7 أبريل، 2024 4:27 ص
Search
Close this search box.

سماسرة في سوق الدم

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثيرة هي الاطراف التي حاولت ولا تزال تحاول جاهدة جر شعوبها الى مستنقع الطائفية الذي اصبحت الكثير من الحركات والاحزاب المحلية والاقليمية منغمسة فيه الى حد النخاع  ووصل في ايامنا الى اعلى مستوياته وفي حال استمرار الوضع على ماهو عليه سياتي يوم لاتجد وسيلة للخلاص منه وسنجد انفسنا ادوات بيد الطائفيين  ووقودا  لنارهم .

 المال والسلطة والملذات الاخرى اهم اسباب انتشار الفكر الظلامي وثقافة التكفير  ليس اختراع جديد او فكرة عظيمة طرأت على ادمغة اغلب خلاياها بلاستيكية تذوب عند حرارة الغريزة الحيوانية . كما ان اكبر  مسببات  العنف الدائر في المنطقة ناتج عن خصلتين الاولى الحقد الاعمى والثانية الجبن . فان الحقد على ابناء الجلدة والموروث ظلما اخذت تغذيه نفوس مريضة متقوقعة في خربات الخبث, واما الجبن الذي اصبح السمة البارزة للمجاهدين الجدد بعد ان اصبح الغرب و(امريكا) و(اسرائيل) قوى عسكرية ونووية ومدمرة هبط مقياس الجهاد عندهم من اولوية الى اقل من ثانوية واصبح المسلمين هم الاولوية في جهادهم فراحوا يمزقزن بلدانهم بالفتن والقتل والاغتصاب والسرقة وغيرها من الموبقات.  فالحركات الطائفية التي نشطت خلال هذه السنوات الاخيرة بتخطيط مخابراتي محكم اما مفرغة من العقيدة السليمة  بحيث انها اصبحت ارض خصبة لبث مفاهيم منحرفة او انها انحرفت نتيجة المؤثرات والمغريات  . اليس من الغريب ان يبيت الانسان في ليله ثم يصبح ويكتشف ان جاره او صهره او قريبه قد كان كافرا طوال هذه السنين يا له من اكتشاف غير مسبوق مقدم في علبة ماسونية مغلف بزخرفة اسلامية تفوح منه رائحة الدولار يجعل من لعاب المتسلط يسيل .

لكل فعل رد فعل فقد كان على الجانب الاخر من العالم الاسلامي المعتدل من السنة والشيعة ان يكون ردهم على هذه الحركات بعقلية واعية مدركة للعواقب ويتحتم عليهم القيام بخطوات استراتيجية ونظرة بعيدة المدى شاملة فان الاكتفاء باحتواء هذه الحركات او استخدامها لضرب الخصوم او الوقوف بموقع المتفرج قد ادى الى تجذرها وتحولها الى مفقس لحركات اخرى وباعث لنشوء حركات ضد فما هي  النتيجة ؟ اصبحت المنطقة عبارة عن مكونات وطوائف ومجموعات متناحرة .

من يتقاعس عن وضع حد لهذه الظاهرة لهذا الفكر الاجوف والسلوك المنحرف شريك في كل النتائج  ومن يسانده على تنفيذ اجندة خاصة يتحمل مسؤولية كبرى وليستعد لان يكون في يوم من الايام ان يكون هدفا سهلا لهم  . كما ان خلق بيئة طائفية من قبل الحكام يسهم الى حد كبير باستنزاف عوامل القوة عندهم وتقديم البلاد والعباد لقمة سائغة امام الارهاب حتى يصبح هو سيد الموقف وحينها لن ينفع الندم .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب