلد الخبيث بحكامه وقاداته هو شر وبلاء على الابرياء والفقراء وخير ورفاه على الادعياء والمجرمين ) أشار منه الى حكام الجورفي الوطن العربي, ثم قال خذو من ممركم الى مقركم , لاننسى كلمة غاندي الشهيرة وهويكافح الاستعمار ليكسب قضايا بلده فكان يقراء التاريخ ووجد الامام الحسين عليه السلام ثائرا ومصلحا من الطراز الاول في التاريخ فقال (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ) اما مانعيشه اليوم من فساد وسرقة المال العلني وامام اعين الشعب دون ان يحرك اي شخص ساكنا لان المفسدون يمتلكون حصانه قوية جدا والمشيرون اليهم بالبنان ستقطع فرائصهم حينما لايجدون من يقف اليهم فترك الفساد وعم الشر وانحبست الكلمة الشريفة في افواه الخيرين وهم ثلة قليلة , ومايقوله الفيلسوف السويسري الاصل جان جاك روسو يتماشى مع حالنا اليوم باروع جملة عذبه (أعطني قليلا ً من الشرفاء وأنا أحطم لك جيشاً من المفسدين والعملاء ) , والجانب الاخر الذي نعيشه اليوم هو الجهل ومفهوم الحرية والكثير منا قد حولها الى التشهير والطعن وتأخر البلد بما ساده من شبهات وانشغال الناس بتصديق الدعاية والتشهير ضانا منه ان الحرية والديمقراطية سلاح تشهير وليس دواء لمعالجة كل اشكال التدني والتأخر والامراض حتى استغلها اعداء العراق في توسيع دائرة انتقامهم وزرع الشكوك واللعب بغرائز وسلوك المواطن العراقي , وهنا الجدير بالذكر ان نذكر القول المشهور شللكاتب والشاعر الفرنسي فيكتور هوجو(تبدأ الحرية حين ينتهي الجهل لأن منح الحرية لجاهل كمنح سلاح لمجنون ) وروعة ماخلده التاريخ وتوارثته الاجيال هي الأقوال والأفعال لمعلم البشرية ومنقذ الانسانية وحلقة الوصل بين السماء والارض محمد صل الله عليه واله: قال ابو طالب: عليه السلام محدثا عن رسول الله قبل مبعثه الشريف ( لقد كنت كثيراً ما أسمع منه اذا ذهب من الليل كلآما يعجبني ,( وكان إذا أكل قال ):بسم الله الأحد , فاذا فرغ من طعامه قال : الحمد لله كثيراً وكنت ربمٌا أتيت غفلة فأرى من لدن رأسه نوراً ممدوداً قد بلغ السماء , ثم لم أر منه كذبة ً قط ولاجاهلية ً قط , ولا رأيته يضحك في غير موضع الضحك , ولا وقف مع صبيان ٍ في لعب . ولا التفت اليهم , وكانت الوحدة أحب ٌ اليه والتواضع ) , وعن حليمة السعدية مرضعة النبي , قالت : ( ولا شرب محمد صل الله عليه واله وسلم ) قط ٌ إلا وسمعته ينطق بشيء , فتعجبت ُ منه حتىٌ اذا نطق وعقد كان يقول : بسم الله رب محمد إذا أكل , وفي أخر مايفرغ من أكله وشربه , يقول : الحمد لله رب محمد ,