صار واضحا إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد أصبح في موقف ووضع حرج بعد إصدار محکمة وينتروب ببلجيکا قرارها الصادم لطهران بإدانة الدبلوماسي الارهابي أسدي والمجموعة التي کان يقوده امن أجل تنفيذ عمليته الارهابية غير العادي والتي أوقعت به وجعلته حديث الاوساط السياسية والاعلامية ورأس رمح مصوب لسويداء قلب النظام الايراني.
الحيرة والتخبط وعدم الوضوح تطغي على ملامح قادة النظام الايراني على الرغم من محاولاتهم من أجل إظهار أنفسهم في وضع وموقف غيڕ المکترث بما قد آلت إليه الامور ومن إنهم لايزالون يمسکون بزمام الامور وفي کامل قوتهم وإستعدادهم، لکن ولمجرد إلقاء نظرة من جانب أبسط زائر لإيران يعلم بأن الشعب يغلي کبرکان يمکن أن ينفجر في أية لحظة خصوصا وإن العودة للإتافق النووي ولاسيما من جانب الامريکيين لاتبدو محسومة لحد الان بل وإنها مرتبطة بما سيفعله النظام لإظهار حسن نيته وليس ماسيقوله إذ يبدو واضحا بأن زمن”الکلام” قد إنتهى وإن النظام الايراني لکي يظهر حسن نواياه ويکسب ثقة الامريکيين خصوصا والاوربيون عموما، لابد له من يعطي ضمانات بإنهاء ودفن حلمه بإنتاج القنبلة النووية وذلك لايمکن أبدا حسمه بالکلمات والوعود النظرية وإتفاق هزيل کإتفاق صيف عام 2015، بل إنه بحاجة الى إلتزامات غير عادية من جانب النظام مع ضمان مراقبة تنفيذه لإلتزاماته.
قرار إدانة الارهابي أسدي التي وقعت على رأس النظام کمصيبة غير عادية، لأنه يعلم بأن شبح وظل هذا القرار سيطرح نفسه بقوة في أية مباحثات دولية معه بشأن العودة للإتفاق النووي، خصوصا وإن بلدان المنطقة المکتوية بنار التطرف والارهاب المصدر إليها من جانب النظام الايراني وتدخلاته السافرة، تريد أن يکون شرط إنهاء تدخلات النظام في شٶونها ووضع حد للتطرف والارهاب المصدر إليها الى جانب إن اوربا نفسها باتت تشعر بالکثير من الغضب والحنق من جراء النشاطات الارهابية للنظام الايراني على أراضيها وتريد أن تضع حدا لها.
سماء طهران الملبدة بالکثير من الغيوم الداکنة والتي لاتسمح لها بشمس ليس ساطعة وإنما حتى دافئة، لايمکن التصور من إنها”أي سماء طهران” ستنقشع عنها هذه الغيوم من تلقاء نفسها بل إنها حاصل تحصيل ونتاج ماقد زرعه النظام الايراني على مر العقود الاربعة الماضية وإنه يحصد حاليا ماقد زرعه، ولذلك فإن النظام يشعر بصعوبة بالغة من جراء ذلك إذ أن المطلوب منه مواقف حاسمة وحدية تضع حدا للعلى القط والفأر الجارية بينه وبين المجتمع الدولي.