10 أبريل، 2024 8:08 ص
Search
Close this search box.

سليم الجبوري لصاحبه الولي الفقيه 

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقال أن الشيء بالشيء يذكر وأنا أتذكر طرفة كنا نتندر بها في زمن النظام السابق ومضمونها أن نائب الرئيس في وقتها ذهب إلى صدام يشكو إليه إهماله له قائلاً إن المدن والمستشفيات والكثير من المدارس وغيرها هي باسم صدام ( مستشفى صدام ، حي صدام ، مدينة صدام وهكذا ) وأنه لا يوجد أي شيء يذكر باسم النائب ، فوعده الرئيس أن يسجل أحد الشوارع في بغداد باسمه ، وفي يوم الافتتاح جمع نائب الرئيس عائلته وأقربائه وذهب للاحتفال بافتتاح شارعه فوجد لافتة في الشارع مكتوب عليها ( شارع عزة إبراهيم لصاحبه صدام حسين ) ولم تكتمل فرحته .
وقد أعادتني زيارة رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى إيران لتذكر هذه الطرفة وكيف أن سليم الجبوري هو أشبه بشارع عزة إبراهيم ، فهو لا يملك منه شيئاً وحتى الاسم تم مشاركته فيه ، وهذه أيضاً حقيقة سليم الجبوري فلا الشعب ولا البرلمان ولا سليم الجبوري نفسه يملك سليم الجبوري فهو ملك صرف للجارة المتغطرسة إيران ووليها الفقيه .
والغريب أن سليم الجبوري ذهب مباشرة بعد تبرئته الهوليودية ليعلن الطاعة والولاء والشكر والعرفان ، بل وذهب من أجل أن يتنازل أكثر وأكثر ويصرح من إيران برغبته بزيادة التعاون ولا نعرف أي تعاون مزعوم وقد استولت إيران على الدار وأهلها .وقد أكد رئيس مجلس النواب العراقي ، في تصريح صحفي بطهران أن إيران أدت دوراً فاعلاً للغاية في مواجهة الإرهابيين في العراق . واعتبر الجبوري في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس مجلس الشورى الإيراني ، علي لاريجاني ، أن مضاعفة جسور التعاون مع إيران ، مدعاة فخر للعراق .
ويظن البعض أن سليم الجبوري يجامل إيران وهذا أسلوب الدبلوماسيين في المجاملة التي قد لا تعني حقائق الأمور وفقاً لما يجري في واقع العلاقات . ويظن البعض الآخر أن سليم الجبوري يستغل إيران من أجل البقاء في منصبه كونه يعرف مدى تأثير إيران في سياسة العراق وتحكمها بالأحزاب والكتل العراقية التي تحكم العراق .والحقيقة لا هذا ولا ذاك وأن سليم الجبوري هو لعبة بيد اللاعب الإيراني فمرة يحركها بيده ومرة عن بعد بالريموت كونترول ومرة يجعل أطفاله يحركونها وأخرى يسمح لأحد أطفال جيرانه للعب بها ، وهكذا فسليم الجبوري تابع لإيران حتى وإن كان الظاهر أن أعداء إيران يتحكمون به .
وفي هذا الشأن يشير المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في إحدى بياناته إلى تصرفات السياسيين العراقيين الذين باعوا الوطن والمواطن بقوله ( أميركا والسعودية وإيران وغيرها تبرر تَدخّلها في العراق بأنها تفعل ذلك من أجل مصالحها وأمنها القومي وتنفيذاً لمشاريعها الخاصة أو العامة ، ولكن بماذا يبرر السياسيون الخونة خيانتهم للعراق وشعبه وعملِهم من أجل تنفيذ مصالح ومشاريع الدول الأخرى ؟! ) .وعلى من يظن خيراً بسليم الجبوري ليمثل خط ممانعة وطني في مواجهة التدخلات الخارجية أن يعيد حساباته لكون المنظومة التي تعمل في العراق تستغل الطائفية والتمذهب وحتى الوطنية من أجل خدمة أجندات خارجية وليس لها علاقة بمصالح الشعب بسنته وشيعته.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب