23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

اكثر سؤال ممكن ان تراه يُطرح بين ألناس، هو: كيف نحصل على مجتمع منظّم؟. عزيزي قبل ان تحصل على مُجتمع منظّم يحترم قوانين السّير المحترم والآمن، ويَحترم حرية الرأي، ويبادر في اخذ مَكَانِه النظامي في طابور الوقوف، ويتكلم بأدب، ويختلف بأدب، ويراعي حق الإنصاف في غيره، ويلتزم بشروط الذوق العام ، والفعل العام، والخلق العام،ويحافظ على نظافة محيطه، ونظافة منطقه،وتريد أن تربوا بذلك [ المخبوص] جداً بنزاع الرصاص ومرجلة الـ[ البوكسات] وتجعل منه قط أليف وديع. 
تابع ظروفه، انظر الى محيطه، جادل عقائده، أهتم بخلفياته التي اخرجت له تلك السينما ذات الأكشن ثلاثي الاتجاهات. 
قبل ان تود تأصيل القيّم ومداليلها ابحث عن مروجي الأنظمة ومحفزيها،ابحث عن شخصية الأستاذ ومصداقيته مع نفسه قبل أن يكون داعية للأنظمة.ليس من المعقول ان تُشْرِك الأمة بالوحي الأخلاقي وتعاليمه على يد سماسرة [نص]. وقادة حيلة وأتباع الغش. 
النفاق آفة المتصدرين سواء كانو باحثين ، أكاديميين، فلاسفة، تاريخيين…. الخ. ليس من العدل قطعاً تريد ان تخلق منظومة قيم ونُظم على ايدي قيادة [ منافقة] تحرم الفِعل وتمارسه عند محلات [ بيع الآجل] بالسر.او خلف سماعة الهاتف بزاوية ( حرجة). او من خلال التسامح في أدلة السنن كيفما يروق لهم ان يسموها ليخرج من عراق العقيدة الى لبنان النساء! ليدخل جنة الدنيا هارباً من وحي الناقدين!  
لايمكن انتاج مجتمع حقيقي يتناسب مع مجتمعات الوسط العالمي بالنّسبة الطبيعيّة. اذ كان داعية أمهات الكتب التي في نظره عظيمة  يرتجل القنوت وهو يبحث عن عشرات الـ( الحاتات] من كل دولة وعلم!بالفضائيات وبالتواصال!.

مرتزقة العلم ايضاً وباحثيه الواصلين الى درجات التعليم بالصدفة [ الحزبية] او بالصدفة [ الظرفية] التي تفرضها انحلالات التسامح العلمي!  هؤلاء أن لم تكن لهم تلك الدرجة العلمية قافزة على شرعية المحيط الجاهل والعرف المنغلق ، ومحسنة لأدائهم النفسي مع أنفسهم كيف تريد منهم ان ينتجوا لك جيل لايتمترس بـ عفن الفوضى وازداوجية الشخصيّة وعَمل الظاهر المخالف للباطن شكلاً ومضمونًا. 

لايمكن ان يُقاد المجتمع نحو التّنظيم على يد قيادة تتاجر بالأخلاق من حيث النص دون الفعل لتخرج ملفاتهم كـ ( عواجل) على السنة الناس.كما ليس من المنطقي ان تباشر بالوعظ دون تحقيق مستلزمات الوعظ وشرائطه.بعيداً عن سماسرة النفاق  وتجار  الوعظ الكاذب وممارسي الحيلة والدجل والخبث المجتمعي واهل الازدواجيات المفرطة واللاعقين بمختلف حبائل المكر والخِداع،وبعيداً عن المحاطيين بالوهم والغثيان من شدة القرف النفسي الذي يعانوه،  وبعيداً عن متلوني الوجوه بين البشر الذين بالعادةِ يكونوا ملحدين جداً! مع المتنورين ومؤمنون حد الفيض مع [محد صديق المنشاوي]. وتريد من هؤلاء نُظم وقيم!  

خوفنا الكبير من عقدة الصراحة  ولدت للكثيرين محاولات الهروب خلف الأقنعة وشكلت ازدواجيّة مرنة قابلة للتبدل في اي مناسبة تناسب القِناع الأكثر مقبولية. لايمكن ايلاد قيم الخير والأصالة والحب والتسامح والنزاهة والأمانة من الازدواجية الفردية للقدوة! لا بل مستحيل ان تلد لك المواعظ خير خلق القرى! والمحيط مأسور بين الجهل والخرافة والخوف من الخوض بالصراحة والمصداقية وتقبل النقد. 

من اول بوادر زرع القيم وإحترام النُظم هو الإفصاح عن رغباتك ومن ثم صبها في إطار معقول ضمن النظرية  العالمية العلمية، وليس الذائقة المحيطة فحسب. والشيء الآخر هو التخلص من مزدوجي العقيدة وسماسرة الحيل والمشائين نحو عقدة اللسان ومكر الفعل. 

