23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

سليماني منا أهل العراق”.. نغمة نشاز طائفية جديدة

سليماني منا أهل العراق”.. نغمة نشاز طائفية جديدة

مسلسل الانبطاح و التردي لقوى العصابات الطائفية المتحكمة بالعراق، مستمر بالعرض في بلاد الرافدين بكل ثقة و مسخرة أيضا، فبعد تبلور رأي الشارع الحقيقي في الهيمنة الايرانية المتزايدة، وانطلاق الشعارات الجماهيرية العلنية الهاتفة والداعية لخروج النظام الايراني وادواته من العراق، وفي طليعتهم حزب “الدعوة” الحاكم الارهابي العميل وبقية عملاء آل الحكيم وغيرهم من قادة العصابات الطائفية الشاذة المقززة التي كرست حالة تخلف تاريخية ومجتمعية لا نظير لها، اهتزت أسس السلطة العميلة، وقامت القيامة في عاصمة الشر و الخبث طهران!، وأصيب النظام الايراني المعمم الارهابي في مقتل عظيم وهو يتابع تفشي شعار ” ايران ..بره..بره “! الذي يعني أشياء كثيرة، أولها ان كل جهود النظام الايراني وعملائه من أجل فرض الحالة الايرانية في العراق و تشريع وتجميل الاحتلال قد تلاشت وذهبت أدراج الرياح بسبب موجة الغضب الشعبي، وتجدد الروح الوطنية العراقية التي لن تضمحل أو تموت مهما بلغت قوة الضغوط أو سطوة المحتل، أو شيطنة وخبث أساليبه، وان يوم الثورة الشعبية العراقية الشاملة المفاجئ قد اقتربت لحظاته وهو الأمر الذي لانشك فيه مطلقا وحيث أن كل شواهد التاريخ تؤكد وتجزم ان عاصفة الغضب الشعبي العراقية لابد أن تعصف في يوم ما بقوى الردة والتبعية والهمجية والعمالة والظلام، لذلك كانت هنالك اجراءات ايرانية رادعة وحاسمة اتسمت بتفعيل كل الخلايا العملية وبتحرك السفارة الايرانية التي هي مركز لادارة الاحتلال، وتم استدعاء مقتدى الصدر لطهران على وجه السرعة ليعتذر علنا هناك من أولي الأمر في طهران و ليستنكر علنا أي تهجم على النظام الايراني و يتبرأ منه!! وهو مادعاه لسحب عناصره الفوضوية من المنطقة الخضراء بعد أن تدخل حاكم العراق العسكري الايراني الجنرال الحرسي ” قاسم سليماني ” ملوحا له بصريح العبارة بالقول بالحرف :
” اجمع كلابك من الشارع قبل أن أطلق عليك كلابي”! في اشارة للميليشيات الطائفية السائدة في العراق و المؤتمرة بأوامر سليماني وقيادة الحرس الثوري.
وكان أول رد فعل لعصابات الميليشيات هو مهاجمة منزل الشريف علي بن الحسين في منطقة المنصور في بغداد، وهو المرشح لوزارة الخارجية بدلا من الفاشل الجعفري ومطالبته بمغادرة العراق فورا وتسليم المنزل لهم، في بلطجة حقيرة تؤكد هزالة وسقم حكومة حيدر العبادي الذي طرد أيضا قائد قوات حماية المنطقة الخضراء الذي سمح للجماهير بدخول المنطقة واقتحام البرلمان!
أما رد الفعل الايراني على الشارع العراقي الرافض للوجود والهيمنة الايرانية والمتطلع ليوم التحرر الوطني الشامل وطرد الغزاة و تنظيف العراق من أدرانهم وعملائهم، فكان عبر حملة بلطجة اعلامية انبطاحية سخيفة تقودها الميليشيات الشيعية في الجنوب العراقي وتنطلق من البصرة المحتلة تحديدا عبر تمجيد قائد “فيلق القدس” الحرسي الارهابي قاسم سليماني، واعتباره منقذا للعراق ومحررا له وأحد أبطاله، وتلك الحملة الاعلانية والاعلامية السخيفة تطرح شعار ” سليماني منا أهل العراق..”! في ظاهرة استعراضية مبتكرة لقوى الردة والتخلف والعمالة والتبعية، وبما يكرس الوجدود الاحتلالي الايراني للعراق، ويفرض بلطجة واضحة من قبل العصابات الطائفية على الشارع العراقي الهائج.
وفي الوقت نفسه انطلق عنان تلكم الجماعات وأعلن زعيم عصابة ” الخراساني ” المدعو علي الياسري مبايعته العلنية لولي ايران الفقيه خامنئي، كقائد لهم، معلنا كغيره من الادوات الطائفية المنفلتة في العراق انه جند من جنود النظام الايراني.
كل مايجري هو في حقيقته تمهيد لضم العراق عبر وكلاء طهران للنظام الايراني في واحدة من أكبر مؤامرات تدمير الشرق!
سليماني ليس منا أهل العراق! وهو مجرد عنصر غازي حقير سيلقى جزاء و مصير المحتل، وسليماني وغيره مجرد أدوات ستنتهي قريبا بعد انتصار الثورة السورية وتصفية الهيمنة الايرانية في الشرق، فالمعركة القائمة في الشام هي في واقع الأمر مقدمة موضوعية وشاملة لانهيار النفوذ الايراني بالمطلق، لذلك كانت الحرب الكونية المصغرة ضد الشعب السوري.
سليماني ليس سوى رمز سيئ لمرحلة عراقية سيئة اختلطت فيها الأوراق، لكن الطريق واضح وصريح وهو ينبذ تلك النماذج المريضة التي سنشهد تداعيها وغروبها عن المسرح الاقليمي، وأساليب طهران الخبيثة في تسويق حثالاتها لن تجدي نفعا، فالمارد الشعبي العراقي قد انطلق بعد أن خرج العفريت من القمقم ولم يعد بامكان أي حملات تهريجية ان تنجح في اعادة عقارب الساعة للوراء!، على النظام الايراني الاسراع ” بجمع و تعليب وسحب كلابه من العراق “! فعاصفة الحرية ستجتاح كل مواقع الطائفيين العملاء القتلة، وستبقى بغداد حرة عربية وقلعة لأسود العروبة والاسلام الحقيقيين، كما سيظل العراق عراق العرب حافظا للعهد مزمجرا بوجه قوى العمالة والظلام والتبعية، وسترحل ايران وكلابها لمزبلة التاريخ… انه عهد الأحرار المؤمنين، وسينصر الله من نصره… والخزي والعار لوجوه ورموز الخيانة في العراق.
سليماني ليس منا ولن يكون أبدا!
[email protected]