وايضاً  القانون الجبري الذي يحدد خطى الفرد واندفاعاته ويقلص من شدة فوضاه المحتدمة نحو للانفلات ذلك هو الوحيد الذي يحدد آلية سير النُظم بالطريقه الأكثر اتقاناً. 
العصبية القروية  [والتشكيلات الموازية للقانون]  والتي تفوق سطوة الحكم القانوني  المركزي،  هي انفعلات ناقصة جاهلة تتوجه دائماً نحو الانفلات والعشوائية وأن حملة في طياتها مضامين الحسن وبدائل القبح لكنها متغيرة بحسب القيادة المتلونة والعقيدة الشمولية التي من الممكن في لحضة الحب ان تتحول الى لحضات كره وانتقام بقدرة النص وتحول البوصلة من انسجام الى خطاب كراهية كون التناقض المتضمن للأمرين وفق النصوص كثير وقابل للتطبيق بشقيه. 
القانون هو الوحيد الذي يفرض الانضباط واحتلال القيم بدل السذاجة والإستهتار، كونه يشكل مضلة عامة ضاغطة يجب على الجميع ان يلتزم بها.تلك مستلزمات القيّم وضوابطه بفعل الإرادة القانونية الوضعية، والتي هي الاضمن جداً من ايدلوجيات الغيب ومحاولة تصنيع عقوبات وهمية بعد حين،  لغرض فرض الاستباب الخُلقي. 

الجانب الآخر هو: الظروف المعيشية والمحيط: ظروف الفقر ومستنقع الميكروبات الصحية والنفسية خير أساس لإنتاج عُصبة مقاتلة بشراسة ذئاب متوحشة تنتشر بينها الأمراض والاوبئة والسلب والنهب والقتل والفوضى والانحلال ومساندة  اي نوع من أنواع خطاب الكراهية كون هذه البيئة ولادة دائماً للأمراض النفسية ومتسمة بالاكتئاب المناطقي المغلق من السهل اقتياد الفقر والعشوائيين لأي أمر يمس الغيبيات ومصطلحات اللايقين. وذلك لسببين: 
* البعد الجاهل المفروض عليهم من قبل سماسرة الحيلة  بحكم الحالة الاجتماعية والمحيط الساذج ، وعدم توفر وسائل الحياة الحضرية  التي تؤمن لهم مزاج طبيعي في التعمل ابتدائاً من الشارع وشبكة تصريف المياه انتهائاً بمكتبة الكتب العامة المتنوعة التي تشمل نقد حتى عقائدهم.* الاحتياج الرئيسي الروحي والمادي ايضاً للخروج ولو وهماً من حالة الاصطفاف المنعزل مع عالمهم دون للاشتراك مع العوالم الأخرى الطبيعيّة والتعلم والاكستاب منها يجعلهم في دوامة حيرة يكون خلاصهم منها بالهروب نحو عوالم ما بعد الظرف الكئيب، ليقنعوا أنفسهم أن النهاية ستكون مفتاح للفرج في عالم مابعد حياتهم.  وهذا ماتجسده لهم وبشكل مركز كل خطب الواعظين وارشاداتهم.

المحيط الجاهل مع الفقر يولد شتى مداليل عدم الانظباط وهجران القيم وتدعمه في امكنة معينة النصوص المتوحشة المستوحاة من الدين. لتصنع لنا طبقة فوضوية غير مدركة منساقة بالفعل نحو تحقيق شتى أساليب الإرباك المجمتمعي. لذلك دراسة حالة الأماكن المغلقة على نفسها وتقالديها ومحاولة استدراجها  للنظر للعالم الذي حولهم ومن ثم خلق حالة معايشة واقعية بين وهؤلاء وبين الأنظمة المتعادلة انسانياً شيء بالغ الاهمية وهذا لايجدي اي نفع مطلقاً بلا ركيزتين أساسيتين:
خلق البيئة الحضارية المشابهة لجميع الدول المتحضرة والتي تتسم بالمادية العمرانية والخدمية والانسجام الانساني البعيد عن خطاب الكراهية. و تحسين الواقع المعاشي وفرض الانظمة بالقانون وبشكل حدي وصارم ليستقيم منهم من يستقيم ومن يقع عليه العقاب يكون عِبرة لغيره. 

اتوقع وبهذا البحث البسيط اني أشرت لمختلف العادات الوضعية والاعراف الجاهلة ومرتكزات النفاق الأكثر فتكاً في مسيرة حياة مجتمع لازال منذ الازل يحاول ان يكون ناضج وهو في خضم عبادة صنميات القبيلية والفردانية والاثنية والتمجيد الفارغ لكل من هب ودب بلا وعي انصافي لبناء ماهو اهم في إنتاج قيم خلاقة وحياة يسعد بها الإنسان بدل الممات.